في الوقت الذي تواصل فيه العملات الرقمية صعودها وعودتها إلى تسجيل مستويات قياسية، كشف محللون أن العملات المشفرة سوف تغير من شكل وأداء الاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة.
يرى محمود شكري، المدير التنفيذي لمجموعة "إي أم سي" للاستثمار، أن الاقتصاد العالمي يواجه بالفعل تغيرات كبيرة، بخاصة أنه بعد كل أزمة يشهدها العالم يبدأ الاقتصاد في التغير. مشيراً، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، إلى أن العملات الرقمية "تمكنت خلال الفترة الماضية من الاستحواذ على شريحة كبيرة من السيولة الاستثمارية في العالم، وحققت انتشاراً واسعاً على الرغم من حملات التضييق والتشديد التي تمارسها جميع الحكومات ضد هذه السوق".
وقال شكري إن حجم الانتشار الكبير لتداولات العملات الرقمية "يمكن أن يعطي مؤشراً على ضخامة هذه السوق، ويؤكد أنها واعدة على الرغم من مخاطرها سواء على أداء العملات الرئيسة أو التحويلات المالية أو استخدامها في أنشطة غير مشروعة، لكن المزايا التي تحتويها هذه السوق تؤكد ضرورة أن تتجه البنوك المركزية والحكومات على مستوى العالم إلى تقنينها والتعاطي معها بشكل إيجابي".
مدفوعات سريعة وسهلة
وقبل أيام، كشف تقرير حديث لصندوق النقد الدولي أن العملات الرقمية المشفرة توفر مدفوعات سريعة وسهلة من خلال خدمات مالية مبتكرة، إضافة إلى وصول شامل إلى أجزاء من العالم، هذا بخلاف السرية الكاملة بفضل نظام التشفير البيئي. لكن تظل مخاطر حماية المستهلك كبيرة بالنظر إلى محدودية أو عدم كفاية الإفصاح والرقابة.
وإلى جانب الفرص، تأتي التحديات والمخاطر. حيث يصف أحدث تقرير عن الاستقرار المالي العالمي، المخاطر التي يشكلها نظام التشفير البيئي، ويقدم بعض خيارات السياسة للمساعدة في التنقل في هذه المنطقة المجهولة.
وفق التقرير، فقد تجاوز إجمالي القيمة السوقية لجميع الأصول المشفرة تريليوني دولار، اعتباراً من سبتمبر (أيلول) 2021، بزيادة قدرها 10 أضعاف منذ أوائل عام 2020. كما يزدهر النظام البيئي بأكمله، وهو مليء بالبورصات والمحافظ وعمال المناجم ومصدري العملات المستقرة.
وذكر الصندوق أن عديداً من هذه الكيانات تفتقر إلى ممارسات تشغيلية وحوكمة ومخاطر قوية. على سبيل المثال، واجهت بورصات العملات المشفرة اضطرابات كبيرة خلال فترات اضطراب السوق. وهناك أيضاً عديد من الحالات البارزة لسرقة أموال العملاء المتعلقة بالقرصنة.
حتى الآن، لم يكن لهذه الحوادث تأثير كبير على الاستقرار المالي. ومع ذلك، نظراً لأن الأصول المشفرة أصبحت أكثر انتشاراً، فمن المقرر أن تزداد أهميتها من حيث الآثار المحتملة على الاقتصاد الأوسع.
كيف يمكن حماية المستهلك؟
وكشف صندوق النقد الدولي أن مخاطر حماية المستهلك تظل كبيرة بالنظر إلى محدودية أو عدم كفاية الإفصاح والرقابة. على سبيل المثال، تم إدراج أكثر من 16 ألف رمز في مختلف البورصات ونحو 9 آلاف موجودة اليوم، بينما اختفى الباقي بشكل ما. أيضاً فإن عديداً منها ليس لديها مجلدات، وربما ابتعد المطورون عن المشروع. ومن المحتمل أن يكون بعضها قد تم إنشاؤه فقط لأغراض المضاربة أو حتى الاحتيال المباشر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حيث يؤدي إخفاء الهوية أو التزييف للأصول المشفرة أيضاً إلى خلق فجوات في البيانات للمنظمين، ويمكن أن يفتح أبواباً غير مرغوب فيها لغسل الأموال، فضلاً عن تمويل الإرهاب. على الرغم من أن السلطات قد تكون قادرة على تتبع المعاملات غير المشروعة، إلا أنها قد لا تكون قادرة على تحديد الأطراف في هذه المعاملات. إضافة إلى ذلك، يندرج النظام البيئي للعملات المشفرة تحت أطر تنظيمية مختلفة في بلدان مختلفة، ما يجعل التنسيق أكثر صعوبة.
على سبيل المثال، تحدث معظم المعاملات في عمليات تبادل العملات المشفرة من خلال كيانات تعمل بشكل أساسي في المراكز المالية الخارجية. وهذا يجعل الإشراف والإنفاذ ليس تحدياً فحسب، بل يكاد يكون مستحيلاً من دون تعاون دولي.
وذكر التقرير أن العملات المستقرة، التي تهدف إلى ربط قيمتها عادة بالدولار الأميركي، تنمو أيضاً بسرعة البرق، مع زيادة المعروض منها 4 أضعاف طوال عام 2021، لتصل إلى 120 مليار دولار.
ومع ذلك، فإن مصطلح "العملة المستقرة" يلتقط مجموعة متنوعة جداً من أصول التشفير ويمكن أن يكون مضللاً. ونظراً لتكوين احتياطياتها، يمكن أن تخضع بعض العملات المستقرة للتشغيل، مع تأثيرات غير مباشرة على النظام المالي. ويمكن أن تكون عمليات التشغيل مدفوعة بمخاوف المستثمرين بشأن جودة احتياطياتهم، أو السرعة التي يمكن بها تصفية الاحتياطيات لتلبية عمليات الاسترداد المحتملة.
"بيتكوين" تقترب من مستوى 60 ألف دولار
على صعيد التداولات وخلال الجلسات الخمس الماضية، ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية بـ 4.7 في المئة، رابحة نحو 110.4 مليار دولار، وذلك بعدما ارتفعت القيمة السوقية المجمعة من مستوى 2331.2 مليار دولار إلى 2441.6 مليار دولار في تعاملات اليوم.
وبالنسبة إلى "بيتكوين"، بينما سجلت ارتفاعاً 2.3 في المئة خلال الساعات الماضية، فقد حققت مكاسب أسبوعية بـ 10 في المئة، ليجري تداولها اليوم عند مستوى 59386 دولار. كما صعدت قيمتها السوقية المجمعة إلى نحو 1120.5 مليار دولار في الوقت الحالي. وبهذا الرقم تستحوذ "بيتكوين" على حصة سوقية تبلغ 45.89 في المئة من القيمة الإجمالية للسوق.
وسجلت عملة "إيثريوم" التي حلت في المركز الثاني في قائمة أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، مكاسب خلال الساعات الماضية بـ 5.5 في المئة، مقابل مكاسب أسبوعية بـ 7.5 في المئة، ليجري تداولها اليوم عند مستوى 3842 دولار. كما صعدت قيمتها السوقية الإجمالية إلى مستوى 453.2 مليار دولار في تعاملات اليوم لتستحوذ على حصة سوقية تقدر نسبتها بنحو 18.56 في المئة من إجمالي القيمة المجمعة للسوق.
وفيما حلت عملة "بينانس كوين" في المركز الثالث بين أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، فقد سجلت العملة مكاسب خلال تداولات الأسبوع الأخير بـ 8.2 في المئة، مقابل تراجع 2.3 في المئة خلال الساعات الماضية، ليستقر سعر العملة عند مستوى 467 دولاراً. كما سجلت قيمتها السوقية الإجمالية نحو 78.58 مليار دولار، مستحوذة على حصة سوقية تقدر بنحو 3.21 في المئة.
ونالت عملة "كاردانو" التي حلت في المركز الرابع بين أكبر 10 عملات رقمية من حيث القيمة السوقية خسائر خلال تداولات الأسبوع الأخير بلغت 2.7 في المئة، مقابل ارتفاع خلال الساعات الماضية بـ 0.9 في المئة، ليستقر سعرها في تعاملات اليوم عند مستوى 2.21 دولار. كما استقرت قيمتها السوقية المجمعة عند مستوى 72.44 مليار دولار، لتحصد قيمة سوقية تبلغ 2.96 في المئة.
وجاءت عملة "تيزر" في المركز الخامس، بعدما استقر سعر العملة عند مستوى دولار واحد. كما سجلت قيمتها السوقية الإجمالية نحو 58.59 مليار دولار بحصة سوقية 2.80 في المئة.
"بولكا دوت" تسجل مكاسب أسبوعية قوية
وحققت عملة "إكس ريبل" التي حلت في المركز السادس بين أكبر 10 عملات رقمية من حيث القيمة السوقية مكاسب خلال تداولات الأسبوع الأخير بلغت 8.5 في المئة، مقابل ارتفاع خلال الساعات الماضية بـ 1.6 في المئة، ليستقر سعرها في تعاملات اليوم عند مستوى 1.16 دولار. كما ارتفعت قيمتها السوقية المجمعة إلى 54.22 مليار دولار، لتحصد حصة سوقية 2.22 في المئة.
وفيما جاءت عملة "سولانا" في المركز السابع، فقد سجلت مكاسب خلال تداولات الأسبوع الأخير 4.2 في المئة مع ارتفاع 6 في المئة خلال الساعات الماضية، ليستقر سعرها في تعاملات اليوم عند مستوى 160.11 دولار. كما ارتفعت قيمتها السوقية المجمعة إلى مستوى 48.23 مليار دولار بحصة سوقية تقدر بنحو 1.97 في المئة.
أما عملة "بولكا دوت" التي حلت في المركز الثامن فقد سجلت مكاسب خلال تداولات الأسبوع الأخير 21.3 في المئة، مقابل تراجع 0.4 في المئة خلال الساعات الماضية، لتستقر في تعاملات اليوم عند مستوى 40.97 دولار.
كما ارتفعت قيمتها السوقية الإجمالية إلى مستوى 40.45 مليار دولار، مستحوذة على حصة سوقية نسبتها 1.65 في المئة من القيمة الإجمالية للسوق في الوقت الحالي.
وحلت عملة "يو أس دي كوين" في المركز التاسع بين أكبر 10 عملات رقمية من حيث القيمة السوقية، واستقر سعرها عند مستوى دولار واحد، كما استقرت قيمتها السوقية المجمعة عند مستوى 32.88 مليار دولار بحصة سوقية تقدر بنحو 1.34 في المئة.
وجاءت عملة "دوغ كوين" في المركز العاشر، وسجلت العملة خسائر خلال تداولات الأسبوع الأخير بنسبة 4 في المئة مقابل خسائر 1.1 في المئة خلال الساعات الماضية، ليجري تداولها اليوم عند مستوى 0.234 دولار. كما استقرت قيمتها السوقية المجمعة عند مستوى 30.84 مليار دولار، لتستحوذ على حصة سوقية تقدر بنحو 1.26 في المئة.