لا شك في الأمر– كان تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية الأوضح في قائمة طويلة من التنبيهات. فما من وقت للتأخير أو الأعذار، وعلى الحكومات العمل الآن لوقف الضرر الذي لا رجعة فيه اللاحق بكوكبنا.
من الفيضانات المفاجئة في لندن إلى موجات الحرارة المحطمة للأرقام القياسية في بلدان أوروبية أخرى، نرى بالفعل الأثر الدامغ لأزمة المناخ.
علينا أن نواجه الحقيقة القاتمة ونبني الآن مستقبلاً من دون انبعاثات كربونية. وهذا يعني طرقاً جديدة لإنشاء طاقة غير كربونية للنقل والتدفئة والتصنيع والزراعة. ويعني تغييرات في استخدامنا للأراضي، ونظامنا الغذائي، ونظامنا التخطيطي. ونحتاج إلى عمل لمساعدة الطبيعة على التعافي.
قد يكون مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (مؤتمر الأطراف الـ26) في غلاسكو أملنا الأخير والأفضل لمعالجة أزمة المناخ. لكن على الرغم من ذلك، من الواضح أكثر من أي وقت أن الحكومة المحافظة تعيدنا إلى الخلف في المعركة على تغير المناخ.
ففي حين أن رئيس الوزراء لم يتنبه بعد إلى التهديد المناخي الداهم، تنبه الديمقراطيون الليبراليون. نحن نملك خطة انتعاش من شأنها أن تولد وظائف وتخفض الانبعاثات إلى الصفر الصافي، فتتولى المسؤولية العالمية لبريطانيا بوصف البلاد أحد أغنى البلدان وأحد المصادر التاريخية للانبعاثات الكربونية في العالم.
انظروا في ريفنا. في حين يزعم المحافظون أنهم يناصرون بيئتنا الطبيعية، فوتوا المستهدفات التي وضعوها بأنفسهم في شأن زراعة الأشجار وتعافي التنوع البيولوجي. ومن ناحية أخرى، يوقفون مزارعينا عن العمل. فالأشخاص أنفسهم الذين نحتاج إليهم للاهتمام بريفنا يشعرون بالخيانة لأن المحافظين لا يستطيعون حماية معاييرنا الرفيعة في شأن رفاه الحيوانات والحماية البيئية.
علينا تحديد مستهدفات ملزمة قانونياً لتحسين مياهنا وهوائنا وتربتنا وتنوعنا البيولوجي. والحكومة المحافظة تتحدث كثيراً وتفعل قليلاً. وعليها أن تتوقف عن الكلام حول عدد الأشجار الواجب زراعتها وأن تزرع بالفعل الـ60 مليون شجرة التي نحتاجها كل سنة.
لكن الريف ليس المكان الوحيد الذي يتسلل إليه الفشل المناخي للمحافظين– هو يتسلل إلى منازلنا أيضاً. فمنازلنا على صعيد جودة استخدام الطاقة هي من بين الأسوأ في أوروبا. ذلك أن 2.5 مليون شخص يعيشون في فقر الوقود بسبب العزل السيئ وفقدان الحرارة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إن المحافظين يعيدوننا إلى الخلف. لقد ألغوا عام 2016 المعايير التي تجعل المنازل لا تطلق أي انبعاثات كربونية، ثم ألغوا منحة المنازل الخضراء التي أقروها بأنفسهم بعد سوء إدارة مزمن.
نحن بحاجة إلى برنامج طارئ يمتد لـ10 سنوات لترقية العزل في كل منزل وضمان بناء المنازل الجديدة وفق معايير تمنع إطلاق أي انبعاثات كربونية، مع توليد الطاقة المتجددة في الموقع إلى جانب التدفئة المنخفضة الكربون.
وسيولد برنامج لبناء المنازل الخضراء آلاف الوظائف الخضراء الجديدة أيضاً، ما يساعد تعافينا من الجائحة.
والأهم أننا نحتاج إلى أن تضع الحكومة توجيهاً واضحاً حول كيفية تدفئة منازلنا الموجودة في المستقبل من دون الاعتماد على الغاز الأحفوري المستخرج مباشرة من الأرض.
ومن غير المفهوم السبب وراء وقف المحافظين تطوير مزارع رياح ساحلية منذ عام 2015 وخفضهم الإعانات للطاقة الشمسية في حين أن الوقت الحالي يتطلب تطوير أكبر قدر ممكن من الطاقة المتجددة.
وتواصل الحكومة تأخير العمل الملح الذي نحتاجه وتحافظ عمداً على استمرار قطاع الوقود الأحفوري لكأن العمل كالمعتاد مع قليل من الموافقات على الطاقة المتجددة هو كل ما يلزم لوقف أزمة المناخ.
وثمة مسألة مهمة أخرى خذلنا جميعاً فيها المحافظون ولم يتركوا لنا سوى الوعود غير المحترمة: تلوث الهواء.
فواحد من كل أربعة أطفال يذهبون إلى المدارس في مناطق يفوق فيها تلوث الهواء الحدود. وتلوث الهواء قاتل، فهو يسبب 40 ألف وفاة مبكرة كل عام. ولا يمكننا أن نقف موقف المترقب في حين يسمح المحافظون لأطفال البلاد بتنفس هواء غير صحي وملوث.
وبحلول 2025 من المرجح أن يكلف تلوث الهواء هيئة الخدمات الصحية الوطنية 1.5 مليار جنيه إسترليني (ملياري دولار تقريباً). وبذلك يجب أن يكون تنظيف هوائنا في قلب أي خطة للتعافي الأخضر.
تتوفر للمملكة المتحدة فرصة فريدة من خلال استضافة مؤتمر الأطراف الـ26 الذي سيجمع المجتمع العالمي للاتفاق على عمل مناخي صلب. لكننا نحتاج إلى حكومة تستطيع أن تظهر في شكل قابل للتصديق سجلها المحلي.
وإن لم تتنبه حكومة المحافظين هذه إلى شدة الأزمة التي نواجهها، سيُذكَر مؤتمر الأطراف الـ26 كمؤتمر وقف فيه العالم ساكناً في حين كانت الأرض تحترق من حولنا.
ويرا هوبهاوس سياسية ديمقراطية ليبرالية تمثل باث في مجلس العموم منذ عام 2017.
© The Independent