أكدت أعمال القمة الثلاثية المصرية – الأردنية - الفلسطينية، الخميس 2 سبتمبر (أيلول) أهمية تكاتف جميع الجهود من "الأشقاء والشركاء للعمل على إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، واستئناف المفاوضات وفق مرجعيات الشرعية الدولية"، محذرة من تبعات عدم حل القضية الفلسطينية "الجسيمة" على أمن المنطقة واستقرارها.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، في قصر الاتحادية الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
جلسة مغلقة
وشهدت "القمة المصرية - الفلسطينية – الأردنية عقد جلسة مباحثات مغلقة، تلتها جلسة ضمت وفود الدول الثلاث، إذ هدفت المباحثات إلى تنسيق المواقف والرؤى إزاء عدد من المواضيع المرتبطة بالقضية الفلسطينية، التي تمثل الأساس الحقيقي لاستقرار المنطقة وتحظى بالأولوية لدى كل الشعوب العربية".
واستعرض السيسي رؤية مصر لكيفية إحياء عملية السلام، وتثبيت التهدئة في قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع، مع التأكيد في هذا الصدد على أن تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في الدولة المستقلة لن يتأتّى إلا من خلال توحيد الصف وإنهاء الانقسام الذي طال أمده بين الضفة الغربية والقطاع.
وبحث عباس في القاهرة، الوضع في القدس، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إنه دان "الانتهاكات" الإسرائيلية و"اعتداءات المستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي"، في إشارة إلى الفلسطينيين المهددين بالطرد من القدس الشرقية.
ويأمل هؤلاء في أن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة التي يطمحون إلى إنشائها، في حين تعتبر تل أبيب القدس "موحدة وغير قابلة للتقسيم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"حقوق ملكية"
وتولي عمان اهتماماً خاصاً بالقدس بصفته مسؤولاً عن الوقف فيها، بالتالي عن المسجد الأقصى.
وكان الأردن ثاني بلد عربي يوقّع اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1994 بعد 15 عاماً من مصر، التي وجّهت منتصف أغسطس الماضي دعوة إلى رئيس الوزراء نافتالي بينيت لزيارتها، وهو أمر نادر منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين عام 1979.
وحذر الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الفلسطينية سعيد أبو علي الخميس، من خطر مشروع "تسوية الحقوق العقارية وتسجيل الأراضي"، الذي يعطي "حقوق ملكية" لليهود القادرين على إثبات إقامة عائلاتهم في القدس الشرقية قبل عام 1948.
وقال أبو علي "هذا المشروع هو جزء لا يتجزّأ من سياسة التطهير العرقي والتهجير القسري في المدينة".
ولا يوجد قانون مماثل للفلسطينيين الذين فقدوا ممتلكاتهم والذين لا يكفون عن إدانة ما اعتبروه انحيازاً من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لإسرائيل.
إطلاق عملية السلام
ويعتقد خبراء أن خليفته جو بايدن لن يقدِم على إطلاق عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية المتوقفة منذ عام 2014.
وبعدما أعاد بايدن منح مساعدات بملايين الدولارات للفلسطينيين، ربما يعيد كذلك فتح القنصلية العامة الأميركية في القدس، التي تُعنى بالشؤون الفلطسينية والتي كان ترمب أغلقها مثيراً استياء دولياً.
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إعادة فتح القنصلية الأميركية بأنها "فكرة سيئة ترسل رسالة سيئة"، ويمكن أن تؤدي إلى "زعزعة استقرار الحكومة".
ومن جهة أخرى، أكد الرئيس السيسي والعاهل الأردني "دعمهما للرئيس محمود عباس".
وعلى الرغم من دعم القاهرة لعباس، إلا أنها تحتفظ بعلاقات مع حركة "حماس" التي تتولى السلطة في قطاع غزة وتعقد لقاءات منتظمة معها.
وتوسطت مصر لإبرام وقف لإطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل بعد حرب خاطفة بينهما في مايو (أيار) الماضي.