أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتونى بلينكن، على "تويتر"، الخميس 28 أكتوبر (تشرين الأول)، أنه تحدث هاتفياً مع وزيرة الخارجية السودانية مريم صادق المهدى، وأعرب عن تنديده باعتقال القادة المدنيين فى السودان.
وأضاف بلينكن أنهما بحثا أفضل السبل المتاحة للولايات المتحدة لدعم الشعب السودانى في مطالبته بالعودة إلى الديمقراطية.
سبق ذلك، قول المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرثيس التقى الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء المقال عبد الله حمدوك الذي "قُيدت حرية تنقلاته".
وأضاف خلال مؤتمره الصحافي اليومي، أن فولكر بيرثيس "التقى البرهان للبحث في التطورات الأخيرة" في السودان، رداً على أسئلة حول الانقلاب العسكري.
وقال دوجاريك، إن المبعوث شدد خلال لقائه البرهان على مطالب الأمم المتحدة وهي "العودة إلى العملية الانتقالية" بموجب الوثائق الدستورية و"بالطبع الإفراج الفوري عن جميع الذين اعتُقلوا تعسفياً".
وأردف أن المبعوث الأممي أُتيحت له "الفرصة منذ بعض الوقت للقاء رئيس الوزراء حمدوك في مقر إقامته حيث لا يزال تحت الحراسة".
وقال المتحدث "إنه قيد الإقامة الجبرية نوعاً ماًـ ليس حراً في التحرك ويجب أن يكون حراً"، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل عن المحادثات مع الفريق أول البرهان ورئيس الوزراء المقال.
وكانت الإدانات الدولية قد توالت منذ اليوم الأول للانقلاب، إذ دان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وسويسرا، في بيان مشترك، الأربعاء 27 أكتوبر (تشرين الأول)، الانقلاب العسكري في السودان، مؤكدين مواصلة "الاعتراف برئيس الوزراء (عبد الله حمدوك) وحكومته كقادة دستوريين للحكومة الانتقالية"، وداعين إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين في السودان، في حين أعلن الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية الخرطوم "حتى الاستعادة الفعلية للسلطات الانتقالية بقيادة مدنيين".
البنك الدولي يوقف الصرف
وأوقف البنك الدولي، الأربعاء 27 أكتوبر (تشرين الأول)، صرف أي مبالغ لجميع العمليات في السودان بعد سيطرة الجيش على السلطة من حكومة انتقالية.
وكان السودان، بعد عزلة عن النظام المالي العالمي استمرت ثلاثة عقود من حكم البشير، قد تمكن من استعادة التعامل الكامل مع البنك في مارس (آذار)، وحصل منه على تمويل بقيمة ملياري دولار.
وقال ديفيد ملباس، رئيس البنك الدولي، في بيان من واشنطن، "أشعر بقلق بالغ من الأحداث الأخيرة في السودان وأخشى من الأثر الحاد الذي يمكن لذلك أن يلحقه بتعافي وتنمية البلاد اجتماعياً واقتصادياً".
وكان حمدوك قد وصف العودة للتعامل مع البنك الدولي بأنه إنجاز كبير، وكان يعتمد على التمويل منه لتنفيذ العديد من المشروعات التنموية الكبرى.
ونفذت الحكومة إصلاحات اقتصادية قاسية نجحت في تقليص سريع للمدفوعات المستحقة على السودان وتخفيف عبء الديون وجددت التمويل من البنك الدولي وصندوق النقد.
وقالت متحدثة باسم صندوق النقد الدولي، إن الصندوق يتابع بدقة التطورات التي تجري في السودان، لكنها أضافت أن "من السابق لأوانه التعليق على تداعيات الأحداث الأخيرة".
إعفاء سفراء وإسكات المعارضة
في السياق ذاته، أعلن التلفزيون الرسمي السوداني، الأربعاء، أن البرهان أعفى ستة سفراء سودانيين لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر والصين وفرنسا ورئيس البعثة السودانية في جنيف من مناصبهم.
