أعلنت هيئة الأركان العامة للدفاع الوطني اليونانية أن أثينا سلّمت الرياض بطاريات "باتريوت" الدفاعية، إضافة إلى إرسالها 120 جندياً للعمل على هذه المعدات، بعد أيام من قرار الولايات المتحدة سحب أنظمة دفاعية متطورة من السعودية، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".
ولم يؤثر قرار سحب الدفاعات الجوية بشكل مباشر في علاقة واشنطن مع حليفتها الخليجية، إذ وصفت وزارة الدفاع السعودية تلك العلاقات بـ"القوية وطويلة الأمد وتاريخية"، إلا أنها أبدت موقفاً حاداً تجاه الخطوة الأميركية، قائلة إن جيشها "قادر على الدفاع عن أرضه وبحاره وأجوائه وحماية شعبه".
فترة غير محددة
وأوضح رئيس الأركان العامة في اليونان كونستانتينوس فلوروس، في تغريدة على "تويتر"، أن مهمة القوات اليونانية هي الحفاظ على السلام والاستقرار، بخاصة في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط.
وبحسب الاتفاقية التي أُبرمت في أبريل (نيسان) الماضي، فإن الصواريخ اليونانية ستبقى في البلاد لفترة زمنية غير محددة، وتُستخدم لتعزيز الدفاعات الجوية. وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس في تصريحات صحافية عقب التوقيع على الصفقة أن "صفقة صواريخ باتريوت تهدف إلى حماية البنية التحتية الحيوية للطاقة في السعودية".
من جانبه وصف وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الاتفاق بـ"الخطوة الكبيرة" للمساهمة في أمن مصادر الطاقة للغرب، وقال "هي بداية تعاون مع دول الخليج".
وأكد أن صواريخ "باتريوت" ليست أسلحة هجومية، وليست موجهة ضد أي شخص.
خلفية الصفقة
وبدأت المحادثات حول توفير أثينا نظام دفاع جوي للرياض في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، تحديداً بعد شهر من استهداف منشآت تابعة لشركة "أرامكو" في 14 سبتمبر (أيلول) 2019.
وفي يناير (كانون الثاني) 2020، ناقش ديندياس ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال زيارته إلى اليونان، نقل صواريخ "باتريوت" وتعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية بين البلدين.
وفي فبراير (شباط) 2021، كشف ديندياس عن أن البلدين على وشك التوقيع على اتفاقية وضع القوات التي ستسمح للأفراد العسكريين اليونانيين بالتمركز في السعودية خلال فترة وجود بطاريات "باتريوت" فيها.
ويُعتبر "باتريوت" من أفضل الأنظمة المضادة للصواريخ في العالم، إذ يمكن أن يغطي راداره مساحة تصل إلى 170 كيلومتراً، بينما باستطاعته الاشتباك مع أهداف في مدى يصل إلى 150 كيلومتراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والتعاون السعودي - اليوناني لم يشمل تزويد الرياض بطاريات دفاعية فحسب، بل شمل كذلك إرسال سلاح الجو الملكي السعودي طائرات مقاتلة من طراز "أف – 15" إلى جزيرة كريت اليونانية في مارس (آذار) الماضي، الأمر الذي بررته الرياض بالمشاركة في مناورة عسكرية.
كما سعت اليونان إلى توسيع تعاونها مع الإمارات، التي نشرت طائرات مقاتلة في الجزيرة اليونانية ذاتها في أغسطس (آب) الماضي.
هيئة دفاعية سعودية
وتزامن الخبر الوارد من اليونان مع آخر داخلي، إذ أقرّ مجلس الوزراء السعودي إنشاء هيئة مستقلة لتطوير الدفاع، وجاء في البيان الوزاري الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الهيئة المستحدثة تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، وترتبط برئيس مجلس الوزراء، وتُعنى بتحديد أهداف أنشطة البحث والتطوير والابتكار ذات الصلة في مجالات التقنية والأنظمة الدفاعية ووضع سياساتها واستراتيجياتها.
وتأتي خطوات تعزيز السلاح الدفاعي وتطويره في البلاد في ظل الهجمات المتكررة من الحوثيين الذين يستخدمون طائرات من دون طيار وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة تستهدف أراضيها ومنشآتها الحيوية.
وفي سياق متصل، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم الأربعاء، أن الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت طائرة مسيّرة مفخخة أطلقتها الميليشيا الحوثية نحو مطار أبها الدولي.
وقال إن "انتهاكات الميليشيا الحوثية جسيمة للقانون الدولي الإنساني، بمحاولة استهداف المدنيين ونتعامل مع هذه التهديدات بحزم".
وسبق للحوثي أن هاجم الأسبوع الماضي مدينة الدمام شرق البلاد بصواريخ باليستية، ما أسفر عن إصابة طفلين وتضرر 14 منزلاً، إضافة إلى استهداف مدينة خميس مشيط الواقعة في الجنوب الغربي يوم الخميس الماضي بثلاث طائرات مسيّرة.
ومع تزايد هجمات الحوثي على المدن والمدنيين، بعثت الرياض رسالة إلى مجلس الأمن أكدت فيها أن استمرار الاعتداءات الحوثية يعرقل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار الإقليمي والسلام الدولي.