ست سنوات من الحصار الرياضي، مثلت انتكاسة لنادي إسلامي قلقيلية الفلسطيني، إذ إنه في ظهر يوم الخميس الأول من مايو (أيار) 2014، أغلقت القوات الإسرائيلية أبواب النادي في وجه اللاعبين والإداريين، رافعة تعليق (إشعار بإغلاق مكان... الإدارة المدنية لجيش إسرائيل)، ولا يزال النادي مغلقاً حتى الآن، ورغم ذلك الحصار والغلق، الذي فرضته إسرائيل على الفريق، فإن النادي لم يستسلم للهزيمة، إذ تجمع اللاعبون أمام مقر النادي ليخوضوا المباراة النهائية في كأس فلسطين للشباب (تحت 20 عاماً) باللعب على مركز شباب دورا.
الفريق الذي لم يخض مرانه الأخير، تسلَّح لاعبوه بالإرادة، ليستكملوا الحلم ما استطاعوا إليه سبيلاً، فدخلوا اللقاء، رافعين صورة لاعب فريقهم الأول والمنتخب الفلسطيني سامح مراعبة، الذي اعتقلته إسرائيل قبل يومين من غلق النادي، وفازوا بسداسية مقابل هدف، متوّجين باللقب.
إغلاق متكرر
ولا تُعد هذه هي المرة الأولى، التي تُغلق إسرائيل مقر نادي إسلامي قلقيلية، بل الرابعة، وربما أكثر حينما أشاروا في الورقة التي وضعوها على الباب الرئيسي للنادي في 30 أبريل (نيسان) 2014.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نادي إسلامي قلقيلية، الذي صعد إلى دوري المحترفين للمرة الأولى موسم 2011 - 2012 حصل في الموسم التالي 2012 - 2013 على المركز التاسع ووصيف الكأس في الموسم ذاته قبل أن يهبط موسم 2013 - 2014.
صراع البقاء
أحد مسؤولي النادي يسرد المأساة، لـ"اندبندنت عربية"، مُفضلاً عدم الكشف عن هُويته لأسباب أمنية، قائلاً "تم اعتقال أعضاء من الهيئة الإدارية للنادي، ومن ثم أغلق وهبط الفريق، وحينها لم يمتلك الفريق ملعباً لمباريات (الذهاب – Home)، ليهبط الفريق إلى الدرجة الأولى، التي نشط بها منذ تأسيسه في 1995".
وأضاف "لم تكن الأوضاع جيدة بالنسبة إلينا، لكن نحن نمتلك ناشئين على أعلى المستويات، هم الداعمون لفرقنا، ورافدٌ لباقي الفرق والمنتخبات بفلسطين، فاستمرينا بدوري الدرجة الأولى قبل أن نهبط إلى دوري الدرجة الثانية، للمرة الأولى في تاريخنا، ثم عدنا الموسم التالي 2016 - 2017 إلى الدرجة الأولى، وها نحن بالموسم الحالي 2018 - 2019 تصدرنا جدول ترتيب الدوري، وكنا بصدد التأهل للمحترفين مرة أخرى، لكن مررنا بظروف صعبة، ولم نُسجل أي هدف خلال أكثر من مباراة متتالية بالدور الثاني، ولم نُحقق حلمنا".
وأوضح المصدر، "مسؤولو إسلامي قلقيلية درسوا حين كنا بالصدارة تجميد نشاطهم بالدوري، والتضحية بحلم الصعود لاعتقال المشرف الرياضي مؤيد شريم من دون تهمة قبل إطلاق سراحه، وكذلك استدعاء الأجهزة الأمنية نجم الفريق وهدافه شاهر داوود للتحقيق معه قبل مباراة ديربي المدينة. الآن، نائب رئيس النادي معتقل بسجون إسرائيل، وكذلك أمين الصندوق ومدير الصندوق".
ويضيف أحد مسؤولي النادي، "وبسبب هذه الاعتقالات، قسَّم أعضاء الهيئة الإدارية، وعددهم ثلاثة، مهام المعتقلين عليهم. بنينا فريقاً قوياً، وأردنا مواصلة حلمنا، لكن الضائقة المالية، وعدم وجود جهات داعمة، ومنع النادي من التواصل مع أي جهة من قبل إسرائيل والاعتقالات المستمرة من الأجهزة الأمنية أعاقت عملنا. لا يوجد ملعب لنا في محافظة قلقيلية، وكما قلت نعتمد على ناشئينا، فنحن أول من أنشأ لهم مدرسة عام 1997، وكلهم عدلوا عما فكروا به بخصوص الانسحاب، وتجميد النشاط وقرروا المواصلة في الدوري، لكن لم يصلوا إلى حلمهم، رأينا الاستمرار أفضل حل لنا لمواجهة الصعوبات".
أزمة اسم
ويرى مسؤولو النادي أن الأزمة ستستمر معهم بسبب اسمهم (إسلامي قلقيلية) "نشاطنا يقتصر فقط على الرياضة، ولا نعمل بالسياسة نهائياً، لكن تقريباً الأزمة الكبرى في الاسم (إسلامي)، وعرضت علينا منظمة إسرائيلية في وقت سابق مبلغاً مالياً ضخماً وتسهيلات مقابل تغيير الاسم الذي يحمل اسم محافظتنا، ولفظ (إسلامي)، لكننا رفضنا الأمر".