لا شك أن الطريق إلى الألعاب الأولمبية هذه السنة في طوكيو كان محفوفاً بالصعوبات. ولكن مع انطلاقة فعاليات الأولمبياد، بدأنا بتلقي أولى المفاجآت في النتائج والميداليات، وهي مفاجآت سارة بكل تأكيد.
فقد فجرت آنا كيزنهوفر وهي عالمة رياضيات نمساوية غير مرتبطة بأي عقد احترافي، مفاجأة من العيار الثقيل إذ حققت فوزاً ثميناً بالميدالية الذهبية في سباق الدراجات على الطرق بعد أن تمكنت من تجاوز المتنافسات وحافظت على الفارق منذ بداية السباق. وأنهت كيزنهوفر السباق بفارق أكثر من دقيقة عن بطلة العالم لعام 2019 الهولندية أنيميك فان فليوتن التي خالت للحظة أنها الفائزة واحتفلت عن طريق الخطأ أثناء اجتيازها خط النهاية لأنها كانت متأخرة بفارق كبير عن الفائزة.
وبذلك أصبحت كيزنهوفر التي تُعتبر رياضية مغمورة نوعاً ما أول نمساوية تفوز بميدالية في سباق دراجات الطرق في الألعاب الأولمبية. وعبرت كيزنهوفر عن فرحتها بالقول: "إنه شعور لا يوصف. لا يسعني تصديق ذلك. حتى عندما اجتزت خط النهاية تساءلت إن كنت فعلاً نجحت أو إذا ما كان علي متابعة القيادة؟ الأمر لا يصدق."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي فئة أخرى، توج السباح التونسي أحمد حفناوي بالميدالية الذهبية في مسابقة 400 متر سباحة حرة للرجال. وحقق الفتى الفوز بعد أن تمكن من العودة من المسار الأبطأ وأهدى بلاده خامس ميدالية ذهبية في تاريخها والثالثة في فئة السباحة بعد أسامة الملولي الذي حقق ميدالية ذهبية في العامين 2008 و2012.
وبعد الفوز أعلن حفناوي: "لا يسعني تصديق ذلك. إنه حلم تحقق. كان الأمر رائعاً، إنها أفضل سباقاتي على الإطلاق."
هنا تكمن عظمة الألعاب الأولمبية، عندما يُكافأ العمل الدؤوب للرياضيين بفوز غير متوقع يمكن أن يبدل حياتهم ويقلبها رأساً على عقب. فبعد 18 شهراً لم نذق فيها طعم السعادة الحقيقية وسط كل ما نمر به، من الرائع أن تكون قادراً على الاستمتاع بالسعادة الصافية والحقيقية للرياضي الذي يحقق أحلامه.
ولكن ذلك يترافق طبعاً مع غصة من الناحية الأخرى مع الرياضيين الذين خاب أملهم بأدائهم وفشلوا. ففي حين حقق برادلي سيندن فضية وتشيلسي جيلز ذهبية للفريق البريطاني في رياضة التايكواندو يوم الأحد، حُرمت البريطانية جايد جونز من انتزاع ثلاثة ألقاب أولمبية إثر سقوطها المفاجئ في الجولة الأولى ضمن فئة وزنها.
إنها الرياضة ومفاجآتها!
© The Independent