البنوك في طريقها نحو الاندماج هذا العام عند مستوى لم نشهده منذ الأزمة المالية عام 2008. ويشكل ذلك تحولاً حاداً عن العام الماضي، عندما تصاعد الاقتصاد ووضعت العديد من البنوك الإقليمية والمحلية خطط الاندماج على الرف. والآن، يشعر المسؤولون التنفيذيون في البنوك بمزيد من اليقين بشأن ما يخبئه المستقبل، لكن البعض يجد صعوبة في تحقيق ذلك لوحده. وعلى الرغم من تعافي الاقتصاد من نواحٍ عدة من عام 2020، فلا يزال الطلب على القروض منخفضاً والأرباح من الإقراض ضئيلة.
وأعلنت البنوك عن صفقات تزيد قيمتها على 54 مليار دولار حتى أواخر سبتمبر (أيلول) 2021، وفقاً لشركة "ديلوجيك". ما يضع عمليات الاندماج والاستحواذ في الصناعة على قدم وساق لأكبر عام لها منذ 2008، عندما اضطرت بنوك كبرى إلى بيع نفسها لدرء الانهيار. وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي، أعلنت بنوك عن عمليات اندماج بقيمة 17 مليار دولار.
وعادة ما تمضي البنوك أسابيع أو أشهراً في تقليب دفاتر القروض المحتملة، والبحث عن قروض محفوفة بالمخاطر أو غيرها من العلامات الحمراء، قبل الموافقة على الحصول عليها. لكن جائحة "كوفيد-19" أفسدت هذه العملية. فلأشهر كافح المُقرضون لتقييم الجدارة الائتمانية لعملائهم، ناهيك بمنافسيهم.
وقال كيفين رايلي، الرئيس التنفيذي لشركة "فيرست إنترستيت بانس سيستم" لـ"وول ستريت جورنال"، "لم يرغب البائعون أو المشترون المُحتملون في إجراء صفقة العام الماضي بسبب حالة عدم اليقين التي قد تكون في الميزانيات العمومية".
لكن الموجة المتوقعة من حالات التخلف عن سداد القروض لم تتحقق أبداً، وبحلول نهاية العام الماضي، استؤنفت مفاوضات الاندماج الجادة، وفقاً للمديرين التنفيذيين والملفات التنظيمية.
وخلال سبتمبر 2021 وافقت "فيرست إنترستيت" على شراء المُقرض الإقليمي "غريت ويسترين بانكورب إنك"، في صفقة من شأنها زيادة أصولها إلى أكثر من 32 مليار دولار. وقال ناثان ستوفال، المحلل في "أس أند بي غلوبال ماركت إنتيليجنس"، "لم تعد [البنوك] تخشى السقوط إلى القاع".
وكان عام 2019 عاماً كبيراً لعمليات اندماج البنوك، ولكن مزيداً من الشركات الإقليمية الرئيسة تلعب دورها هذا العام. لذلك، على الرغم من أن عدد الصفقات هذا العام أقل مما كان عليه في الفترة نفسها من 2019، فإن القيمة الإجمالية أعلى مما كانت عليه قبل عامين.
وقالت شركة "بان كورب" الأميركية ومقرها مينيابوليس الأسبوع الماضي إنها تخطط لشراء عمليات التجزئة المصرفية الأساسية لبنك "أم يو أف جي يونيون بنك". مما يعزز وجودها على الساحل الغربي. وقالت شركة "سيتيزينز فايننشال غروب"، الإقليمية الرئيسية الأخرى، في يوليو (تموز)، إنها تخطط لشراء شركة "إنفستور بانكورب إنك"، وقد أوقف بنك "سيتيزين" مفاوضات الاندماج مع بنك آخر عندما ضرب الوباء في عام 2020، وفقاً للإيداعات التنظيمية.
يذكر أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد خفض أسعار الفائدة إلى قرابة الصفر عندما ضرب الوباء، في حين جعلت معدلات الفائدة المنخفضة من الصعب على البنوك الاستفادة من أعمال الإقراض القائمة على الخبز والزبدة. ووصل متوسط صافي هامش الفائدة، وهو مقياس لربحية الإقراض، إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 2.5 في المئة في الربع الثاني، وفقاً لمؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية.
وكافحت البنوك الصغيرة للتنافس مع العروض الرقمية المتطورة والتكنولوجيا للبنوك الضخمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأ "بنك التجارة القابضة"، ومقره ساكرامنتو في ولاية كاليفورنيا، في ربيع 2021، جذب شركاء الاندماج المحتملين. وقد نظر مجلس إدارة البنك الذي تبلغ قيمته 1.9 مليار دولار وإدارته لسنوات في خيارات مختلفة للتغلب على هوامش الصناعة المتضيقة باستمرار، بما في ذلك الاستحواذ من قبل بنك أكبر. وقال الرئيس التنفيذي، راندي إسليك، استغرق الأمر أقل من ثلاثة أشهر للتوصل إلى صفقة مع شركة "كلومبيا بانكينغ سيستم إنك" بقيمة 18 مليار دولار في تاكوما، واشنطن.
وأُعلن عن الصفقة في يونيو (حزيران)، وسيكون لدى البنك المشترك الموارد اللازمة للاستثمار في التكنولوجيا ومجالات أخرى، مثل إدارة الثروات والإقراض المتخصص التي لم يكن بنك التجارة الأصغر قادراً على تمويلها بمفرده.
وقال راندي إسليك "هذه الأنواع من الأمور تجلب التكنولوجيا إلى الطاولة التي لا يمكننا تحملها".
وأضاف "في نهاية اليوم، لدينا مزيد من الأسهم في جعبتنا".
وقال سكوت وايلي، الرئيس التنفيذي لشركة "فيرست ويستيرن فايننشال إنك"، في دنفر، إن الضغط من أجل التوسع قد ازداد حدة في السنوات الماضية. وفي يوليو، قالت شركة "فيرست ويستيرن" إنها ستشتري الشركة الأم لبنك أصغر، وهو "روكي ماونتين بنك".
وأضاف ويلي "بالنسبة إلى بنك، 300 أو 500 أو 700 مليون دولار، كان من المعتاد أن يكون لديك عمل صغير لطيف يمكن أن يستمر لفترة طويلة، ولكن في هذه الأيام، هذا صعب حقاً".
وأعلنت شركة "هوم بانكسيرز إنك"، ومقرها في كونواي، هذا الشهر، أنها ستشتري "هابي بانشيرز مقابل أكثر من 900 مليون دولار. وفي غضون أسابيع، حصل الرئيس التنفيذي جون أليسون على صفقة أخرى.