أقر تحالف "أوبك+" للدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" والمنتجون من خارجها، خلال يوم الأربعاء 1 سبتمبر (أيلول) الحالي، الالتزام بالسياسة الحالية للزيادة التدريجية الشهرية في إنتاج النفط، والتي كان قد وافق عليها في يوليو (تموز) الماضي.
وجاء القرار في أعقاب الاجتماع الوزاري الـ20 للتحالف والذي عُقد عبر تقنية "فيديو كونفرانس".
واتفق وزراء التحالف الذي يضم 23 دولة (13 دولة في "أوبك" و10 دول غير أعضاء في المنظمة) على مواصلة تعزيز الإمدادات الشهرية من الخام عبر إضافة 400 ألف برميل يومياً إلى السوق خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
واستغرقت محادثات اللجنة عبر الإنترنت أقل من ساعة، وهي واحدة من أسرع الاجتماعات للتحالف، وتختلف كثيراً عن المفاوضات المطوّلة التي شهدها اجتماع التحالف السابق في يوليو.
وغيّرت أسعار النفط اتجاهها، حيث كانت في المنطقة الخضراء في التعاملات الصباحية، إلا أنه بحلول الساعة 17:45 بتوقيت غرينتش، هبط سعر عقود "برنت" القياسي تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) بنسبة 0.3 في المئة، تعادل 21 سنتاً، ليصل إلى 71.42 دولار.
كما نزل سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر 0.12 في المئة، تعادل نحو 8 سنتات، ليصل إلى 68.42 دولار للبرميل.
وسجلت أسعار الخامين القياسيين "برنت" و"الأميركي" خسارة شهرية خلال أغسطس (آب) الماضي، هي الأكبر منذ أكتوبر 2020 بنحو 3.2 و6.4 في المئة على الترتيب، مع مخاوف من تباطؤ الطلب على الخام جراء انتشار متحورة "دلتا" من فيروس كورونا، سريعة الانتشار.
آثار الجائحة
وبحسب بيان منظمة "أوبك" عقب الاجتماع، فإن آثار جائحة كورونا لا تزال تلقي ببعض عدم اليقين، وتعززت أساسيات السوق واستمرت مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الانخفاض مع تسارع التعافي. وذكرت "أوبك" أن الاجتماع رحّب بالأداء الإيجابي للدول المشاركة في إعلان التعاون، إذ بلغ حجم الالتزام العام 110 في المئة في يوليو الماضي، بما في ذلك المكسيك، مما يعزز اتجاه الامتثال العالي من قبل الدول المشاركة.
وأفادت "أوبك" بتمديد فترة التعويض حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2021 على النحو المطلوب من قبل بعض البلدان ذات الأداء الضعيف، والمطالبة بأن تقدم البلدان ضعيفة الأداء، خطط التعويض بحلول 17 سبتمبر الحالي.
وأكدت "أوبك" الأهمية الحاسمة للالتزام بالمطابقة الكاملة وآلية التعويض، والاستفادة من تمديد فترة التعويض حتى نهاية ديسمبر 2021.
الاجتماع المقبل
ومن المقرر أن يعقد التحالف اجتماعه المقبل في الرابع من أكتوبر المقبل.
وكانت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة للتحالف أوصت بالالتزام بخطة زيادة المعروض، ورأت عدم الحاجة إلى تعديل سياسة النفط الحالية.
وتوقعت اللجنة الفنية المشتركة أن سوق النفط ستظل تعاني من عجز بمقدار 900 ألف برميل يومياً خلال عام 2021، بينما ستتحوّل إلى فائض قدره 2.5 مليون برميل يومياً العام المقبل.
وأفادت بأن الطلب العالمي على النفط قد ينمو بمقدار 5.95 مليون برميل يومياً هذا العام، وقد يصل إلى 3.28 مليون برميل يومياً في عام 2021.
وتوقعت أن تظل مخزونات النفط التجارية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية دون متوسط 2015-2019 حتى يناير (كانون الثاني) 2022، مع تجاوزها لهذا المستوى خلال الأشهر المتبقية من العام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التخلص من الفائض
في السياق، قال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، كبير المفاوضين الروس، إن أعضاء تحالف "أوبك+" حققوا هدف التخلص من فائض النفط في السوق العالمية، مضيفاً أنه "من المهم الآن الحفاظ على توازن السوق".
وتابع نوفاك في تصريحات الأربعاء، أن "التحركات المشتركة أتاحت التخلص من فائض الخام، الذي تراكم عندما كان الطلب منخفضاً. أعتقد أننا أتممنا هذه المهمة، والمهم الآن هو الحفاظ على هذا التوازن ومزامنة الإنتاج والطلب مع تعافي السوق".
واستكمل ألكسندر نوفاك أنه يُتوقَع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بين 5.8 و6 ملايين برميل يومياً هذا العام، موضحاً أنه يتوقع عودة الأوضاع إلى طبيعتها بالكامل في سوق النفط خلال العام المقبل.
دعم صناعة النفط
من جهته، قال وزير النفط الكويتي محمد الفارس، إن "إدارة أوبك + الحصيفة والمتزنة لأسواق النفط نجحت في دعم صناعة النفط العالمية خلال أزمة جائحة كورونا".
وأكد الوزير في بيان صحافي عقب مشاركته باجتماع "أوبك+"، على سعي المنظمة الدائم لتأمين الإمدادات النفطية في الأسواق ونجاح جهودها في تحقيق التوازن واستعادة نسق الاستقرار للاقتصاد العالمي.
وأشاد الوزير بقرار التحالف الذي اتُخذ بالإجماع ونصّ على التوافق على استمرار العمل باتفاق "أوبك+" وزيادة أسواق النفط بـ400 ألف برميل يومياً خلال شهر أكتوبر المقبل، لافتاً إلى أن نصيب دولة الكويت من هذه الزيادة 27 ألف برميل يومياً.
وأشار الفارس إلى أن "الاجتماعات الدورية التي تتم خلالها متابعه أداء الأسواق هي الآلية والضمانة لنجاح جهود التعاون لتحقيق توازن واستقرار الأسواق الذي يصب في مصلحة الاقتصاد العالمي وعودة عجلة الاقتصاد والصناعة والسفر والتنقل إلى أوضاع ما قبل جائحة كورونا ليعزز ارتفاع الطلب العالمي على النفط".
مخزونات النفط الأميركية
وسجلت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبوطاً للأسبوع الرابع على التوالي. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء (1 سبتمبر)، تراجع مخزونات النفط الأميركية بنحو 7.2 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 27 أغسطس، إلى 425.4 مليون برميل وهو أدنى مستوى لها منذ سبتمبر 2019.
كما هبطت مخزونات المقطرات بنحو 1.7 مليون برميل، فى حين ارتفعت مخزونات البنزين الأميركية بمقدار 1.2 مليون برميل لتصل إلى 227.2 مليون برميل.
وبحسب التقرير، لم يشهد الاحتياطي الاستراتيجي لمخزونات النفط أي تغيير الأسبوع الماضي، مستقراً عند 621.3 مليون برميل، للأسبوع السابع على التوالي.