حذر قائد العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان، الأحد، من كابول، بأن الولايات المتحدة ستواصل غاراتها الجوية دعماً للقوات الأفغانية إذا واصلت "طالبان" هجومها الذي تشنه منذ أوائل مايو (أيار).
وقال الجنرال الأميركي، كينيث ماكينزي، قائد القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم)، "لقد كثفت الولايات المتحدة غاراتها الجوية لدعم القوات الأفغانية في الأيام الأخيرة، ونحن على استعداد لمواصلة هذا المستوى العالي من الدعم في الأيام المقبلة إذا واصلت "طالبان" هجماتها".
وكثفت طالبان هجماتها في الأسابيع الأخيرة لتسيطر على مناطق ريفية وعواصم أقاليم، وذلك منذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل (نيسان) سحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول أول سبتمبر (أيلول)، منهياً الوجود العسكري الأجنبي المستمر منذ 20 عاماً.
ولم تتمكن القوات الأفغانية من الصمود في وجه "طالبان"، ولم تعد تسيطر سوى على عواصم الولايات والمحاور الرئيسة.
وأكد الجنرال ماكينزي، "أود أن أكون واضحاً، ستخضع حكومة أفغانستان لاختبار قاسٍ في الأيام المقبلة، وتحاول حركة طالبان إضفاء الطابع الحتمي لحملتها. إنهم مخطئون (...)، إن انتصار طالبان ليس حتمياً".
بصفته قائد القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في عشرين دولة في الشرق الأوسط وفي وسط وجنوب آسيا، يقود الجنرال ماكينزي العمليات العسكرية في أفغانستان منذ انتهاء مهام الجنرال أوستن سكوت ميلر في قيادة القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان في 12 يوليو (تموز).
ومع تعثر المفاوضات التي بدأت في سبتمبر في الدوحة وانسحاب القوات الدولية والنكسات التي تلحق بالقوات الأفغانية، تتزايد المخاوف من سيطرة "طالبان" مجدداً على السلطة بعدما حكمت أفغانستان بين 1996 و2001.
فرار من المعارك
وفرّت أكثر من 22 ألف أسرة أفغانية هرباً من المعارك في قندهار، المعقل السابق لـ"طالبان"، وفق ما أعلن مسؤولون في وقت سابق، الأحد، فيما أوقفت السلطات أربعة أشخاص يشتبه بأنهم متمردون ضالعون في هجوم صاروخي استهدف كابول هذا الأسبوع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصرح رئيس إدارة شؤون اللاجئين في قندهار، دوست محمد درياب، لوكالة الصحافة الفرنسية، قائلاً "دفعت المعارك 22 ألف أسرة إلى النزوح من قندهار خلال الشهر الماضي".
وتابع، "لقد نزحوا جميعاً من مناطق مضطربة في المدينة إلى مناطق أكثر أماناً". والأحد، تواصلت المعارك عند تخوم مدينة قندهار.
وصرح لالاي داستاغيري، نائب حاكم ولاية قندهار، بأن "الإهمال الذي تعانيه بعض القوى الأمنية، وخصوصاً الشرطة، أفسح في المجال أمام اقتراب طالبان إلى هذا الحد". وتابع، "حالياً، نحن نحاول تنظيم صفوف قواتنا الأمنية".
وكانت السلطات المحلية قد أقامت أربعة مخيمات لاستقبال النازحين الذين يقدّر عددهم بنحو 154 ألف شخص. ويتخوف السكان من اشتداد المعارك في الأيام المقبلة.
وقندهار، البالغ عدد سكانها 650 ألف نسمة، هي ثاني أكبر مدينة في أفغانستان بعد كابول. وكانت الولاية الجنوبية معقلاً لـ"طالبان" عندما حكمت الحركة البلاد بين عامي 1996 و2001.
وبعدما أطاحتها من الحكم في عام 2001 الولايات المتحدة رداً على هجمات 11 سبتمبر، قادت طالبان تمرداً دموياً لا يزال مستمراً حتى تاريخه.
واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" حركة طالبان بتهجير السكان، وبنهب ممتلكاتهم، وإحراق البيوت، بما في ذلك في منطقة سبين بولداك، المحاذية للحدود مع باكستان، والتي سيطروا عليها هذا الشهر.
وقالت باتريشا غروسمان، مديرة قسم آسيا في المنظمة، إن "قادة طالبان ينفون مسؤوليتهم عن أي انتهاكات، لكن الأدلة المتزايدة على الطرد والتوقيفات العشوائية والقتل في مناطق خاضعة لسيطرتهم، تثير مخاوف السكان".
في الأثناء، أعلنت السلطات أنها أوقفت أربعة رجال قالت إنهم ينتمون لـ"طالبان"، واتهمتهم بالضلوع في هجوم صاروخي استهدف كابول هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، ميرويس ستانكزاي، في بيان صحافي، إن "القيادي في طالبان، المدعو مؤمن، هو من المخططين الرئيسين للهجوم الصاروخي"، مضيفاً، "أوقف مع ثلاثة من رجاله، وجميعهم عناصر في طالبان".
وسقطت ثلاثة صواريخ على الأقل في نطاق كيلومتر واحد من القصر الرئاسي فيما كان عدد من المسؤولين يؤدون الصلاة في حديقته مع الرئيس أشرف غني قبل دقائق من إلقائه خطاباً بمناسبة عيد الأضحى.
إلا أن الهجوم تبناه تنظيم "داعش".