بعد إشارات التقارب المتواصلة، يبدو أن الإمارات وسوريا اختارتا استعادة زخم العلاقة المقطوعة منذ أكثر من عشر سنوات، بعد تقارير قالت إن طائرة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، قد حطت منتصف نهار اليوم الثلاثاء، في العاصمة السورية دمشق.
ولم تعلن هذه الزيارة بشكل رسمي حتى الآن، إلا أن وسائل إعلام سورية وإماراتية تداولت الخبر خلال الساعات الماضية بشكل مقتضب، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
لقاء وزاري بعد التمهيد
وقالت صحيفة الوطن السورية إن فيصل المقداد، وزير الخارجية والمغتربين، استقبل نظيره الخليجي في مطار العاصمة.
وتُعدّ هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول إماراتي رفيع إلى سوريا منذ اندلاع الثورة قبل عقد من الزمان.
هذا اللقاء الذي أكدته وسائل الإعلام في البلدين، سبقه اتصال هاتفي رفيع بين الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال البيان الذي أعقب الاتصال إن المسؤولين بحثا الأوضاع في سوريا والشرق الأوسط، كما "تناولا مجمل القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك".
ولم تكُن هذه المكالمة هي الأولى بين المسؤولين العربيين، إذ مدت الإمارات أول جسور التواصل في مارس (آذار) 2020 مع الدولة العربية التي تشهد أزمة سياسية وأمنية كبيرة منذ عقد من الزمن، عندما بحث ولي عهد أبو ظبي والأسد في أول تواصل بينهما مستجدات فيروس كورونا وتداعياته في المنطقة والعالم، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الإمارات في حينها.
وتطرقا إلى "الإجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة في البلدين للتصدي للوباء، وإمكانية مساعدة سوريا ودعمها بما يضمن التغلب على الوباء وحماية شعبها الشقيق"، في وقت كان العالم يشهد ذروة تفشي الجائحة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد ولي عهد أبوظبي "ضرورة أن تسمو الدول فوق المسائل السياسية في هذه الظروف الاستثنائية وتغلّب الجانب الإنساني في ظل التحدي المشترك الذي نواجهه جميعاً"، وهو ما ثمّنه الرئيس السوري.
وكانت دولة الإمارات، أول من أعاد فتح سفارتها في دمشق عام 2018، بعد سبع سنوات على إغلاقها عام 2011 على خلفية الثورة في سوريا.
عودة دمشق إلى المحيط العربي
وتعاني دمشق عزلة دبلوماسية على الصعيدين العربي والدولي منذ اندلاع النزاع، تجلّت خصوصاً في إغلاق غالبية الدول العربية والغربية سفاراتها في البلاد.
وعلّقت جامعة الدول العربية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 عضوية سوريا، وهو ما لم يتغير حتى الآن، إذ علّق الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي أخيراً على الأمر في مؤتمر صحافي في القاهرة، قائلاً "لا يوجد توافق عربي حول مسألة إعادة النظر بشأن قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية".
إلا أن دولاً عربية أخذت خطوات أحادية تجاه النظام، إذ أعادت الإمارات فتح بعثتها الدبلوماسية في دمشق أواخر عام 2018 في محاولة لمواجهة نفوذ أطراف فاعلة غير عربية مثل إيران، التي تدعم الأسد إلى جانب روسيا، وتركيا التي تساند جماعات متمردة.
وأعاد الأردن، حليف الولايات المتحدة، فتح معبره الرئيس على الحدود مع سوريا بالكامل في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك بهدف تعزيز الاقتصاد المتعثر في البلدين وتعزيز مساعي الدول العربية لإعادة دمج سوريا.
كما تحدث العاهل الأردني الملك عبدالله إلى الأسد للمرة الأولى منذ عشر سنوات هذا الشهر، في حين التقى وزيري الخارجية المصري سامح شكري والسوري فيصل المقداد الشهر الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في أول اجتماع على هذا المستوى بين مسؤولين من البلدين منذ ما يقرب من عشر سنوات.
وأعلنت وزارة الخارجية البحرينية في نهاية عام 2018 استمرار العمل في سفارة المملكة لدى سوريا، مشيرةً إلى أن السفارة السورية في المنامة تقوم بعملها، وأن الرحلات الجوية بين البلدين قائمة من دون انقطاع.
في حين لم تقطع سلطنة عمان علاقتها بدمشق منذ بداية الثورة وحتى الآن.
كذلك سرت أنباء عن نية افتتاح سفارة الرياض في دمشق من دون صدور أي تأكيدات رسمية على ذلك.
وعززت ذلك الاعتقاد جملة اعتبارات، منها الصيانة التي تحدث في مقر البعثة السعودية في دمشق بين الحين والآخر.