يومان من الرعب عاشهما أهالي محافظة الفيوم، جنوب العاصمة المصرية القاهرة، بعد احتجاز مسجون سابق أفراد أسرته رهائن داخل منزل بعد قتله حماته وزوجته.
بدأت الواقعة، مساء الثلاثاء الماضي، حين سمع أهالي قرية منشأة عبدالله في محافظة الفيوم أصوات استغاثة، ثم إطلاق نار، واستعانوا بقوات الأمن التي حاصرت المنزل، واكتشفت أن المنزل يعود إلى "مسجل خطر" سبق سجنه، وأنه وضع أبواباً مصفحة لتحصين المنزل، وزودها بكاميرات لحماية نفسه من قوات الشرطة.
وعلى مدار أكثر من 30 ساعة، حاولت قوات الأمن التفاوض مع "أيمن"، الذي سبق اتهامه في قضايا جنائية عدة منها القتل، ومعروف في المنطقة بممارسته أعمال البلطجة، لكنه لم يستجب لمحاولات الشرطة إقناعه بالإفراج عن المحتجزين.
وخلال فترة الاحتجاز ظهر المتهم الملقب بـ"خُط الفيوم" في 3 فيديوهات بث مباشر على صفحته بموقع "فيسبوك"، كشف فيها عن أنه اكتشف قيام زوجته وأسرتها بممارسة الدعارة خلال فترة سجنه، مؤكداً أن "الدفاع عن الشرف" هو الدافع لما يقوم به، وتبرئة نفسه من أفعال الدعارة التي قال إنها بدأت منذ 17 عاماً، وكانت قائمة على استدراج الفتيات في المرحلة الإعدادية والثانوية، بحسب ما قالت شقيقة زوجته في فيديو البث المباشر. ومن غير المعلوم ما إذا كان حديثها جاء تحت التهديد أم لا.
اقتحام المنزل
وبعد أن تبيّن لقوات الأمن فشل جهود التفاوض مع الخاطف، اقتحمت مجموعات قتالية من قطاع الأمن الوطني، وتمكنت من إنقاذ الرهائن. وبحسب بيان لوزارة الداخلية، فإن المتهم "أيمن" عمره 44 عاماً، وهو عاطل سبق اتهامه فـي قضايا سلاح وابتزاز، وشروع بالقتل، وحريق، وإطلاق أعيرة نارية، وقتل ومشاجرة. وأوضح البيان أن المحتجزين هم ابن المتهم ووالدة زوجته، ونجلا زوجته، وشقيقة زوجته، وأحد أقاربه وصديقه الذين كانا بمنزله، وتم إطلاق سراح الأخيرين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت الوزارة أن المتهم أطلق أعيرة نارية تجاه القوات "ما اضطرها لمبادلته إطلاق الرصاص بطريقة احترافية للحفاظ على الضحايا"، فأصيب المتهم بعيار ناري في اليد، وآخر في الفخذ، وتم ضبطه ونقله إلى المستشفى، كما عُثر "بحوزته على بندقيتين آليتين وخرطوش وطبنجة و140 طلقة مختلفة الأعيرة"، وشددت وزارة الداخلية على أن خطة الاقتحام كان أهم محاورها الحفاظ على أرواح المحتجَزين.
وعثرت قوات الأمن على جثمان والدة زوجة المتهم، التي قتلها خلال ساعات الاحتجاز، كما تبين وجود آثار تعذيب على المختطفين، حيث أُصيبت ابنة زوجة المتهم (16 عاماً) باشتباه نزيف في البطن والصدر، وشقيقتها (11 عاماً) تعرضت لكدمات في الذراعين، إلى جانب شقيقة زوجة المتهم (33 عاماً) مصابة بكدمات متفرقة وجروح قطعية باليدين، وابنتها الطفلة (عامان)، بالإضافة إلى نجل المتهم (9 أعوام).
اعتراف المتهم
واعترف المتهم باحتجاز أسرته وقتل حماته، والتعدي على المختطفين بالضرب، وبرر ذلك بشكّه في سلوك زوجته. ولم تعثر قوات الأمن على زوجة المتهم بين الضحايا، وخلال التحقيقات اعترف بقتلها ودفنها في مكان رفض الكشف عنه لجهات التحقيق. ثم نجحت قوات الأمن في استخراج الجثمان من أسفل المنزل وعاينته النيابة العامة، بحسب تقارير صحافية محلية. وأمرت النيابة العامة بالتحفظ على المتهم، بعد أن أجرت معاينة لموقع الحادث، وطلبت تحري الشرطة والأمن الوطني عن الحادث، تمهيداً لبدء التحقيق في الواقعة.