حُكم على سيدة كانت من بين مثيري الشغب في مبنى الكابيتول، بالسجن لمدة 14 يوماً، على الرغم من مناشدتها القاضية بألا تنزل بها عقوبة السجن خوفاً من الإصابة بفيروس كورونا، نظراً لعدم تلقيها اللقاح المضاد له.
وكانت مصففة الشعر دونا سو بيسي البالغة من العمر 53 سنة، المناصرة لنظرية المؤامرة اليمينية الأميركية المتطرفة المعروفة باسم "كيو أنون" قد أقرت في شهر يوليو (تموز) بجرمها في التظاهر أو الاحتجاج أو الاعتصام في مبنى الكابيتول، وهي جنحة يُعاقب عليها بالسجن لمدة أقصاها ستة أشهر.
ووفقاً لوزارة العدل الأميركية، تم إعلام السلطات بعدما نشرت بيسي وصديقتها آنا مورغان لويد صوراً على "فيسبوك" التقطت داخل مبنى الكابيتول.
أظهرت إحدى الصور أن السيدتين قد وضعتا تعليقاً يقول "داخل مبنى الكابيتول".
أرفقت بيسي الصورة بتعليق يقول، كان هذا "أجمل يوم في حياتي!! لن أنساه أبداً. لقد دخلنا إلى مبنى الكابيتول".
وحُكم على مورغان لويد بالسجن ثلاث سنوات تحت المراقبة، ودفع غرامة بقيمة 500 دولار أميركي كتعويض والقيام بأربعين ساعة من الخدمة المجتمعية في يونيو (حزيران) بعدما اعترفت بتورطها بنفس التهمة الموجهة إلى بيسي.
وكتب محامي بيسي إلى القاضي الأسبوع الماضي قائلاً إن حياتها ستكون في خطر إذا حُكم عليها بالسجن.
وكتب المحامي، "ببساطة، إذا كانت السيدة بيسي مسجونة في سجن العاصمة أو في المكتب الفيدرالي للسجون، الذي شهد 259 حالة وفاة وأكثر من 43 ألف إصابة بفيروس كورونا، فمن المحتمل جداً أن تمرض بشدة أو حتى تتوفى".
وأضاف أن فرص موكلته للتصدي للمرض ليست جيدة بسبب رفضها تلقي اللقاح المضاد له.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جادل المدعون العامون بأنه يجب أخذ تصريحات السيدة المسهمة في أحداث الشغب، التي أدلت بها سواء بشكل مباشر أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعين الاعتبار عند إصدار الحكم المناسب.
وأشار الادعاء الفيدرالي يوم الثلاثاء إلى دعم بيسي نظرية كيو أنون ونظريات مؤامرة أخرى عبر الإنترنت.
لكن المدعين قالوا أيضاً، إن حالة بيسي كانت "حالة نادرة"، حيث كان هناك إجماع على مقترح وضعها تحت المراقبة بدلاً من الإقامة الجبرية في المنزل أو السَّجن، بناءً على اعترافها في وقت مبكر بالمسؤولية وتعاونها مع تطبيق القانون.
لكن بدلاً من ذلك، حكمت قاضية الولاية الأميركية تانيا تشوتكان على بيسي بالسجن 14 يوماً وقضاء 60 ساعة في الخدمة المجتمعية، مؤكدة أن قرارها جاء بسبب احتفاء بيسي وتفاخرها بمشاركتها في فعل يرقى إلى محاولة الإطاحة بالحكومة.
وقالت القاضية تشوتكان،"من حقها تأييد نظريات المؤامرة الغريبة ... هذا شيء مسموح لها القيام به كأميركية".
يذكر أن أخطر القضايا الجنائية الناشئة عن التحقيق الشامل في الأحداث مرفوعة ضد قادة وأعضاء مجموعتين متطرفتين من أقصى اليمين، هما براود بويز Proud Boys و آوث كيبرز Oath Keepers.
يتهم بعضهم بالتخطيط لهجمات منسقة على مبنى الكابيتول لمنع الكونغرس من المصادقة على فوز الرئيس جو بايدن في الانتخابات.
لكن عديداً من أتباع كيو أنون لعبوا أيضاً أدواراً بارزة في أعمال الشغب، ويبدو أن نظرية المؤامرة حفزت كثيرين آخرين ممن انضموا إلى الجماهير الثائرة.
قبل الهجوم بوقت طويل، حذر عديد من الخبراء من تهديد متعاظم بالعنف تدفعه المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة مثل كيو أنون والنظرية التي سبقتها وكانت تحمل اسم "بيتزا غيت" "pizzagate".
قال المدعي العام في وزارة العدل، جوشوا روثستين، يبدو أن بيسي متلقية متلهفة لنظريات المؤامرة الأخرى، بما في ذلك أن فيروس كورونا هو "جائحة كاذبة"، وأن اللقاح المضاد لفيروس كورونا جزء من مؤامرة يهودية لقتل الناس.
ويبدو أنها تعتقد كذلك بأنه تم التنبؤ بالوباء من خلال نظام "برمجة تنبؤي" أثناء حفل افتتاح أولمبياد لندن عام 2012.
أُعد هذا التقرير بإسهام من وكالات الأنباء.
© The Independent