تلقّى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، اتصالاً هاتفياً، من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
ولم يفصح البيان السعودي الكثير عما تداوله الاتصال، إلا أنه أكد أن المكالمة استعرضت العلاقات بين البلدين وفرص تطويرها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين.
في حين أفادت الخارجية البريطانية في بيان بأن الطرفين اتفقا على أهمية قيام دول مجموعة العشرين بإحراز تقدم ملموس بشأن تغيّر المناخ وخفض الانبعاثات، قبل قمة "COP26" المناخية، المزمع تنظيمها في غلاسكو الاسكتلندية الشهر المقبل.
كما ناقشا فرص تعزيز التجارة والاستثمار بين بريطانيا والسعودية، قبل قمة الاستثمار العالمية في لندن الأسبوع المقبل.
الاستثمار السعودي الجديد
وفي سياق الحديث عن الاستثمار، يأتي الاتصال بعد أيام من ضخ صندوق الثروة السيادية السعودي 400 مليون دولار مع شركاء عدة في القطاع الرياضي البريطاني، إذ أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن الاستحواذ على نادي "نيوكاسل يونايتد" البريطاني، في صفقة بلغت قيمتها الإجمالية بحسب الإعلان الرسمي 305 ملايين جنيه استرليني (415 مليون دولار)، فيما بلغت الحصة التي استحوذ عليها الصندوق 80 في المئة، مقابل 20 في المئة موزعة بالتساوي على شريكين آخرين كانا ضمن التحالف الذي قاده "السيادي السعودي" للاستحواذ على النادي.
الجدير بالذكر أن اسم الحكومة البريطانية تردد في الصفقة منذ أيام تعثّرها قبل عام، إذ تداخلت الحكومة في سير الجدل الذي أثير حولها في أعقاب عرقلة الاستحواذ في سبتمبر (أيلول) 2020.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودخل جونسون على خط الأزمة الدائرة بين مشجعي "نيوكاسل يونايتد" ورابطة الدوري الإنجليزي، بعد أن أعلن الصندوق السعودي سحب عرضه، وأيّد مطالب مشجعي النادي بإصدار بيان يشرح سبب عدم تأكيد أو رفض الاستحواذ المنهار.
وكان ما يقرب من 100 ألف مشجع وقّعوا على عريضة تدعو إلى إجراء تحقيق مستقل ضد الدوري الإنجليزي الممتاز ورئيسه التنفيذي ريتشارد ماسترز، بسبب تأجيل العملية إلى أكثر من 4 أشهر، ما أدى إلى انهيار الصفقة.
وقال جونسون في حينها "إنني أقدر أن كثيراً من مشجعي نيوكاسل كانوا يأملون في أن يمضي عرض الاستحواذ هذا قدماً، وإنني أتفهم شعورهم بخيبة الأمل".
وأتى رد الفعل الرسمي هذا بالتوازي مع موقف اتّخذته لندن من المطالبات التي كانت حاولت دفعها إلى تعطيل الصفقة لدواعي متعلقة بحقوق الإنسان، لتردّ على لسان ليز تروس، وزيرة الدولة للتجارة الدولية "الأمر يخص اللجنة المنظمة للدوري الإنجليزي فقط، لا يمكن أن نتدخل بأي شكل من الأشكال".
الأجندة المناخية
وتضمنت المحادثة بين الطرفين الجانب المناخي، في الوقت الذي يستعد البلدان لتنظيم مؤتمرات دولية بهذا الخصوص، إذ تستضيف غلاسكو في اسكتلندا، الدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP26) في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
وتهدف الدورة إلى "جمع ممثلي المجتمعات الزراعية والمدن والولايات والمناطق المختلفة لتهيئة حيز لإجراء حوار بنّاء عن الغذاء وتغيّر المناخ، وتحسين الفهم المتبادل لطموحات وظروف الآخرين، وبناء روابط وشراكات جديدة".
إلا أن السعودية تستبق المؤتمر العالمي بآخر إقليمي من شقّين، تحت اسم "منتدى مبادرة السعودية الخضراء" و"قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر"، تستضيفهما العاصمة الرياض في الفترة ما بين 23 إلى 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
والنُسخ الافتتاحية للمناسبتين تأتي ضمن المبادرتين اللتين أعلن عنهما الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أواخر مارس (آذار) الماضي.