أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مقتل مهاجر وإصابة 15 على الأقل بجروح، جراء الحملة الأمنية التي نفذتها السلطات الليبية في العاصمة طرابلس قبل يومين "لمكافحة المخدرات"، واستهدفت منطقة "قرقارش" المكتظة بالمهاجرين.
وقالت البعثة الأممية في بيان صحافي نشرته في وقت متأخر ليل الجمعة، "قُتل مهاجر وأصيب ما لا يقل عن 15 آخرين، ستة منهم بحالة خطيرة، أثناء مداهمة السلطات الأمنية لمنازل مؤقتة في قرقارش، وهي منطقة في طرابلس مكتظة بالمهاجرين وطالبي اللجوء".
واعتقل ما لا يقل عن 4000 شخص، بينهم نساء وأطفال، وتعرض المهاجرون العزّل للمضايقات والضرب وإطلاق النار داخل منازلهم، وقطعت الاتصالات عن المنطقة، ما حال دون تمكنهم من التواصل أو الحصول على المساعدة، بحسب البيان.
"قوة مفرطة وغير مبررة"
ودعت الأمم المتحدة السلطات إلى "احترام حقوق الإنسان وحفظ كرامة المهاجرين واللاجئين في جميع الأوقات"، مؤكدةً أن معظم من اعتقلوا باتوا حالياً قيد "الاحتجاز التعسفي". وطالبت بالإفراج فوراً عن الفئات "الأشد ضعفاً"، لا سيما النساء والأطفال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما شددت البعثة الأممية على أن استخدام "القوة المفرطة" و"غير المبررة" أثناء عمليات إنفاذ القانون يعد انتهاكاً للقانون الوطني والدولي، داعيةً السلطات الليبية إلى التحقيق في ما ورد من استخدام القوات الأمنية للقوة المميتة والمفرطة بحق المهاجرين.
ودعت في ختام البيان الحكومة إلى السماح فوراً باستئناف عمليات الإجلاء الإنسانية الطوعية التي تقوم بها المنظمات الإغاثية الدولية خارج ليبيا.
رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، أجرى بدوره زيارة تفقدية لمراكز احتجاز المهاجرين في طرابلس.
وأوضحت الحكومة في بيان الأحد، أن الدبيبة تفقد أحوال المهاجرين وشدد على اتخاذ جملة من الإجراءات المتعلقة بالاهتمام وتوفير الظروف الصحية المناسبة لهم والقيام بحصرهم وتصنيفهم عبر بطاقات خاصة. كما طالب رئيس الحكومة التنسيق بين وزارات الداخلية والعدل والعمل لبحث إمكانية تنظيم العمالة الوافدة إلى ليبيا.
انتهاء "المرحلة الأولى"
وأطلقت السلطات الليبية الجمعة الماضي عملية أمنية واسعة "لمكافحة المخدرات" و"الجريمة" شمال العاصمة طرابلس، مستهدفة بالخصوص المهاجرين غير النظاميين.
وأفادت وزارة الداخلية السبت بانتهاء "المرحلة الأولى" من العملية الأمنية، موضحةً أن المرحلة التالية تهدف إلى "إزالة العشوائيات المنتشرة" في المنطقة.
ورحب الدبيبة بالعملية حينذاك، مشيداً بما وصفها "عملية أمنية مخططة للقضاء على أكبر أوكار صناعة وترويج المخدرات" في طرابلس.
وأثارت العملية الأمنية تنديداً دولياً واسعاً، واعتبرت أنها تستهدف المهاجرين واللاجئين من "الفئات الضعيفة"، إلى جانب أنها عملية "غير مبررة" ضد أشخاص عزل.
وغرقت ليبيا في الفوضى منذ انتفاضة 2011. وباتت وجهة لمجموعات تهرّب عشرات آلاف المهاجرين معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط.
وكررت الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية المعنية بشؤون الهجرة إدانتها للظروف اللاإنسانية داخل مراكز الاحتجاز في ليبيا، حيث يُحتجز المهاجرون واللاجئون في مرافق شديدة الاكتظاظ.