Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طالبان" تعلن حكومة جديدة برئاسة حسن أخوند

قائد الحركة يؤكد التمسك بتطبيق الشريعة والأفغان ينظّمون احتجاجات صغيرة ومنعزلة في مدن عدة

أعلنت "طالبان"، الثلاثاء السابع من سبتمبر (أيلول)، تعيين الملا محمد حسن أخوند، الذي له صلات وثيقة بمؤسس الحركة الراحل الملا عمر، قائماً بأعمال رئيس الوزراء في تشكيل لحكومة أفغانية جديدة، وذلك بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على سيطرة الحركة على البلاد.

كما أعلنت "طالبان" تعيين الملا عبد الغني برادر، رئيس المكتب السياسي للحركة والمؤسس المشارك لها، قائماً بأعمال نائب رئيس الوزراء. ويحظى برادر باحترام مختلف الفصائل في الحركة، وترأس خصوصاً المفاوضات في الدوحة مع الأميركيين والتي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

وأضاف المتحدث باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، في مؤتمر صحافي في كابول، أن سراج الدين حقاني، نجل مؤسس شبكة حقاني التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، سيكون قائماً بأعمال وزير الداخلية، فيما عيّن الملا محمد يعقوب، وهو نجل الملا عمر، قائماً أعمال وزارة الدفاع.

وعيّن أمير خان متقي، الذي مثل "طالبان" في مفاوضات الدوحة، وزيراً للخارجية، وعباس ستاكينزاي قائماً بأعمال نائب وزير الخارجية.

وأكد مجاهد "أن الحكومة غير مكتملة" وأن كل المعينين سيكونون قائمين بالأعمال، لافتاً إلى أن الحركة التي وعدت بحكومة "جامعة" ستحاول "ضم أشخاص آخرين من مناطق أخرى في البلاد" إلى الحكومة.

زعيم "طالبان": سنتمسك بالشريعة

وفي أول موقف له منذ تولي الحركة السلطة في أفغانستان، هنأ زعيم "طالبان" الملا هبة الله أخوند زادة، الأفغان على تحرير بلادهم من الحكم الأجنبي، داعياً الحكومة الجديدة إلى التمسك بتطبيق الشريعة.

وقال في بيان، "الشريعة الإسلامية ستنظم جميع شؤون الحكم والحياة في أفغانستان في المستقبل"، مضيفاً أن الحكومة الجديدة ستبدأ العمل "في أسرع وقت". وأشار إلى أن الحركة ملتزمة بكل القوانين والمعاهدات والالتزامات الدولية التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية.

وأكد أخوند زادة الذي لم يظهر علناً أبداً، أن القيادة الجديدة ستضمن "سلاماً دائماً وازدهاراً وتنميةً"، مضيفاً أن "على الناس ألا يسعوا لمغادرة البلد". وقال "الإمارة الإسلامية ليس لها مشكلة مع أحد". وأضاف، "الجميع سيشاركون في تقوية النظام وأفغانستان، وبهذه الطريقة سنعيد بناء بلدنا الممزق بالحرب".

واقتصرت الإطلالات العامة لأخوند زادة على توجيه رسائل خلال أعياد إسلامية، لكن الحركة ألقت بعض الضوء على مكان وجوده في أعقاب سيطرتها على أفغانستان. وقال مجاهد عقب استيلاء الحركة على مقاليد الحكم "إنه موجود في قندهار". وكان متحدث آخر قد أعلن أنه من المتوقع أن يقوم أخوند زادة بإطلالة علنية "قريباً".

ولم يتضح بعد ما هو الدور الذي سيلعبه أخوند زاده على صعيد الحكم.

ويرصد المجتمع الدولي سلوك "طالبان" منبهاً إلى أنه سيحكم على أفعالها.

معارك بنجشير 

وتتسارع التطورات في أفغانستان لا سيما بعد إعلان حركة "طالبان"، الاثنين، السادس من سبتمبر (أيلول)، تحقيق النصر في آخر جزء من أفغانستان يقاوم حكمها، معلنة انتزاع السيطرة على وادي "بنجشير" لتكتمل بذلك سيطرتها على البلاد، كما تعهدت بإعلان حكومة جديدة قريباً.

ولم تقرّ في المقابل، جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية بقيادة زعيم "بنجشير" أحمد مسعود بالهزيمة، وقال إن قواته المؤلفة من فلول الجيش الأفغاني النظامي ومقاتلي ميليشيات محلية لا تزال تقاتل. وكتب على "تويتر"، "نحن في بنجشير ومقاومتنا ستستمر"، مضيفاً أنه في أمان، لكنه لم يذكر تفاصيل عن مكانه.

وفي هذا الشأن، قال مجاهد الثلاثاء إن منطقة بنجشير "آمنة جداً الآن ولا حرب فيها".

