تأخذ الأزمة في السودان مساراً تصاعدياً عقب يوم الأربعاء الدامي، 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي راح ضحيته ما لا يقل عن 15 قتيلاً وأكثر من 80 جريحاً خلال مواكب "مليونية إسقاط العسكر" التي دعت إليها تنسيقيات لجان المقاومة في البلاد.
وما زالت ردود أفعال تتواتر محلياً ودولياً بسبب العنف المفرط الذي استخدمته القوات الأمنية ضد المتظاهرين، في وقت واصل المحتجون في العاصمة السودانية المثلثة تظاهراتهم ومواكبهم المنددة بالانقلاب العسكري حتى ليل الخميس الجمعة، فضلاً عن إغلاق الشوارع بالمتاريس.
وأكدت الشرطة السودانية أن قواتها استخدمت الحد الأدنى من القوة والغاز المسيل للدموع، نافية استخدام السلاح الناري مطلقاً، ما أثار غضب الشارع بشكل واسع، باعتباره تنصلاً من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، في ظل ما ظهر من فيديوهات موثقة لعمليات القتل، فضلاً عما نقلته القنوات التلفزيونية من مشاهد حية ومباشرة لاستخدام العنف ضد المتظاهرين.
وتعهد محتجون بتصعيد الاحتجاجات فيما تتصاعد المخاوف من احتمال وقوع مزيد من المواجهات.
"عملية واسعة" تشمل 4 محافظات يمنية
أما تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، فأعلن بدء "عملية واسعة" ضد أهداف عسكرية في أربع محافظات يمنية، شملت "منشأة سرية لخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني" بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران، طالباً من المدنيين عدم الاقتراب من المواقع المستهدفة.
وكشف التحالف العربي عن مقتل أكثر من 90 عنصراً من ميليشيات الحوثي، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في غارات جديدة على مناطق من محافظتي مأرب والبيضاء (شرق البلاد).
وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، إنه نفذ "عملية واسعة لأهداف عسكرية مشروعة استجابة للتهديد الباليستي والطائرات المسيرة".
الضربات الجوية، وفقاً للتحالف، شملت أهدافاً بمحافظات صنعاء، وذمار، وصعدة والجوف (شمال اليمن).
عن المواقع التي شملتها الغارات، قال البيان إنه استهدف "منشأة سرية لخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني متورطين بالهجمات العدائية"، من دون مزيد من التفاصيل.
بالإضافة إلى تدمير ورش ومخازن للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومنظومات اتصالات.
وأوضح أن الغارات التي جرى شنها أدت إلى "تدمير 22 من الآليات العسكرية ومنظومة دفاع جوي لميليشيات الحوثي".
ولا تعترف إيران بدعم الحوثيين عسكرياً في المعارك التي يخوضونها للهيمنة على البلاد.
عقوبات أميركية
هذا وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس 18 نوفمبر، عقوبات على المسؤول العسكري الحوثي صالح مسفر الشاعر، استناداً إلى "أساليب غير قانونية" قام بتنفيذها.
وجاءت عقوبات وزارة الخزانة بعد ما يزيد قليلاً على أسبوع من إدراج مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ثلاثة من قادة ميليشيات الحوثيين على قائمة سوداء.
وقالت وزارة الخزانة إن "الشاعر أشرف على مصادرة الحوثيين ممتلكات في اليمن تقدر بأكثر من 100 مليون دولار، مستخدماً مجموعة متنوعة من الأساليب غير المشروعة بما يشمل الابتزاز".
ووصفت الوزارة الشاعر بأنه حليف مقرب من زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي.
وأضافت أنه سيترتب على العقوبات تجميد ممتلكات الشاعر ومصالحه في الولايات المتحدة أو التي بحوزة أشخاص أميركيين، مع ضرورة الإبلاغ عنها في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة.
خلية تمويل "حزب الله"
وفي الكويت، أمرت النيابة بحبس 18 متهماً في قضية تمويل "حزب الله" اللبناني، فيما أعلن في وقت سابق تفكيك خلية للميليشيات المنتمية لإيران.
وذكرت صحيفة "القبس" أن "النيابة العامة قررت حبسهم 21 يوماً، وإيداعهم السجن المركزي على ذمة التحقيق". وأضافت أنهم متهمون في "ثلاث تهم أمن دولة، وهي الانضمام إلى حزب محظور، وغسل الأموال، والتخابر".
وتسعى "اندبندنت عربية" للحصول على تعليق من وزارة الداخلية الكويتية ومحامي المتهمين.
