استمرت صحيفة "إل كونفيدنيسيال" الإسبانية في نشر مقاطع صوتية مسجلة ومسربة لرئيس نادي ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، شن خلالها هجوماً حاداً على عدد كبير من رموز ونجوم النادي الملكي القدامى والحاليين، وكشف عن أحداث ووقائع سرية.
وجاءت بداية نشر التسريبات يوم الثلاثاء الماضي بمقطع صوتي، قلل فيه بيريز، البالغ من العمر 74 عاماً، من قيمة عدد كبير من نجوم ناديه التاريخيين الذين تعاملهم الجماهير كأساطير، وهو ما خلق حالة من الجدل، وتسبب في حرج بالغ لكافة الأطراف.
واستمرت التسريبات على مدار الأيام التالية، متناولة هجوماً غير متوقع على نجوم مثل كريستيانو رونالدو ولويس فيغو وراؤوس غونزاليس والحارس إيكر كاسياس والمدربين الكبيرين فينسينتي ديل بوسكي وجوزيه مورينيو، وغيرهم.
وجاء في أحد التسريبات قول بيريز عن الحارس التاريخي للمكي إيكر كاسياس، إنه "لم يكن يوماً حارساً لريال مدريد، لقد كان الفشل الأكبر"، وعن المهاجم المعشوق من جماهير النادي راؤول غونزاليس، "هو الآخر مع كاسياس من بين أكبر النصابين في تاريخ ريال مدريد".
وأضاف عن النجم البرتغالي لويس فيغو، الذي انتقل إلى الملكي في فترة بناء الغلاكتيكوس الأول للنادي، "فيغو مختل عقلياً، ولاعب شديد السمية داخل الفريق، فهو يقوم بأشياء غير مفهومة في غرفة الملابس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووصف صانع الألعاب الإسباني غوتي بأنه "مجرد خدعة من عصر الرئيس السابق كالديرون، ويظن نفسه أحد كبار لاعبي ريال مدريد بسبب اللعب جيداً في مباراة أو اثنتين، لكنه مثل الماعز بلا عقل".
أما المدرب المخضرم ديل بوسكي، الذي قاد إسبانيا للقبي كأس العالم 2010 ويورو 2012، فقال عنه بيريز، "ديل بوسكي ليس مدرباً، إنه مجرد أحمق، وهو أكبر كذبة رأيتها في حياتي، كاماتشو أفضل منه كمدرب".
ولم يقف انتقاد بيريز لنجوم فترة مطلع الألفية فقط، بل هاجم بشدة نجوم ورموز فترة الغلاكتيكوس الثاني، الذي كونه عقب عودته رئيساً لريال مدريد في 1 يونيو (تموز) 2009، وعلى رأسهم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي بات لاحقاً الهداف التاريخي للنادي، حيث قال عنه، "إنه شخص غبي ومجنون، ويعاني مرضاً نفسياً، وأكبر ما قام به في مسيرته كان هراءً"، كما وصف المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، الملقب بالاستثنائي بأنه، "رجل مدلل مثل رونالدو، لكنه يتمتع بشخصية أكثر غروراً وغير طبيعي على الإطلاق".
وما زاد من شدة وقع التسريبات أن أكثر من شخص ممن تناولتهم التسجيلات الصوتية بسوء، ما زالوا على علاقة وثيقة بالنادي أو ضمن العاملين فيه في مناصب تدريبية أو إدارية ضمن فريق بيريز.
واحتوى أحد التسريبات على مقطع اعترف خلاله بيريز بتشويه سمعة الصحافي الأرجنتيني دييغو توريس، الذي ظل مسؤولاً عن تغطية أخبار ريال مدريد لصحيفة "إل باييس" الإسبانية لأكثر من 15 عاماً، بل وقال بيريز إنه دفع أموالاً لشن حملة تنمر وتكذيب ضد الصحافي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويرجع تاريخ تلك التسريبات إلى الفترة بين 2006 و2012، وقد توجهت أصابع الاتهام في تسريبها إلى عدة أطراف قد يهمها تشويه صورة رئيس "لوس بلانكوس".
ورد نادي ريال مدريد ببيان رسمي على التسريبات، حيث جاء في البيان إعلان رئيسه بيريز عن اللجوء للقضاء الإسباني ضد الصحيفة التي تعمل على تشويه سمعته، على حد وصفه.
وخلال الساعات الأولى لخروج التسريبات علنياً عبر المواقع الصحافية وانتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اتهم البعض الصحافي الإسباني خوسيه أبيان، بأنه من باع التسريبات لصحيفة "إل كونفيدنيسيال"، لكنه نفى بشكل قاطع أن تكون له أي علاقة بالأمر. وقال إنه لا يدري سبب نشر التسريبات في تلك الفترة تحديداً".
وشدد أبيان على أن بيريز لديه عدد كبير من الأعداء والمنافسين، سواءً كرئيس لأحد أكبر أندية كرة القدم في أوروبا والعالم، أو كرجل يقود أكبر شركة مقاولات وإنشاءات في إسبانيا، تحمل اسم "آ ثي إسه".
واتجهت الأنظار أيضاً إلى سيرجيو راموس القائد السابق لريال مدريد المنتقل حديثاً لباريس سان جيرمان الفرنسي، بأنه من يقف خلف تسريب المقاطع في هذا التوقيت رداً على رحيله غير المتوقع من ناديه بعد 16 عاماً في ملعب "سانتياغو برنابيو".
ورأى البعض الآخر أن هذه التسريبات قد تكون وسيلة لتشويه صورة بيريز وتحييده عن المشهد الرياضي، بعد أن كان صاحب فكرة إطلاق بطولة دوري السوبر الأوروبي الانفصالي، وأول رئيس له في 18 أبريل (نيسان) الماضي، قبل أن تلغى خطط إطلاق البطولة بعد ضغط الكيانات الرياضية الدولية الكبرى وبعض السياسيين في إنجلترا وأوروبا.
وتواصلت "اندبندنت عربية" مع عدد من أطراف الأزمة، ورابطة الدوري الإسباني "لا ليغا" للحصول على تعليق، دون الحصول على رد حتى الآن.