حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، الاثنين، 25 أكتوبر (تشرين الأول)، من أن أفغانستان سيواجه هذا الشتاء أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ إن هناك أكثر من 22 مليون أفغاني معرضون لـ"انعدام حاد في الأمن الغذائي".
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، "هذا الشتاء سيجبر ملايين الأفغان على الاختيار بين الهجرة والمجاعة، إلا إذا تمكنا من زيادة مساعداتنا التي يمكن أن تنقذ حياة السكان".
وتعد الأزمة حالياً أكبر حجماً من تلك التي يواجهها اليمن أو سوريا، وأسوأ انعدام للأمن الغذائي الطارئ في أي مكان في العالم باستثناء جمهورية الكونغو الديمقراطية، بحسب ما أفاد به مسؤولون لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال بيزلي في بيان، "تعد أزمة أفغانستان الإنسانية من بين الأسوأ في العالم، إن لم تكن الأسوأ، فقد انهار الأمن الغذائي".
أضاف، "نحن في مرحلة العد التنازلي لكارثة، وإن لم نتحرك فوراً، فسنكون أمام كارثة كاملة".
وأشار بيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إلى أن أفغانياً من كل اثنين يواجه "أزمة" من "المستوى الثالث" أو نقصاً "طارئاً" في الغذاء من "المستوى الرابع".
ويعد المستوى الرابع درجة أقل من المجاعة فيما ذكر مسؤولون أن أفغانستان التي تواجه صعوبات في طي صفحة حرب أهلية استمرت 20 عاماً، تواجه أسوأ شتاء سيحل عليها منذ عقد.
وغرقت أفغانستان في أزمة في أغسطس (آب) بعد أن طرد مقاتلو حركة "طالبان" الحكومة المدعومة من الغرب، مما دفع المانحين إلى حجب مليارات الدولارات من المساعدات عن الاقتصاد المعتمد عليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت أزمة الغذاء، التي فاقمها تغير المناخ، حادة في أفغانستان حتى قبل سقوط الحكم في أيدي "طالبان" التي منعت حكومتها الجديدة من الوصول إلى أصول في الخارج، في الوقت الذي تواجه فيه الدول المختلفة مشكلة تحديد طريقة التعامل مع الإسلاميين المتشددين.
وأطاحت حركة "طالبان" في أغسطس بالنظام المدعوم من واشنطن وأعلنت حكومة موقتة، متعهدة إعادة الاستقرار، لكن ما زالت الحركة تواجه سلسلة عقوبات دولية وهجمات دامية يشنها تنظيم "داعش"، فيما كثف تغير المناخ الجفاف وجعله أكثر تكراراً في أفغانستان.
وتشير الوكالات الأممية إلى أن خطتها الحالية للاستجابة الإنسانية لم تتلقَ سوى ثلث التمويل الذي تحتاج إليه.
وأفادت "فاو" بأنها تسعى لتمويل عاجل بملغ قدره 11,4 مليون دولار، وبمبلغ إضافي بقيمة 200 مليون دولار للموسم الزراعي لعام 2022.
وقال بيزلي، "يزداد الجوع، ويموت الأطفال. لا يمكننا إطعام الناس بناءً على الوعود، يجب تحويل التعهدات بالتمويل إلى نقود ملموسة".
أضاف، "على المجتمع الدولي توحيد صفوفه للتعامل مع هذه الأزمة التي تخرج سريعاً عن السيطرة".