وجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجلس التعاون الخليجي، الأربعاء 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحذيراً مشتركاً إلى إيران، متهمين إياها بـ"التسبب بأزمة نووية" وبزعزعة استقرار الشرق الأوسط بصواريخها الباليستية وطائراتها المسيرة.
وقالت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون في بيان مشترك صدر في ختام اجتماع عقدته في الرياض مجموعة العمل التابعة للطرفين حول إيران، إن "جميع المشاركين حضوا الحكومة الإيرانية الجديدة على اغتنام الفرصة الدبلوماسية" المتمثلة في المفاوضات المقرر استئنافها في فيينا قريباً والرامية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، "للحيلولة دون اندلاع نزاع وأزمة".
وأعرب ممثلو الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت في بيانهم المشترك، عن أسفهم لأن "إيران خطت خطوات لا تلبي أي احتياجات مدنية لكنها قد تكون مهمة لبرنامج أسلحة نووية".
ومن المقرر أن تُستأنف في 29 نوفمبر الحالي في فيينا، المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق الذي أبرمته في عام 2015، طهران والدول الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني.
السياسات العدوانية
وشجب البيان الأميركي - الخليجي المشترك "السياسات العدوانية والخطيرة" التي تمارسها طهران، بما في ذلك "النشر والاستخدام المباشر للصواريخ البالستية المتطوّرة" وللطائرات المسيّرة.
كما حذّر البيان من أن "دعم إيران لميليشيات مسلّحة في المنطقة وبرنامجها للصواريخ البالستية يشكّلان تهديداً واضحاً للأمن والاستقرار".
وأبلغت دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع الرياض، الولايات المتحدة "بالجهود التي تبذلها لبناء قنوات دبلوماسية فاعلة مع إيران" ترمي إلى تهدئة التوترات.
وذكّر المشاركون في اجتماع الرياض، في بيانهم المشترك، إيران بفوائد تحسين العلاقات مع جيرانها العرب، والفوائد الإضافية التي ستتأتّى من رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها إذا ما نجحت مفاوضات فيينا.
لكن البيان حذّر من أن "هذه الجهود الدبلوماسية ستفشل إذا ما استمرت إيران في التسبّب بأزمة نووية".
إيران والوكالة الدولية
من جهة أخرى، رفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية احتمال أن تكون كاميراتها للمراقبة استُخدمت من جانب منفذي هجوم على موقع نووي إيراني في يونيو (حزيران)، كما قالت إيران، بحسب تقرير اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء 17 نوفمبر (تشرين الثاني).
وجاء في التقرير أن المدير العام للوكالة الأممية رافايل غروسي "يرفض بشكل قاطع فكرة أن تكون كاميرات الوكالة قد لعبت دوراً لمساعدة طرف آخر في شن هجوم على مجمع تيسا في كرج"، قرب طهران.
وكانت السلطات الإيرانية أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها "تحقق لتحديد ما إذا كان الإرهابيون قد استخدموا" معدات الوكالة.
وفي 23 يونيو أعلنت طهران إحباط عملية "تخريب" نسبت إلى إسرائيل كانت تستهدف أحد مباني المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.
وقد تحطمت إحدى الكاميرات وتضررت أخرى بشدة جراء الحادثة، وترغب الوكالة في إجراء إصلاحات.
وتعتبر طهران هذا الموقع غير "مشمول" بالاتفاق المبرم في سبتمبر (أيلول)، بشأن صيانة معدات مراقبة وكاميرات منصوبة في منشآت نووية إيرانية.
منع المفتشين من دخول ورشة مهمة
في هذا الوقت، لفتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير إلى أن إيران لم تسمح بعد لمفتشيها بإعادة تركيب كاميرات مراقبة في ورشة لمكونات أجهزة الطرد المركزي في كرج، على الرغم من أهمية هذا الأمر لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، ومع اقتراب موعد المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إحياء الاتفاق النووي في 29 نوفمبر. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن عدم قدرتها على إعادة تركيب الكاميرات أعاق مهمتها في مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية.
وجاء في التقرير السري للوكالة أن "هذا الأمر يؤثر بشكل خطير في قدرة الوكالة على استعادة استمرارية المعرفة بما يجري في ورشة العمل، والتي جرى التسليم على نطاق واسع باعتبارها ضرورية في ما يتعلق بالعودة للاتفاق النووي".
وتصنع ورشة العمل بمجمع "تيسا" في كرج مكونات أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم.
دوافع سياسية
إيرانياً، قالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، الأربعاء، إن إيران ترفض تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في شأن أنشطة طهران النووية، وتعتبره "ذا دوافع سياسية"، ودعت الوكالة أعضاء مجلس محافظي الوكالة إلى "الكف عن الإدلاء بتعليقات متسرعة".
مدير الوكالة الذرية يزور طهران
وسط هذه الأجواء، يبدأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، الإثنين، زيارة إلى طهران وفق ما أعلن مسؤول إيراني الأربعاء، في يوم كشفت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن إيران تواصل زيادة مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب.
وتتزامن زيارة غروسي مع بدء الاجتماع الدوري لمجلس محافظي الوكالة في فيينا، وقبل أسبوع من عودة طهران والقوى الدولية لطاولة المحادثات الهادفة إلى إحياء اتفاق 2015 الذي حد من أنشطة إيران النووية، قبل أن تنسحب الولايات المتحدة منه في 2018.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأبدى غروسي، الأسبوع الماضي، استغرابه من عدم وجود تواصل مع مسؤولين سياسيين في طهران منذ تولي حكومة الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي مهماتها في أغسطس (آب).
وعلق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الإثنين، بتأكيد دعوة المسؤول الدولي إلى زيارة طهران.
اتفاق بين الطرفين
وأفاد المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي بأن غروسي "سيصل طهران مساء الإثنين، ويلتقي الثلاثاء رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي ووزير الخارجية" حسين أمير عبداللهيان، وفق وكالة "فارس".
وشدد كمالوندي على أن زيارة غروسي تأتي ضمن "التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وستكون هذه الزيارة الثانية لغروسي منذ تولي حكومة رئيسي مهماتها، علماً بأن زيارته الأولى اقتصرت على لقاء مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وشهدت تلك الزيارة التي جرت في 12 سبتمبر التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بشأن صيانة معدات مراقبة وكاميرات منصوبة في منشآت نووية، إلا أن الوكالة الدولية شكت بعد أيام على إبرام الاتفاق من منعها من دخول "ضروري" إلى منشأة كرج، مشيرة إلى أنها كانت من ضمن اتفاق الصيانة، إلا أن طهران نفت ذلك، وأكدت أن المنشأة لا تزال مشمولة بتحقيق في محاولة تخريب تعرضت لها في يونيو الماضي، واتهمت إيران اسرائيل بالضلوع فيها.