تراجعت أسعار النفط في أولى جلسات الأسبوع، عن أعلى مستوياتها في 3 أسابيع، وسط ترقب الأسواق لاجتماع "أوبك+" المقرر الأربعاء 1 سبتمبر (أيلول) المقبل، بشأن سياسة إنتاج الخام عالمياً.
وكانت أسعار الخام قلصت مكاسبها المبكرة اليوم الاثنين 30 أغسطس (آب)، لتنخفض من أعلى مستوى لها في ما يزيد على ثلاثة أسابيع، الذي بلغته في وقت سابق من الجلسة. وبلغ الخامان القياسيان مستويات مرتفعة لم يسجلاها خلال الشهر الحالي، عند 73.69 دولار و69.64 دولار على الترتيب، إذ اجتاح إعصار "إيدا" القوي قرب بورت فورتشون، في ولاية لويزيانا، مركز صناعة الطاقة البحرية في خليج المكسيك الأميركي، ما أجبر السلطات على إغلاق المئات من منصات النفط البحرية وإخلائها.
وبحلول الساعة 10:45 بتوقيت غرينتش من يوم الاثنين، نزل سعر عقود برنت القياسي، تسليم أكتوبر (تشرين الأول)، بنسبة 0.62 في المئة، تعادل 45 سنتاً إلى 72.25 دولار، بعد ما ربح 2.3 في المئة في جلسة الجمعة 27 أغسطس.
كما تراجع سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر، بنسبة 1.2 في المئة، تعادل نحو 81 سنتاً، ليصل إلى 67.93 دولار للبرميل، بعد ما كسب 2 في المئة في الجلسة السابقة.
وقفزت أسعار الخام الأسبوع الماضي، محققةً أكبر مكسب أسبوعي بالنسبة المئوية في 14 شهراً، منذ يونيو (حزيران) 2020، توقعاً لتعطل إنتاج النفط بسبب إعصار "إيدا". وارتفع خام برنت بنسبة 11.54 في المئة، وزاد الخام الأميركي 10.6 في المئة.
إعصار "إيدا"
وقال فيفيك دهار، محلل السلع الأولية لدى بنك الكومنولث الأسترالي، "ما زال الوقت مبكراً لمعرفة التأثير الكامل للإعصار إيدا". وأضاف لوكالة "رويترز" أن، "المنتجات النفطية، مثل البنزين والديزل، من المرجح أن ترتفع أسعارها بوتيرة حادة بسبب توقف عمل المصافي، بخاصة إذا كانت ثمة مصاعب لإعادة المصافي وخطوط الأنابيب للعمل".
وزادت أسعار البنزين في الولايات المتحدة أكثر من ثلاثة في المئة، إذ أُضيفت انقطاعات الكهرباء إلى إغلاق المصافي في ساحل الخليج، وتحول التركيز إلى منتجات الخام. ويقول محللون إن أسعار الخام تراجعت أيضاً ترقباً لتعاف سريع على الأرجح لإنتاج النفط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت شركات الطاقة أوقفت بحلول الأحد 29 أغسطس، 95 في المئة من إنتاج النفط، أو 1.74 مليون برميل يومياً، في خليج المكسيك، وفقاً لمكتب السلامة والإنفاذ البيئي الأميركي، وذلك مع اتجاه "إيدا" صوب منصات الحفر والبنى التحتية الأخرى.
وتشكل إمدادات خليج المكسيك نحو 17 في المئة من النفط على مستوى الولايات المتحدة. وقالت هيئة تنظيمية، إن شركات النفط والغاز أخلت نحو 300 منشأة بحرية، ونقلت عشر سفن حفر بعيداً من طريق الخطر.
وأفاد المركز الوطني للأعاصير بأن الإعصار "إيدا" ضرب الساحل قرب بورت فورشون في ولاية لويزيانا، في الساعة 16:55 بتوقيت غرينتش الأحد، بعدما بات إعصاراً شديد الخطورة من الفئة الرابعة.
اجتماع "أوبك+"
وستجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء لها من بينهم روسيا، أي ما يُسمى بمجموعة "أوبك+"، الأربعاء المقبل، لبحث زيادة متفق عليها سابقاً قدرها 400 ألف برميل يومياً لعدة أشهر مقبلة.
ويُتوقع أن تبقي "أوبك+" على الأرجح على سياستها لإنتاج النفط دون تغيير، وستواصل تنفيذ الزيادة المتواضعة المخطط لإنتاجها، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر في "أوبك+".
وأفادت مصادر "أوبك+" أيضاً بأن زيادة أسعار النفط في الآونة الأخيرة مؤقتة، ومدفوعة بشكل أساسي بتعطل الإمدادات في المكسيك والعاصفة القوية التي تضرب ساحل الخليج الأميركي. وأفاد مصدر بأن أسعار النفط الحالية، حول 70 دولاراً، جيدة، فيما ستستمر "أوبك+" على الأرجح، كما هو مخطط، بزيادة 400 ألف برميل يومياً.
وقال مصدر آخر في "أوبك+"، إنه من "المرجح للغاية" أن الزيادة البالغة 400 ألف برميل يومياً ستتم اعتباراً من سبتمبر المقبل.
وحثت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "أوبك" وحلفاءها على تعزيز إنتاج النفط لمواجهة ارتفاع أسعار البنزين الذي ترى الإدارة الأميركية أنه يهدد التعافي الاقتصادي العالمي.
واتفق وزراء "أوبك+"، خلال يوليو (تموز) الماضي، على زيادة إمدادات النفط اعتباراً من أغسطس الحالي، في خطوة نحو تهدئة الأسعار التي صعدت إلى أعلى مستوى في سنتين ونصف السنة، مع تعافي الاقتصاد العالمي من الجائحة، حيث أقر التحالف زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر، حتى نهاية عام 2022.
