يلقي غلاء الأسعار والانقسام المصرفي في اليمن بظلالهما على قدرة اليمنيين على شراء أضاحي عيد الأضحى، الذي يحل الثلاثاء 20 يوليو (تموز) في المناطق الحكومية وتلك الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
المواشي البلدية والمستوردة
ويعتقد تاجر الأغنام، عبد الله مطهر القرضي، في إحدى الأسواق الشعبية في محافظة مأرب شرق اليمن، أن "خلف ارتفاع أسعار المواشي أسباباً عدة، أبرزها ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل العملة المحلية، بالنسبة إلى المواشي المستوردة. أما المواشي التي تأتي من مناطق سيطرة الحوثيين فإذا ما كان سعرها خمسون ألف ريال (قرابة 60 دولاراً)، في تلك المناطق، فإنها تصل إلى مناطق الشرعية بتسعين ألف ريال (قرابة 100 وعشرة دولارات)، ومن أسباب ذلك فارق سعر صرف العملات الأجنبية بين مناطق الشرعية ومناطق الحوثيين، حيث مُنع تداول العملات المحلية التي طبعتها الحكومة الشرعية".
أما في مأرب فأسعار المواشي نحو 300 ألف ريال (قرابة 400 دولار)، ويرجع عبد الله السبب إلى كثافة السكان والطلب على المواشي البلدية.
ويقول تاجر المواشي، الباشا ناصر محمد، إن انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية هو السبب وراء ارتفاع أسعار المواشي.
ويضيف، "رأس الغنم الذي كان يُباع العام الماضي بـ150 ألف ريال يُباع الآن بـ400 ألف ريال".
وسط ذلك، يقول محمد إن "الإقبال هذا العام على شراء المواشي ضئيل مقارنة بالعام الفائت، وارتفاع الأسعار لم يشهده اليمنيون سابقاً، ولذلك قد يلجؤون إلى شراء اللحوم بالكيلو".
وتمتاز المواشي البلدية في اليمن بجودة لحومها وتنوع مصادر الرعي بين السهول والجبال والوديان، لكنها غالباً ما تباع بأسعار مضاعفة مقارنة بالماشية المستوردة التي تتكدس في الأسواق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
انهيار كامل
ويشهد اليمن حرباً منذ سبع سنوات أدت إلى أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ البلاد، دفعت 80 في المئة من اليمنيين (نحو 30 مليوناً)، إلى ما تحت خط الفقر، البالغ أقل من دولارين للفرد في اليوم، وفق الأمم المتحدة.
وقبل أسبوع شهدت العملة اليمنية تدهوراً غير مسبوق أمام العملات الأجنبية، مسجلة ألف ريال مقابل الدولار الأميركي.
وحذّر رئيس الحكومة، معين عبد الملك، الأحد، من "الانهيار الكامل" للاقتصاد في حال عدم الحصول على دعم دولي للحفاظ على سعر العملة المحلية.
وقال خلال اجتماع لمجلس الوزراء "تراجع سعر صرف العملة الوطنية يشكل الهمَّ الأكبر لليمنيين في الوقت الراهن"، داعياً الدول الشقيقة والصديقة إلى دعم عاجل "كي لا يحدث ما يصعب بعده أي تدخل لإنقاذ الاقتصاد".