 

 

تظاهرات في كابول

وفي تطور لافت، أطلق مسلحون من "طالبان" النار في الهواء، اليوم الثلاثاء، لتفريق عشرات الأشخاص الذين تظاهروا في كابول ضد تدخل باكستان في شؤون أفغانستان، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، واحتشد نحو 70 شخصاً، معظمهم من النساء، خارج مقر السفارة الباكستانية رافعين لافتات وسط هتافات مناهضة لما اعتبروه تدخل إسلام آباد، التي لطالما اتّهمت بإقامة علاقة جيّدة مع حركة "طالبان".

وتجمّعت نساء، قبل يوم، في مدينة مزار الشريف (شمال) للمطالبة بحقوقهنّ، كما تجمّعت نساء في هرات، الأسبوع الماضي، للمطالبة بالسماح لهنّ بالاشتراك في الحكومة الجديدة.

وقتل شخصان وأصيب ثمانية آخرون بالرصاص الثلاثاء خلال تظاهرة مناهضة لـ"طالبان" في مدينة هرات غرب البلاد، وفق ما أفاد طبيب محلي وكالة الصحافة الفرنسية رافضاً كشف هويته.

ورداً على سؤال التظاهرات التي تفرقها "طالبان" بالقوة أحياناً، فأكد مجاهد أن عناصر الحركة "لم يتم تدريبهم بعد" على التعامل مع التظاهرات، داعياً المتظاهرين إلى إبلاغ السلطات بأي تحرك قبل 24 ساعة.

احتجاجات صغيرة

ونظّم الأفغان احتجاجات صغيرة ومنعزلة في مدن بينها كابول، وهرات، ومزار الشريف، في وقت يتخوّفون من إعادة الحركة فرض نظام حكمها السابق الذي اتسم بالقسوة من عام 1996 حتى 2001.

وكان رئيس الاستخبارات الباكستانية فايز حميد في كابول نهاية الأسبوع، للحصول على إيجاز من سفير بلاده، بحسب وسائل إعلام، لكن يرجّح أنه التقى أيضاً مسؤولين من "طالبان"،

 

 

"المغادرة بحرية"

ومن الدوحة، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن الحركة تعهدت مجدداً بالسماح للأفغان بالمغادرة بحرية، وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، إن "طالبان" أبلغت الولايات المتحدة "بأنها ستسمح للأشخاص الحاملين وثائق سفر بالمغادرة بحرية"، مشيراً إلى أن بلاده ستعمل على التأكد من إيفاء الحركة بتعهدها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأمل الوزير القطري من جهته تشغيل مطار كابول واستقباله المسافرين خلال الأيام القليلة المقبلة، لكنه أضاف أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد بشأن كيفية إدارة المطار، وقال إنه بحث مع المسؤولين الأميركيين عمليات الإجلاء الأخيرة من أفغانستان.

ويجري وزير الخارجية الأميركي محادثات مهمة مع قطر تتناول خصوصاً الأزمة الأفغانية، وبلينكن الذي يرافقه في زيارته إلى الدوحة وزير الدفاع لويد أوستن، هو أرفع مسؤول أميركي يزور المنطقة منذ سيطرة "طالبان" المفاجئة على السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس (آب)، واستكمال الانسحاب الأميركي من البلاد.

وخلال لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، شكر بلينكن مضيفه على "الدعم الاستثنائي الذي قدّمته قطر في تسهيل العبور الآمن لمواطني الولايات المتحدة وشركائنا وغيرهم من الأفغان المعرّضين للخطر"، خلال عمليات الإجلاء التي نظّمها الجيش الأميركي على عجل من مطار كابول وسادتها فوضى عارمة، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.

تركيا: لا حاجة إلى المسارعة في الاعتراف بـ "طالبان"

أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الثلاثاء، "ألا حاجة للمسارعة" في الاعتراف بحكم "طالبان" في أفغانستان، مضيفاً أن أنقرة "لا تزال تجري محادثات في شأن تشغيل مطار كابول الاستراتيجي".

وفي مقابلة تطرقت لمسائل عدة، أبدى تشاوش أوغلو حذره حيال مستقبل العلاقات بين تركيا و"طالبان".

وقال إن على حكومة أفغانستان الجديدة أن تكون "شاملة للجميع"، منوهاً بضرورة منح النساء وعدد من المجموعات العرقية مناصب وزارية.

وأعلنت "طالبان" الإثنين سيطرتها الكاملة على أفغانستان، مؤكدة أنها انتصرت في معركة رئيسة للسيطرة على وادي بنجشير الذي كان آخر معقل للمقاومة المعارضة للحركة.

لكن تشاوش أوغلو ذكر أن على المجتمع الدولي أن يتريث قبل الاعتراف بحكم "طالبان"، وهو موقف أشبه بذاك الذي تبناه الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع الجمعة الماضي.

وأفاد "لا حاجة إلى المسارعة. هذه نصيحتنا للعالم بأسره. علينا التحرك بشكل مشترك مع المجتمع الدولي".

وأجرت تركيا محادثات مع "طالبان" في كابول، حيث ما زال لديها حضور دبلوماسي، بشأن الشروط التي يمكن لأنقرة بموجبها المساعدة في تشغيل مطار العاصمة الأفغانية.

