وسط مخاوف تداعيات كورونا، تباين أداء الأسواق العالمية في التعاملات المبكرة، في وقت اهتزت ثقة المستثمرين في النمو بفعل التحولات الجديدة في إجراءات مكافحة الفيروسات، وتراجعت الأسهم الأوروبية بقيادة أسهم شركات السفر، وسط مخاوف من أن سلالة "دلتا" سريعة الانتشار قد تقوض الطلب على السفر وتُبطئ التعافي الاقتصادي العالمي الحالي.
وهبط المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 1.2 في المئة، مسجلاً أدنى مستوى في أسبوعين تقريباً.
وانخفض المؤشر "داكس" الألماني 1.1 في المئة وتراجع المؤشر "كاك 40" الفرنسي 1.2 في المئة. وانخفض المؤشر "فاينانشيال تايمز 100" في بريطانيا 1.3 في المئة، حيث طغى ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس على التفاؤل في شأن استئناف أنشطة في إنجلترا.
وتراجعت أسهم شركات السفر والترفيه 2.3 في المئة. وقالت الحكومة البريطانية إنها ألغت تخفيفاً مزمعاً لقواعد الحجر الصحي المرتبطة بـ"كوفيد-19" للمسافرين من فرنسا.
وتراجعت الأسهم المدرجة في بريطانيا لشركة الرحلات البحرية "كارنيفال" وشركة الطيران "إيزي جيت" وشركة "آي أي جي" مالكة الخطوط الجوية البريطانية بما يتراوح بين 4 و6.5 في المئة في التعاملات المبكرة.
وهبطت أسهم شركات نفط كبرى مثل "بي بي" و"رويال داتش شل" بأكثر من 1.5 في المئة، متأثرة بانخفاض أسعار النفط الخام بعد اتفاق "أوبك+" على زيادة الإنتاج.
خطة بريطانية لتعزيز التجارة
وتطرح بريطانيا خطة لتحفيز التبادل التجاري مع 70 بلداً نامياً تشمل خفض التعريفات الجمركية وتبسيط القوانين، وذلك في أحدث مسعى من جانب الحكومة البريطانية لتعزيز التجارة العالمية بعد استعادتها السيطرة على سياستها التجارية عقب الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وقالت وزيرة التجارة، ليز تروس، "أصبحت المملكة المتحدة الآن بلداً مستقلاً تجارياً، ولدينا فرصة ضخمة للقيام بالأمور بشكل مختلف واتخاذ نهج أكثر تحرراً وتأييداً للتبادل التجاري يؤدي إلى النمو وإيجاد الفرص".
ويهدف "برنامج التجارة مع البلدان النامية" لتقليل العبء البيروقراطي عن التجارة بين بريطانيا والبلدان النامية، وكذلك البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مثل باكستان ونيجيريا وإندونيسيا.
الدولار يتحول للصعود
وفي العملات، سيطر السعي إلى أمان الدولار والين، ما جعل الدولار قرب أقوى مستوياته منذ أشهر، إذ اهتزت ثقة المستثمرين في النمو بفعل انتشار سلالة "دلتا" المتحورة من فيروس كورونا، وانتاب القلق الكثيرين في شأن استئناف الأنشطة في إنجلترا.
وتعرض الدولار الأسترالي الحساس للمخاطرة لأكبر قدر من الضغط بين العملات الرئيسة في جلسة آسيا، إذ انخفض لأدنى مستوى في سبعة أشهر عند 0.7373 دولار، وانزلق لليوم الخامس على التوالي مقابل الين ليبلغ أدنى مستوياته في خمسة أشهر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع الين في أحدث معاملات 0.1 في المئة إلى 109.25 للدولار، واقترب من أقوى مستوياته منذ أبريل (نيسان) عند 129.78 لليورو.
وظل اليورو عند 1.1805 دولار، بالقرب من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر الذي بلغه الأسبوع الماضي عند 1.1772 دولار.
وصعد مؤشر الدولار بشكل طفيف إلى 92.717، ما جعله قريباً جداً من أعلى مستوى في ثلاثة أشهر الأسبوع الماضي عند 92.832.
وانخفض الدولار الكندي إلى أدنى مستوياته منذ أبريل، واجتاز متوسط تحركاته في 200 يوم مع انخفاض أسعار النفط.
وسجل الجنيه الاسترليني 1.3754 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من أسبوع.
واستقرت العملات المشفرة خلال جلسة التداول الآسيوية، لكنها ظلت عالقة عند ما يزيد قليلاً على مستويات الدعم القوية. واستقرت "بيتكوين" في أحدث تعاملات عند 31 ألفاً و702 دولار، لستسقر عند 1897 دولاراً.
تراجع أسعار الذهب
وفي المعادن، انخفضت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها في أسبوع تقريباً، إذ فضل المستثمرون الدولار ملاذاً وسط مخاوف من أن انتشار "دلتا" قد يثبط التعافي الاقتصادي العالمي.
ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 1804.60 دولار للأوقية "الأونصة" بعد أن هبط إلى أدنى مستوياته منذ 13 يوليو (تموز) عند 1801.46 دولار.
وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المئة إلى 1804.10 دولار.
وقال هارشال باروت، كبير مستشاري أبحاث جنوب آسيا، في "ميتالز فوكاس"، "قوة الدولار تحد من الاتجاه الصعودي للذهب، وما زال نوعاً ما يمثل أحد العوامل المعاكسة الرئيسة. وهناك مخاوف تنجم عن "دلتا" وتأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي. لذا، فإن تدفقات الملاذ الآمن الأساسية تذهب أيضاً إلى الدولار والسندات".
وارتفع الدولار 0.2 في المئة إلى أعلى مستوى في أكثر من ثلاثة أشهر مقابل عملات رئيسة أخرى، ما جعل الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
ويكافح العديد من البلدان، لا سيما في آسيا، لكبح جماح "دلتا" شديدة العدوى، وقد اضطرت إلى اتخاذ تدابير الإغلاق.
نزول أسهم اليابان بفعل مخاوف "دلتا"
في الوقت ذاته، أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض للجلسة الرابعة على التوالي، إذ تضررت المعنويات من المخاوف في شأن انتشار السلالة الجديدة، ومن أن يفاقم أولمبياد طوكيو 2020 الأزمة الصحية.
وانخفض المؤشر "نيكي" 1.25 في المئة إلى 27652.74 نقطة، منخفضاً عن مستوى دعم رئيسي لمتوسط تحركاته في 200 يوم، البالغ 27672 نقطة للمرة الأولى منذ أوائل العام الماضي.
وقادت الأسهم المرتبطة بأشباه الموصلات الانخفاض بعد أن تراجعت أسهم التكنولوجيا الأميركية الأسبوع الماضي، مع وصول مؤشر "فيلادلفيا" لأسهم أشباه الموصلات إلى أدنى مستوى له في شهر.
وخسر المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 1.3 في المئة، مع تراجع جميع مؤشراته الفرعية للقطاعات البالغ عددها 33، باستثناء قطاع الأدوية، وهو ما يتماشى مع تراجع الأسهم عالمياً بسبب المخاوف المتزايدة في شأن زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا.