اقترح نائب وزير الدفاع لسياسات الدفاع الأميركي كولن كال تقديم تعويضات مالية لأقارب مدنيين أفغان قُتلوا عن طريق "الخطأ" جراء قصف شنته طائرة أميركية بلا طيار أواخر أغسطس (آب) الماضي في كابول.
وأعلن المتحدث باسمه، جون كيربي، في بيان، الجمعة 15 أكتوبر (تشرين الأول)، أن كال عرض ذلك خلال اجتماع افتراضي عقده مع ستيفن كوون رئيس المنظمة غير الحكومية التي كان من بين ضحايا القصف، إزمراي أحمدي، يعمل لديها.
وفي حين لم تُحدد قيمة هذا التعويض، عرض المسؤول الأميركي مساعدة "أفراد عائلة أحمدي الذين يرغبون بالاستقرار في الولايات المتحدة".
وشدد كال على أن "الضربة كانت خطأ مأساوياً، وإزمراي أحمدي وكذلك مَن قُتلوا هم ضحايا أبرياء (...) لا ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان" ولا يمثلون "أي تهديد للقوات الأميركية.
وفي 29 أغسطس، دمرت الولايات المتحدة سيارة بيضاء من نوع "تويوتا كورولا"، قائلة إنها "محملة بمتفجرات"، وأكدت أنها أحبطت بذلك محاولة هجوم من قبل الفرع المحلي لتنظيم "داعش"، بعد أيام على تنفيذ التنظيم هجوم أدى إلى مقتل 13 جندياً أميركياً ونحو مئة أفغاني قرب مطار كابول.
واستناداً إلى الجنرال ماكنزي الذي كان يقود القوات الأميركية في أفغانستان قبل انسحابها من البلاد، فإن سيارة من هذا الطراز كانت متوقفة في ذلك الصباح في القرب من مبنى كان يُعتبر مخبأ لتنظيم "داعش"- ولاية خراسان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي اليوم التالي، قالت أسرة سائق السيارة، إزمراي أحمدي، إنه كان يعمل لدى منظمة غير حكومية، وإن عشرة أشخاص، بينهم ما يصل إلى سبعة أطفال، قُتلوا بالغارة. وقال أيمال أحمدي، شقيق إزمراي، لوكالة الصحافة الفرنسية "قُتل شقيقي وأطفاله الأربعة وفقدتُ حفيدتي وعدداً من أبناء إخوتي وبنات إخوتي".
ونفت صحيفة "نيويورك تايمز" في تحقيق أجرته استناداً إلى لقطات كاميرات مراقبة ومقابلات، رواية الجيش الأميركي لما حدث. وفي 17 سبتمبر (أيلول)، أقر الجيش بأن الضربة كانت "خطأ مأساوياً".
وخلافاً لما قاله الجيش في بادئ الأمر، فإن "المتفجرات" الموجودة داخل السيارة يبدو أنها لم تكن سوى قوارير مياه وأن سائقها لم يكن عنصراً مقاتلاً، وفق ما أظهر أحد التحقيقات.
وقدم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن "خالص تعازيه" و"اعتذاره" عن الخطأ الفادح. ثم اعتبر أقارب المدنيين الأفغان الذين قُتلوا في الضربة أن الاعتذارات التي قدمتها واشنطن "غير كافية".
وقُتل أكثر من 71 ألف مدني أفغاني وباكستاني خلال الحرب التي استمرت 20 عاماً في أفغانستان.