وكان مصدر دبلوماسي قال لوكالة "رويترز"، الثلاثاء، إن سفراء السودان لدى 12 دولة منها الولايات المتحدة والإمارات والصين وفرنسا قد رفضوا استحواذ الجيش على السلطة في السودان، الإثنين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الوقت نفسه، تواصلت محاولة إسكات المعارضة. وشهدت شوارع العاصمة السودانية، الأربعاء، انتشاراً أمنياً كبيراً من الجيش وقوات الدعم السريع، لا سيما في شارع المطار. وحاولت الشرطة إزالة العوائق التي أقامها المتظاهرون من شارع الستين، أحد أبرز الشوارع في شرق العاصمة، ونفذت حملة توقيفات شملت عدداً من الشباب الذين كانوا في المكان، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعيد رئيس الوزراء السوداني المعزول عبد الله حمدوك، مساء الثلاثاء، إلى منزله، وفق ما أعلن مكتبه، بعد يوم من الضغوط الدولية المكثفة التي أعقبت اعتقاله، الإثنين، من قبل الجيش الذي انقلب على شركائه المدنيين وتولى السلطة كاملة، فيما تستمر الاحتجاجات في العاصمة السودانية.
وأفاد المكتب بأن حمدوك موجود "تحت حراسة مشددة"، مضيفاً أن "عدداً من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة"، بعد اعتقال الجيش جميع القيادات المدنية في السودان وحل المؤسسات.
وأعلنت واشنطن أن بلينكن أجرى محادثة هاتفية مع حمدوك، الثلاثاء، رحب فيها بإطلاق سراحه. وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، في بيان، إن بلينكن "كرر دعوته القوات العسكرية السودانية إلى الإفراج عن جميع القادة المدنيين الموجودين قيد الاحتجاز وضمان سلامتهم".
وأعيد حمدوك إلى مقر إقامته بعد ساعات من إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن حمدوك موجود معه في منزله "خشية تعرضه لأي ضرر".
استمرار المحادثات
دولياً، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن "الانقسامات الجيوسياسية الكبيرة" التي تمنع "مجلس الأمن من اتخاذ تدابير قوية" والوباء والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية تجعل "القادة العسكريين يعتبرون أن لديهم حصانة كاملة، وأن بإمكانهم فعل ما يريدون لأنه لن يمسهم شيء".
وقد عقد مجلس الأمن جلسة طارئة مغلقة، الثلاثاء، بشأن السودان، وأفاد دبلوماسيون بأن المحادثات للتوصل إلى إعلان مشترك لا تزال جارية.
وأعلن البرهان، الإثنين، حل مجلس السيادة والحكومة وفرض حالة الطوارئ، وحل جميع الكيانات النقابية والاتحادات المهنية. واعترف بقيام سلطات الأمن بتوقيف بعض السياسيين والوزراء، قائلاً، إن الجيش أطاح بالحكومة "تجنباً لحرب أهلية". وأكد البرهان أن العسكريين "ملتزمون بإنجاز الانتقال بمشاركة مدنية"، مشيراً إلى أن مجلس السيادة "سيكون كما هو في الوثيقة الدستورية ولكن بتمثيل حقيقي من أقاليم السودان".
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية التي قادت الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، أعلنت مقتل أربعة "ثائرين بإطلاق نار من قوات المجلس العسكري الانقلابي"، خلال احتجاجات ضد "الانقلاب".
وعقب إغلاق مطار الخرطوم الدولي، قال رئيس سلطة الطيران المدني السوداني لوكالة "رويترز" إن المطار سيعاد فتحه في الساعة الرابعة عصر اليوم الأربعاء.
وما زالت الاتصالات الهاتفية صعبة منذ انقطاع الإنترنت بشكل واسع عن البلاد، الإثنين.
ورداً على الانقلاب، دعا تجمع المهنيين السودانيين، أحد المحركين الأساسيين للانتفاضة التي أسقطت البشير، إلى مقاومة العسكريين، كما دعت نقابتا الأطباء والمصارف إلى عصيان مدني.
إليكم تغطيتنا للتطورات السودانية عندما حصلت.