اتهامات جنائية لإيرانيين
وفيما يخص الانتخابات الرئاسة الأميركية، فقد أعلنت الولايات المتحدة، الخميس 18 نوفمبر، توجيه اتهامات جنائية لإيرانيين اثنين متهمين بشن حملة إلكترونية للتدخل في انتخابات عام 2020.
ويواجه كل من سيد محمد حسين موسى كاظمي البالغ 24 سنة، وسجاد كاشيان البالغ 27 سنة، اتهامات بالحصول على معلومات سرية عن عملية التصويت في الولايات المتحدة من موقع إلكتروني انتخابي واحد في الأقل في الولايات المتحدة.
والاثنان متهمان أيضاً بإرسال رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني لإثارة ذعر الناخبين وإرسال مقطع فيديو يحتوي على معلومات مضللة حول نقاط الضعف المزعومة في النظام الانتخابي.
وتزعم لائحة الاتهام أنهما تمكنا أيضاً من اختراق شبكة الكمبيوتر الخاصة بشركة أميركية في إطار خطة لنشر مزاعم كاذبة حول الانتخابات، لكن تم إحباط المؤامرة بفضل تدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي والشركة التي لم تحددها لائحة الاتهام بالاسم.
تقرير مقلق بشأن إيران
أما بالنسبة إلى الملف النووي الإيراني، فقد قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس 18 نوفمبر، إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران مقلق للغاية، مضيفةً أنه يتعين على مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن يبعث برسالة قوية لطهران في اجتماعه الأسبوع المقبل.
وأصدرت الوكالة الدولية تقارير مفصلة عن خلافاتها مع إيران، بدءاً من المعاملة الخشنة مع مفتشيها ووصولاً إلى عدم السماح لهم بإعادة تركيب كاميرات تعتبرها الوكالة "ضرورية" من أجل إحياء الاتفاق النووي.
في الأثناء، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الخميس، إن الولايات المتحدة لم تغير نهجها بشأن العقوبات على إيران قبل المحادثات النووية.
ومن المقرر استئناف المفاوضات غير المباشرة في فيينا بين إيران والولايات المتحدة يوم 29 نوفمبر بهدف إحياء الاتفاق المبرم عام 2015.
تظاهرات في أصفهان
أيضاً في إيران حيث تظاهر الآلاف من محافظة أصفهان الجمعة، احتجاجاً على شح المياه وجفاف مياه نهر رئيس في المدينة التاريخية التي تحمل الاسم نفسه، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي.
وقال مراسل القناة، وهو يتحدث مباشرة من قرب مكان التجمع في مجرى النهر الجاف، "آلاف الأشخاص من أصفهان، مزارعون من غرب المحافظة وشرقها، تجمّعوا في مجرى نهر زاينده رود مع مطلب أساسي: إعادة جريان مياهه".
ونظم المزارعون سلسلة احتجاجات بدءاً من التاسع من نوفمبر، على توقف مياه النهر، لأسباب عدة منها الجفاف، إلا أن التجمع الجمعة كان الأضخم من حيث حجم المشاركة.
وكان النهر يعد نقطة استقطاب في أصفهان، خصوصاً لعبوره أسفل "سي وسه بُل" (جسر الثلاثة والثلاثين) التراثي.
الانتخابات الليبية
وإلى ليبيا، حيث انضم مسؤولون سابقون ورجال أعمال لخوض معركة الرئاسة التي انطلقت الأسبوع الماضي.
وأعلن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح عيسى، الأربعاء 17 نوفمبر، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة نهاية الشهر المقبل، بعد أيام على إعلان المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق البلاد وسيف الإسلام القذافي، نجل العقيد معمر القذافي ترشحهما للانتخابات المقررة بعد أقل من 40 يوماً.
وبدأت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا وضع اللمسات الأخيرة استعداداً للمرحلة الحاسمة وبدء عملية الاقتراع، وسط إقبال كبير على الترشح للسباق الانتخابي، بشقيه الرئاسي والتشريعي، وعزوف نسبي من الناخبين المسجلين لتسلم بطاقاتهم الانتخابية.
مع العلم أنه لا تزال هناك أصوات رافضة إقامة الانتخابات في مواعيدها المقررة، لا سيما في ظل رفض كثيرين القوانين الانتخابية التي يرون أنها لم تعتمد بشكل قانوني وتوافقي.
عقار قائم على الأجسام المضادة
صحياً، أعلنت شركة الأدوية العملاقة "أسترازينيكا" عن تجارب سريرية متقدمة وناجحة على عقار قائم على الأجسام المضادة ضد "كوفيد-19" لدى المرضى المعرضين لمخاطر عالية.
وبذلك يحذو المختبر البريطاني - السويدي حذو المختبرين الأميركيين ميرك وفايزر اللذين أعلنا على التوالي في أكتوبر (تشرين الأول) وأوائل نوفمبر أنهما يطوران أدوية تتيح الوقاية من الأشكال الحادة للإصابة بالفيروس يتوجب تناولها مع ظهور أول الأعراض.
وقالت شركة "أسترازينيكا" في بيان إن المتابعة التي استمرت ستة أشهر لتجربة أولى تمثلت في حقن جرعة من 300 ملغ من عقار "إي زي دي 7442" قد "أظهرت انخفاضاً بنسبة 83 في المئة في خطر" تطوير شكل من أشكال الإصابة بـ"كوفيد".
وأضافت "لم يُسجل أي شكل خطير من المرض ولا أي وفاة" مرتبطة بـ"كوفيد" أثناء الاختبار.
كما أفادت دراسة أميركية بأن أول حالة معروفة لـ"كوفيد-19" كانت لبائع في سوق في مدينة "ووهان" الصينية، وليس محاسباً تبين أن ليس له صلة بالسوق، ولكن حالته أسهمت في التكهنات بأن الفيروس قد يكون قد تسرب من مختبر.
واستبعدت دراسة مشتركة أجرتها الصين ومنظمة الصحة العالمية، العام الحالي، نظرية أن يكون كورونا قد نشأ في المختبر، قائلة إن الفرضية الأكثر ترجيحاً هي أن العدوى انتقلت إلى البشر بشكل طبيعي، ربما عن طريق التجارة في الحيوانات البرية.
أزمة المهاجرين
حض وزراء خارجية دول مجموعة السبع بيلاروس، الخميس، على وضع حد لأزمة الهجرة عند حدودها مع بولندا، متهمين إياها بإثارة الأزمة عمداً وتعريض حياة الناس للخطر.
واتهمت بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بترتيب عملية الهجرة غير الشرعية عبر حدودها.
وفي بيان وقع عليه الاتحاد الأوروبي أيضاً وصدر عن حكومة لندن، قال الوزراء "تعرض هذه الأفعال الفظة حياة الناس للخطر". وأضاف "نقف صفاً واحداً في تضامننا مع بولندا، كما مع ليتوانيا ولاتفيا، التي استهدفت جميعها بهذا الاستخدام الاستفزازي للهجرة غير النظامية كتكتيك مصطنع".
وأفاد "ندعو النظام إلى الوقف الفوري لحملته العدوانية والاستغلالية من أجل منع المزيد من الوفيات والمعاناة".
وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لوَّحا، الإثنين، بفرض عقوبات جديدة على نظام بيلاروس، وأبدت بروكسل عدم ثقتها بالتطمينات التي قدمتها مينسك بشأن إعادة المهاجرين الموجودين في خيام عند الحدود البولندية "إلى بلادهم"، بعد أن اتهمتها بتدبير تدفقهم.
وعبر مكبرات الصوت عمد حرس الحدود البولنديون إلى تحذير مئات المهاجرين المحتشدين عند معبر بروسغي البيلاروسي المقابل لبلدة كوزنيتسا البولندية، "انتبهوا! العبور غير الشرعي للحدود ممنوع. قد تتعرضون لملاحقات جزائية".
وفي وقت حذرت بولندا من أن أزمة المهاجرين عند حدود الاتحاد الأوروبي مع بيلاروس "قد تستمر أشهراً إن لم يكن سنوات"، أعلنت مينسك أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اتفقا على بدء مفاوضات على مستوى أوروبي.
وقال المكتب الإعلامي للرئيس البيلاروسي في بيان، الأربعاء 17 نوفمبر، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "بيلتا"، إن ميركل ولوكاشينكو اتفقا على أن "المشكلة بمجملها تعود إلى مستوى علاقات بيلاروس والاتحاد الأوروبي"، وعلى أن "يجري مسؤولون يعينون من الطرفين مفاوضات على الفور"، وورد في البيان أن "رغبة اللاجئين في التوجه إلى ألمانيا ستدرس في هذا الإطار"، وتحدث لوكاشينكو وميركل، الأربعاء، في اتصال هاتفي هو الثاني خلال ثلاثة أيام.
أما بريطانيا فقد أرسلت قوات إلى بولندا للمساعدة في تأمين حدود شريكتها هذه في حلف الناتو مع بيلاروس، فيما تفاقمت أزمة المهاجرين التي تهدد بجر قوى إقليمية ودولية رئيسة إليها، وبقي آلاف الناس عالقين على حدود الدولة الأوروبية الشرقية في طقس جليدي.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية يوم الجمعة إنها قد نشرت "فريقاً صغيراً من القوات المسلحة" في بولندا "لمعالجة الوضع المستمر على حدود بيلاروس".