صعدت أسعار النفط، الأربعاء، لليوم الرابع على التوالي، مسجلة مستوى أعلى جديداً خلال ستة أسابيع بعدما أظهرت بيانات أولية لمعهد البترول الأميركي انخفاضاً حاداً في مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم.
كما تلقت أسعار الخام دعماً إيجابياً من تجدد المخاوف بشأن الإمدادات بعد تعرض السواحل الأميركية لإعصار جديد، إلى جانب توقعات بتعافي الطلب العالمي.
وبحلول الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش، اقترب سعر عقود "برنت" القياسي تسليم نوفمبر (تشرين الثاني)، من مستوى 75 دولاراً مرتفعاً بنسبة 1.25 في المئة، تعادل 92 سنتاً ليصل إلى 74.52 دولار، وهو أعلى مستوى من الثاني من أغسطس (آب)، بعدما زاد 0.1 في المئة في جلسة الثلاثاء.
فيما تجاوز سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر (تشرين الأول) مستوى 71 دولاراً مرتفعاً بنحو 97 سنتاً بنسبة 1.38 في المئة ليصل إلى 71.43 دولار للبرميل.
هبوط المخزونات الأميركية
وأظهرت أرقام من معهد البترول الأميركي، الثلاثاء، أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير هبطت للأسبوع الثامن على التوالي، بعد أن تسبب الإعصار أيدا في إغلاق العديد من المصافي النفطية ومنصات إنتاج بحرية، بحسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وبحسب بيانات معهد البترول وهو مؤسسة تمثل مصالح شركات النفط الأميركية، فإن مخزونات الخام هبطت 5.4 مليون برميل على مدار الاسبوع المنتهي في 10 سبتمبر (أيلول). بينما تراجعت مخزونات البنزين بمقدار 2.8 مليون برميل وانخفضت مخزونات نواتج التقطير 2.9 مليون برميل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويترقب المتعاملون إعلان البيانات الرسمية ضمن التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الأميركية، في وقت لاحق اليوم في الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش.
إعصارا أيدا ونيكولاس
ضربت العاصفة الاستوائية "نيكولاس" ساحل خليج تكساس، الثلاثاء، وأدت إلى تعطيل خط إنتاج فريبورت للغاز الطبيعي المسال، وسط مخاوف من امتداد آثاره على الإمدادات.
ويحظى خط "فريبورت" بأهمية كبيرة في الولايات المتحدة، باعتباره محطة الإسالة الوحيدة في البلاد.
ويأتي الضرر الناتج عن إعصار نيكولاس بعد أسبوعين فقط من إعصار "أيدا"، الذي تسبب في توقف قدر كبير من طاقة التكرير في مركز إنتاج النفط على الساحل الأميركي على خليج المكسيك.
الطلب على النفط
واستمدت أسعار النفط المزيد من القوة بفضل التوقعات بأن الطلب سيتعافى مع اتساع انتشار لقاح فيروس كورونا. وقالت وكالة الطاقة الدولية، الثلاثاء، إن توزيع اللقاحات المضادة للفيروس من شأنه إطلاق الطلب على النفط الذي تأثر بقيود الجائحة لا سيما في آسيا، وذلك بعد تراجع الطلب العالمي على مدار ثلاثة أشهر.
وأضافت الوكالة ومقرها باريس في تقرير النفط الشهري "بدأت تظهر بالفعل مؤشرات علي انحسار إصابات كورونا، ومن المتوقع الآن أن يتعافى الطلب بواقع 1.6 مليون برميل يومياً في أكتوبر ويواصل النمو حتى نهاية العام".
بينما أبقت منظمة "أوبك" في تقريرها الصادر، الإثنين، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على الخام هذا العام دون تغيير عند 6 ملايين برميل يومياً.
لكن انتشار السلالة دلتا للفيروس في الأشهر الأخيرة دفع الوكالة لتقليص توقعات نمو الطلب للعام كاملاً بواقع 105 آلاف برميل يومياً، بينما رفعت تقديراتها للعام المقبل بواقع 85 ألف برميل.
وقالت الوكالة، إن الأضرار التي سببها الاعصار أيدا لمركز إنتاج النفط على الساحل الأميركي على خليج المكسيك أدت لأول تراجع للإمدادات العالمية في خمسة أشهر وقدرت الفاقد من الإمدادات بسبب الاعصار بحوالى 30 مليون برميل تقريباً.