أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، 28 سبتمبر (أيلول)، أن "على الأوروبيين التخلي عن السذاجة" و"استخلاص العبر" من الخيارات الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة التي تتركز على خصومتها مع الصين.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، تعليقاً على فسخ أستراليا عقداً لشراء غواصات فرنسية لصالح الولايات المتحدة، "حين نكون تحت تأثير ضغوط قوى كبرى تشتد أحياناً، فإن إبداء ردّ فعل أو الإثبات بأن لدينا نحن أيضاً القوة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا لا يعني الانقياد إلى التصعيد، بل هو ببساطة فرض احترامنا".
ثلاث فرقاطات
وأعلن ماكرون أن اليونان ستشتري ثلاث فرقاطات من فرنسا، في إطار "شراكة استراتيجية" أكثر عمقاً بين البلدين للدفاع عن مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط.
ويمثّل هذا الاتفاق "خطوة أولى جريئة نحو استقلالية استراتيجية أوروبية"، حسب ما أكد ماكرون خلال مراسم التوقيع مع رئيس الوزراء اليوناني في قصر الإليزيه.
واعتبر قرار أثينا شراء السفن وهي من طراز "بيلارا"، "مؤشر ثقة" في صناعة الدفاع الفرنسية في وجه منافسة وخصوصاً من مجموعة "لوكهيد مارتن" الأميركية، وفق تقارير صحافية.
ويوجه الاتفاق كذلك رسالة من باريس بعد خسارتها عقداً بمليارات الدولارات مع أستراليا لتزويدها بغواصات، بعد أن أعلنت كانبيرا أنها ستوقع عقداً مع الولايات المتحدة لشراء غواصات تعمل بالدفع النووي.
يوم تاريخي لليونان
ويؤكد ماكرون باستمرار أن أوروبا تحتاج إلى تطوير قدراتها الدفاعية الخاصة بها، والتقليل من الاعتماد على الولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته قال ميتسوتاكيس، "إنه يوم تاريخي لليونان وفرنسا. قررنا تحديث تعاوننا الدفاعي الثنائي"، وأضاف أن الاتفاق يتضمن "دعماً مشتركاً"، و"تحركاً مشتركاً على كل المستويات"، من دون الكشف عن أي تفاصيل مالية متعلقة بالعقد، وأكد ميتسوتاكيس أن الاتفاق الفرنسي لن يؤثر في اتفاقية للتعاون الدفاعي تناقش بين اليونان والولايات المتحدة، على الرغم من التوترات بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن والناجمة عن أزمة الغواصات الأسترالية، وقال إن الاتفاقية "غير عدائية" للعلاقات اليونانية- الأميركية، لافتاً إلى "وقوف فرنسا إلى جانبنا خلال فترات صعبة في صيف 2020"، في إشارة إلى تحدي تركيا للحقوق اليونانية السيادية في بحر إيجة.
الاتفاق الأميركي - الأسترالي
وتعهد ماكرون أيضاً ألا يؤثر الاتفاق الأميركي- الأسترالي على استراتيجية فرنسا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وحيث لا تخفي الصين رغبتها في ممارسة نفوذ عسكري كبير، وقال ماكرون، "لدينا مليون مواطن يعيشون في هذه المنطقة، وأكثر من ثمانية آلاف جندي ينتشرون هناك"، في إشارة إلى التواجد الفرنسي في العديد من مناطق ما وراء البحار، غير أنه أضاف أن "على الأوروبيين التوقف عن السذاجة" في ما يتعلق بالتنافسات الجيوسياسية، مؤكداً في الوقت نفسه أن السفير الفرنسي لدى واشنطن، والذي استدعي في أعقاب أزمة الغواصات، سيعود إلى مقره الأربعاء.