بدأ نادي ليفربول الإنجليزي، الاستعداد لخسارة جهود ثلاثة من أبرز نجومه في فترة صعبة من الموسم الحالي، حيث يرتبط الثلاثي الأفريقي الدولي، المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والغيني نابي كيتا، بالمشاركة مع منتخباتهم الوطنية في نهائيات بطولة الأمم الأفريقية، التي تستضيفها الكاميرون، والمؤجلة من العام الماضي بسبب تفشي جائحة كورونا.
ويسير ليفربول بخطى ثابتة في المنافسة على الألقاب المحلية والقارية في الموسم الحالي، حيث يدخل الجولة التاسعة في الدوري الإنجليزي محتلاً المركز الثاني برصيد 18 نقطة، خلف المتصدر تشيلسي الذي جمع 19 نقطة، ومتفوقاً على حامل اللقب مانشستر سيتي، الذي يحتل المركز الثالث برصيد 17 نقطة.
وفي دوري أبطال أوروبا تمكن من اقتناص قمة مجموعته بالفوز على ميلان الإيطالي 3-2، وأتلتيكو مدريد الإسباني بنفس النتيجة، واكتساح بورتو البرتغالي بنتيجة 5-1.
ولعب الثلاثي الأفريقي دور البطولة في مسيرة ليفربول المميزة في الموسم الحالي، حيث خاض الفريق 13 مباراة، فاز في عشر منها وتعادل في ثلاث، ولم يتعرض لأي هزيمة، وتمكن من هز شباك منافسيه بـ39 هدفاً، بينها 20 هدفاً من ثلاثي القارة السمراء.
ويتصدر النجم المصري محمد صلاح هداف ليفربول برصيد 12 هدفاً، إضافة لصناعة أربعة أهداف، ويأتي خلفه زميله في خط الهجوم ساديو ماني برصيد ستة أهداف، وقد أظهر لاعب الوسط الغيني كيتا تألقاً ملحوظاً في المباريات الأخيرة، وسجل هدفين.
ومع الأخذ في الاعتبار أن أهداف الثلاثي تمثل 51 في المئة من إجمالي أهداف الريدز، من دون إغفال أدوارهم الأخرى في الملعب، وتأثيرهم المخيف للمنافسين، يبدو أن غيابهم عن الفريق سيكون مؤثراً وكارثياً.
ومن المقرر أن تقام البطولة الأفريقية في الفترة بين التاسع من يناير (كانون الثاني) والسادس من فبراير (شباط) 2022، لكن قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تتيح لإدارات المنتخبات الوطنية، استدعاء اللاعبين الدوليين المحترفين، للانضمام للمعسكرات التأهيلية، بداية من 27 ديسمبر (كانون الأول).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعني ذلك أن ليفربول قد يفقد خدمات نجومه الثلاثة في ثماني مباريات محتملة، بينها أربع مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومواجهتان في كأس الاتحاد الإنجليزي، ومباراتان في نصف نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة (كاراباو)، حيث تبدأ فترة لعب الريدز من دون نجومه الأفارقة، بمواجهة خارج أرضه أمام ليستر سيتي في ملعب (كينغ باور) 28 ديسمبر، ثم يخوض مواجهة كبرى مع منافسه المباشر على لقب الدوري الممتاز، تشيلسي، في ملعب الأخير (ستامفورد بريدج) 2 يناير، وتنتهي بمواجهة في الدور الرابع لبطولة كأس الاتحاد 5 فبراير.
وفقد ليفربول عدداً من أهم لاعبيه في الموسم الماضي بسبب الإصابات التي ضربت الفريق، مما أفقده القدرة على الاحتفاظ بلقب الدوري الذي اقتنصه في موسم 2019-2020، بل إنه وصل المراحل الأخيرة من الموسم خارج المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، ومثل اقتحامه المربع الذهبي، إنجازاً استحق الاحتفال من الفريق والجماهير.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة "ذا ميرور"، فإن مسؤولي ليفربول دخلوا في محادثات مع إدارات الاتحادات الثلاثة والأجهزة الفنية لتأخير سفر الثلاثي حتى آخر موعد ممكن.
ويأمل الألماني يورغن كلوب، مدرب الريدز، الذي تجمعه علاقات رائعة بالأجهزة الفنية للمنتخبات الثلاثة، في السماح للاعبين بالسفر إلى المعسكرات، مساء الثاني من فبراير (شباط)، بعد خوض مباراتي ليستر سيتي وتشيلسي.
ويرى الجهاز الفني لليفربول أنه في حالة استمرار اللاعبين لما بعد المواجهتين، سيكون أمامهم أسبوع أو أكثر للاستعداد لمباريات البطولة، حيث يخوض المنتخب السنغالي مباراته الأولى في العاشر من يناير أمام زيمبابوي، وفي اليوم نفسه يواجه منتخب غينيا نظيره المالاوي، ويلعب المنتخب المصري في اليوم التالي أمام نيجيريا.
ومن المتوقع أن ينافس المنتخب السنغالي متصدر المنتخبات الأفريقية في ترتيب فيفا، ووصيف البطولة السابقة، وكذلك المنتخب المصري صاحب الرقم القياسي لعدد التتويجات بلقب الأمم الأفريقية، ومن المنتظر تأهلهما إلى الأدوار النهائية على أقل تقدير.
وسبق لكلوب أن وصف خسارة جهود لاعبيه للمشاركة في البطولة الأفريقية وسط ازدحام مباريات ليفربول، بـ"الكارثة". وقال، "الأزمة أننا لا نملك حق رفض السماح لهم بالمشاركة، إن لم نسمح لهم بالرحيل، فسيتم إيقافهم". وأردف، "كيف يمكن لناد يدفع لهم رواتبهم أن يفقد القدرة على تحديد متى يبقون ومتى يذهبون؟".