ويؤكد مسؤولون أميركيون أنهم لم يعودوا يسيطرون على المجال الجوي في أفغانستان، فيما المطار الرئيس في كابول الذي سيطر عليه الجيش الأميركي في أغسطس لإتمام عمليات الإجلاء، في وضع سيء.

وأفاد تشاوش أوغلو أن تركيا تعمل مع قطر والولايات المتحدة على الشروط التي سيكون بالإمكان بموجبها إعادة فتح المطار أمام الرحلات الدورية التي يحتاجها إيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين العالقين وإعادة البعثات الدبلوماسية إلى كابول، لكنه لفت إلى أن الأمن يبقى النقطة العالقة الأبرز، مشدداً على أنه لن يكون بإمكان الرحلات التجارية استئناف حركتها قبل أن تشعر شركات الطيران والتأمين بأن الظروف آمنة بما يكفي.

وقال تشاوش أوغلو، "من وجهة نظري يمكن لطالبان أو القوات الأفغانية ضمان الأمن خارج المطار".

وأضاف، "لكن في الداخل يمكن أن تكون هناك شركة أمنية يثق بها المجتمع الدولي أو الشركات الأخرى، حتى وإن كانت شركات الطيران مثل الخطوط الجوية التركية متحمسة للتوجه إلى هناك، فإن شركات التأمين لن تسمح بذلك".

الأمم المتحدة تحذر من "كارثة"

ناشدت الأمم المتحدة جمع نحو 200 مليون دولار كتمويل إضافي لتوفير مساعدات أساسية وملحة لأفغانستان على إثر ظهور عقبات عدة جراء سيطرة "طالبان" على الحكم.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المبلغ الإضافي يعني أن هناك حاجة الآن لمبلغ قدره 606 ملايين دولار كمساعدات لأفغانستان حتى نهاية العام.

وقال المتحدث باسم المكتب ينس لاركيه إن "الخدمات الأساسية في أفغانستان تنهار، والغذاء وغير ذلك من المساعدات التي يمكن أن تنقذ الأرواح على وشك النفاد".

وستجري مناقشة المسألة الإثنين المقبل خلال اجتماع وزاري في جنيف يستضيفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وأفاد المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، أثناء الإعلان عن المؤتمر الأسبوع الماضي، أن البلد الذي بات تحت سيطرة "طالبان" بعد حرب استمرت 20 عاماً يواجه "كارثة إنسانية محدقة".

وأعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن أمله بأن تقدم الدول تعهدات سخية خلال المؤتمر، متحدثاً عن الحاجة إلى 606 ملايين دولار لتوفير مساعدات غذائية وإنسانية ضرورية للغاية لأكثر من 11 مليون شخص، وخدمات صحية أساسية لـ 3.4 ملايين.

وستستخدم المساعدات لعلاج سوء التغذية الشديد الذي يعانيه أكثر من مليون طفل وامرأة، إضافة إلى خدمات الصرف الصحي والنظافة وحماية الأطفال والناجين من العنف المرتكب على أساس جنسي.

وتم طلب الجزء الأكبر من هذه الأموال أواخر العام الماضي كجزء من مناشدة لجمع مساعدات بقيمة 1.3 مليار دولار لأفغانستان، في ظل نقص شديد في التمويل.

وحتى قبل انتصار "طالبان" كانت أفغانستان تعتمد بشدة على المساعدات، إذ يشكل التمويل الخارجي 40 في المئة من إجمالي ناتجها الداخلي.

وحذرت الأمم المتحدة من أن 18 مليون شخص معرضون لكارثة إنسانية وسط احتمال بأن ينضم إلى صفوف هؤلاء عدد مماثل قريباً.

وتشمل مناشدة الثلاثاء مبلغا قدره 413 مليون دولار هو عبارة عن أموال لم يتم جمعها في مناشدة سابقة، فيما سيخصص مبلغ 193 مليون دولار لحاجات جديدة وتغيرات في كُلف التشغيل، وفق مكتب الأمم المتحدة.

"يونيسف" تحاول إعادة أطفال أفغان إلى أسرهم

 قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إنها تحاول إعادة مئات الأطفال الأفغان إلى أسرهم بعد أن انفصلوا عنها خلال الانسحاب الأميركي السريع من أفغانستان وإجلائهم إلى دول مختلفة.

وقال المتحدث جيمس إيلدر في تصريحات بمقر الأمم المتحدة في جنيف إن مئات الأطفال انفصلوا عن أسرهم خلال الأحداث الفوضوية في مطار كابول، وإن "يونيسف" تحاول إعادتهم إلى أسرهم.

وأضاف، "ذهبوا إلى عدد من الدول ونعمل مع حكومات تلك الدول التي وصل الأطفال إليها من دون رفقة أحد من ذويهم". مؤكداً أن أكثر من 100 طفل التمّ شملهم مع أفراد أسرهم.

وأظهرت لقطات مثيرة الشهر الماضي فتاة صغيرة خلال رفعها فوق سور مطار كابول العالي ووصولها إلى يدي جندي أميركي، وليس من الواضح ما إذا كانت الفتاة قد انضمت إلى أسرتها في المطار.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات