Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن
0 seconds of 3 minutes, 48 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
03:48
03:48
 

"شنغهاي" تحتفي بعامها الـ 20 والعرب

سيطرة "طالبان" على الحكم في أفغانستان تفرض تحديات جديدة على المنظمة الأكثر سكاناً بعد الأمم المتحدة

شهدت "منظمة شنغهاي للتعاون" تحولاً جديداً في تاريخها، لا يقتصر فقط على انضمام إيران إليها، ولكن الأهم من ذلك بالنسبة إلى المنظمة والعرب، هو اتجاه دول عربية مؤثرة مثل السعودية ومصر وقطر إلى تدشين نشاط سياسي في التكتل الأضخم في العالم بعد الأمم المتحدة، من حيث عدد سكان دوله.

وتعتبر جمهورية طاجيكستان، أحد أعضاء المنظمة المؤسسين، دخول السعودية بخاصة إلى أروقة المنظمة بوصفها شريكاً محورياً، أحد المنجزات التي تفاخر بها، بالنظر إلى أن خطوة الانضمام العربية تمت في فترة رئاسة دوشنبيه "شنغهاي"، حيث عقدت آخر القمم، إلا أن الحدث الأضخم في كابول بسيطرة "طالبان" على الحكم سرق الأضواء من كل المحاور، ووضع دول التكتل أمام موقف لا تحسد عليه.

لكن ذلك لم يمنع سفير طاجيكستان في الرياض أكرم كريمي من توظيف الاهتمام العربي بالمنظمة الآسيوية، حين اختار مناسبة اليوم الوطني السعودي الـ 91 لجمع غالبية سفراء دول المجموعة ونظرائهم الخليجيين ليقول إن "انضمام العرب وبالذات السعودية شركاء مهمين لنا في المنظمة، نعتبره ميلاداً جديداً لها، فالرياض التي اتخذ مواطنوها هذا العام جملة "هي لنا دار" شعاراً للاحتفاء بيومها الوطني، هي دار لنا جميعاً معشر السفراء كما قال عميد السلك الدبلوماسي ضياء الدين با مخرمة بوصفها قبلة المسلمين، وصاحبة الثقل المشهود في العالم أجمع".

وعملت "شنغهاي" في دورتها الـ 20 على تجديد ميثاقها، إذ أكدت وفق موقعها الإلكتروني أن دول آسيا الوسطى هي "جوهر المنظمة"، ولذلك يدعمون دولها "لضمان السلام والأمن والاستقرار في بلدانهم وفي المنطقة ككل، ويدعون إلى القيام بدور نشط في زيادة تعزيز الاستقرار وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في هذه المنطقة"، ويأتي ذلك في وقت فرض فيه التحدي الأفغاني نفسه، بينما يعتبر الجانب الأمني أحد الأسس الرئيسة التي وجد التكتل ابتداء للنهوض بأعبائها.

أفغانستان تحدي المرحلة

ونص البيان الختامي لقمة المجموعة في ذكرى تأسيسها الـ 20 على أن "ضمان الأمن والاستقرار الإقليميين ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والانفصالية والتطرف والاتجار غير المشروع بالمخدرات والأسلحة والذخيرة والمتفجرات، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وضمان أمن المعلومات الدولي وتعزيز أمن الحدود، يمثل أولوية".

وفي هذا السياق الأمني تناولت "شنغهاي" الشأن الأفغاني، وقالت الدول الأعضاء إنها تنطلق من فرضية أنه لا يوجد بديل عن الحل السياسي والدبلوماسي لحالات الصراع في مناطق مختلفة من العالم، على أساس الامتثال الصارم لقواعد ومبادئ القانون الدولي المعترف بها عموماً.

واعتبرت أن أحد أهم العوامل في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة وتعزيزهما هو "التسوية في أقرب وقت ممكن للوضع في أفغانستان، وظهورها كدولة مستقلة ومحايدة وموحدة وديمقراطية ومسالمة وخالية من الإرهاب والحرب والمخدرات، وأن تكون هناك حكومة شاملة في أفغانستان مع ممثلين من جميع المجموعات العرقية والدينية والسياسية في المجتمع الأفغاني".

انقسام الأمم المتحدة

لكن التلاسن الذي أعقب قمة المجموعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بين باكستان والهند عضوي المنظمة، وتبادل تهم المسؤولية نحو التطورات في أفغانستان، أظهر أن الأزمة في كابول قد تلقي بظلالها على العديد من التفاصيل في المنطقة الآسيوية، خصوصاً إذا لم تستطع حركة طالبان إقناع المجتمع الدولي بحكومتها الشاملة التي ينتظرها الجميع قبل الاعتراف بها أو رفضها.

التطورات في نيويورك لم تتأثر بها المناسبة الدبلوماسية التي جمعت حشداً من المسؤولين في "شنغهاي" بالرياض، إذ حضر السفير الهندي كما الباكستاني، وكأن السجال في الأمم المتحدة لا يفسد الود في العاصمة السعودية، أو هكذا حاول الحضور أن يبرهنوا وهم يتبادلون التهاني نحو صمود منظمتهم 20 عاماً على الرغم من التوترات في محيطها، إلى جانب فتحها النافذة على العرب الذين كانوا طرفاً فعالاً في العديد من تحديات آسيا، سواء عبر حوار الملف النووي الإيراني أو عودة "طالبان" وإجلاء الموظفين الدوليين والأفغان من كابول.

وتظهر طاجيكستان الأكثر تشدداً بين المحيط الأفغاني في تسجيل موقف صريح ضد انتهاكات حركة طالبان، في حق مختلف أطياف وشرائح المجتمع الأفغاني، خصوصاً قومية "الطاجيك" شمال أفغانستان، الذين تعتبر دوشنبيه نفسها المعني الأكبر بتمكينهم من حقوقهم نظير الحدود المترامية الأطراف، والقواسم القومية والعرقية معهم.

وانتقد رئيس البلاد إمام علي رحمان في كلمته أمام الأمم المتحدة أخيراً ما وصفه بتخاذل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إزاء الأزمة المتفاقمة هناك.

وقال، "نشهد انتهاكاً مأساوياً لحقوق الإنسان المعترف بها دولياً في الأحداث الجارية في ولاية بنجشير بأفغانستان. لقد حُرم سكان بنجشير من الحصول على الغذاء والضروريات الأساسية الأخرى فضلاً عن المساعدات الإنسانية، لدرجة أن الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تزالان غير قادرتين على دخول بنجشير للقيام بالتزاماتهما الإنسانية. إن الوضع القائم يعتبر كارثة إنسانية".

ولفت إلى أن تصاعد وتيرة الصراعات الطائفية المتزايدة بين المجموعات العرقية في أفغانستان عامل آخر يزيد من زعزعة استقرار الوضع السياسي والأمني، "ونظراً لهذا الوضع فإن إقامة حوار شامل بمشاركة جميع شرائح المجتمع الأفغاني تعتبر من الشروط الرئيسة لإحلال السلام والاستقرار الدائمين في ذلك البلد، وفي هذا الصدد فإن طاجيك أفغانستان الذين يشكلون أكثر من 46 في المئة من سكان هذا البلد لهم الحق في أن تكون لهم مكانة مناسبة في إدارة شؤون الدولة إلى جانب المجموعات العرقية الأخرى في هذا البلد".

حياد روسيا والصين وتفاهم مع باكستان

في غضون ذلك، ظلت المواقف الروسية والصينية والإيرانية أقل حدة، على أمل أن يستجيب حكام كابول الجدد للمناشدات الدولية وأن يوفوا بتعهداتهم في تجنب أخطائهم الكارثية إبان حكمهم السابق أفغانستان في الفترة ما بين 1996و2001.

وأعلنت "طالبان" أمس دفعها بتعزيزات عسكرية إلى المناطق الحدودية مع طاجيكستان، مما يوحي بأن شمال البلاد الذي اشتهر بمناوأته كابول فترات مضت لا يزال يشكل هاجساً لـ "طالبان"، حتى وإن لم تعترف رسمياً بخطورة المقاومة التي يسعى أحمد مسعود الابن إلى تنظيم صفوفها، في حال لم تنجح مساعي حوار ينتهي بوفاق وسلام لم تشهده أفغانستان منذ عقود.

ومن الجانب الباكستاني ساد نقاش في إطار المنظمة، وفق مصادر تحدثت إلى "اندبندنت عربية"، خلص إلى اتفاق بين رئيس الوزراء عمران خان ونظيره الطاجيكي إمام علي رحمن، على أن يمارس كل منهما الضغط على الأطراف المقربة منه في أفغانستان لإحداث تسوية مقبولة.

وتبعاً لذلك قال خان، "ما يثير قلقنا في باكستان هو الصراع في بنجشير بين الطاجيك وطالبان. لقد عقدنا العزم اليوم بأننا سنبذل قصارى جهدنا، طاجيكستان تحاول التأثير على الطاجيك، ونحن سوف نبذل قصارى جهدنا مع البشتون أو طالبان، وسوف نبذل قصارى جهدنا لحل الخلافات من خلال الحوار، وسنحثهم على أنه مهم جداً لأفغانستان أن تكون هناك حكومة شاملة، فإن السلام المستدام في أفغانستان لا يمكن أن يتحقق ما لم يحدث ذلك".

وكانت قناة "الشرق" الإخبارية نقلت أمس عن أحمد مسعود تعهده باستمرار المقاومة، لكنه في الوقت نفسه رحب بوساطة تنهي القتال وتساعد في إقامة السلام في البلد المنكوب، واقترح أطرافاً عربية موثوقة للقيام بذلك مثل السعودية، على حد قوله، كما لفت إلى أن أميركا لم تنصت لملاحظاته حول "طالبان" قبل عقد اتفاق الانسحاب معها.

المزيد من دوليات