بعد أسابيع من الهدوء النسبي، عاد فيروس كورونا من جديد ليتفشى في الوسط الفني، حاصداً ضحية جديدة وهو الفنان المصري أحمد خليل، الذي أصيب خلال الأيام القليلة الماضية بالفيروس، وتدهورت حاله سريعاً ليغادر الحياة في المستشفى، مودعاً جمهوره وهو في الـ 80 من عمره، بينما موهبته الفنية كانت لا تزال فتية.
ويعرض حالياً للراحل مسلسله الجديد "حكايتي مع الزمان" ضمن قصص الموسم الثاني من مسلسل "إلا أنا"، الذي تشاركه في بطولته الفنانة ميرفت أمين، إذ يقومان بدوري زوجين يواجهان مشكلات جمة في حياتهما تصل إلى الطلاق.
شهرة تلفزيونية في منتصف العمر
من جهته، اكتفى نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي بإعلان نبأ وفاة أحمد خليل الذي يشيع جثمانه من مسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر في مصر، بتدوينة مقتضبة لخص من خلالها شخصية الراحل الفنية.
وكتب زكي عبر حسابه الرسمي بموقع "إنستغرام"، "البقاء لله، وداعاً أيها العملاق"، مرفقاً العبارة بصورة للراحل من أحد أعماله الفنية.
وانطلقت مسيرة خليل منذ ستينيات القرن الماضي بعد ما درس في معهد السينما بقسم التمثيل، وفي بداياته شارك في سهرات تلفزيونية وأعمال إذاعية، وظهر بأدوار صغيرة بالسينما، بينها فيلم "المومياء" و"3 وجوه للحب".
وزار الفنان الراحل شاشة الفن السابع من وقت إلى آخر، ومن بين ما قدمه أفلام "ضد الحكومة" و"كتيبة الإعدام" و"ناصر 56" و"الأوغاد" و"كوكب الشرق" و"القتل اللذيذ" و"جاءنا البيان التالي". لكن شهرته الحقيقية جاءته من بوابة التلفزيون، إذ أصبح دائم المشاركة في المسلسلات بوصفه وجهاً مطلوباً ومعروفاً للغاية منذ تسعينيات القرن الماضي، إذ إن نجوميته تحققت وهو في الـ 50 من عمره.
شخصيات راسخة
واللافت أن خليل من الفنانين الذين لا يتذكر الجمهور وجوههم في فترة الشباب كثيراً، ودوماً يرتبط في الأذهان بشخصية الرجل الناضج الوقور. وعلى الرغم من تميزه في أدوار رجل الأعمال الثري، لكن شخصيته الأبرز والأكثر رسوخاً هي عطا المراكيبي في مسلسل "حديث الصباح والمساء" عام 2001 مع ليلى علوي، والإسكافي العاشق المغرم والمتيم بهدى هانم، وعلى الرغم من الفارق الطبقي الشاسع بينهما، لكنها تزوجته وعاشت معه قصة رومانسية كانت خطاً رئيساً حظي بشعبية كبيرة في العمل المأخوذ عن قصة لنجيب محفوظ، وكتب له المعالجة التلفزيونية محسن زايد وأخرجه أحمد صقر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولدى الراحل أحمد خليل ما يقارب الـ 300 عمل فني، إذ إن اسمه حاضر دوماً في أغلب الأعمال الشهيرة، بينها مسلسلات "هوانم جاردن سيتي" و"امرأة من زمن الحب" و"قصة الأمس" و"سكة الهلالي" و"محمود المصري" و"أبيض في أبيض"، و"ملك روحي" و"قاسم أمين" و"أوبرا عايدة" و"الفجالة" و"تاهت بعد العمر الطويل" و"من الذي لا يحب فاطمة" و"القلب يخطئ أحياناً"، كما أنه يعتبر من أكثر النجوم المخضرمين الذين لا يخفت حضورهم في أعمال الأجيال الجديدة، إذ حافظ على حضوره دوماً، فمثلا قدم بين عامي 2020 و2021 خمسة مسلسلات، بينها "الفتوة" و"خيط حرير" و"ورا كل باب" و"لحم غزال".
قصته مع سهير البابلي
تحدث الفنان أحمد خليل في أكثر من لقاء تلفزيوني عن حياته الشخصية، بينها أنه ظل سنوات عازفاً عن الزواج، ثم تزوج بسيدة ألمانية الجنسية وأنجب منها، وسبب عزوفه عن الارتباط كان تجربة زواجه بالفنانة سهير البابلي (ترقد حالياً في العناية المركزة بسبب وعكة صحية خطرة)، التي استمر معها عامين فقط، ثم انفصل عنها بسبب الغيرة.
واللافت أنه عاد واجتمع معها فنياً بعد الطلاق، وكان من بين أبطال مسلسلها "قلب حبيبة" الذي شهد عودتها للفن بعد الاعتزال الطويل وعرض العمل عام 2005.