تأثرت سوق الأسهم السعودية (تداول) خلال الجلسات الأخيرة، ليتراجع مؤشرها الرئيس نحو خمسة في المئة أو ما يعادل 539 نقطة في أول جلستين من الأسبوع الحالي. وحدد محللون ماليون أسواق المال أربعة أسباب رئيسة وراء التراجعات المتوالية التي سجلتها السوق السعودية، أبرزها هبوط أسعار النفط، وعمليات جني الأرباح بعد المكاسب الكبيرة للأسهم، إضافة إلى تخوف المتداولين من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلى جانب عودة شبح الإغلاقات بسبب تفشي فيروس كورونا، لا سيما في دول أوروبية مثل النمسا وألمانيا. وهبطت البورصة السعودية، الإثنين، للجلسة الثالثة على التوالي، مسجلة أدنى إغلاق خلال ثلاثة أشهر، والواقع عند 11172 نقطة، لتتراجع بنسبة 2.7 في المئة وهي أعلى وتيرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020. وخلال جلستي الأحد والإثنين، فقد المؤشر السعودي (تاسي) ما نسبته 4.6 في المئة إلى 11172 نقطة من 11710.45 نقطة الخميس الماضي، متخلياً عن حاجز 11700 نقطة الذي أنهى عنده تداولات الشهر الماضي. وخلال جلسات الأسبوع الماضي، فقد المؤشر السعودي (تاسي) ما نسبته 1.5 في المئة إلى 11710.45 نقطة من 11898.94 نقاط الخميس قبل الماضي متخلياً عن حاجز 11800 نقطة.
تراجع النفط
وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة "مضاء للاستثمار" ثامر السعيد، إن "سبب تراجع السوق السعودية يعود إلى أمرين رئيسين، الأول هبوط أسعار النفط والذي تعمق بأنباء عن قيام الولايات المتحدة والصين بالسحب من الاحتياط الاستيراتيجي من الخام لتهدئة أسعار الطاقة إلى جانب مخاوف من إغلاق عالمي محتمل، والثاني هو تصاعد بعض التوترات الجيوسياسية في المنطقة والذي تسبب في زيادة القلق بين المستثمرين". وتابع السعيد، "واصلت سوق الأسهم هبوطها متأثرة في المقام الأول بضعف أسعار النفط التي فقدت مستوى 80 دولار للبرميل أواخر الأسبوع الماضي، ومازالت تثير موجة هبوط حادة، الأمر الذي دفع المؤشر العام إلى تسجيل خسارة بأكثر من أربعة في المئة خلال جلستين فقط". وأضاف أن هذا التراجع جاء بضغط من جميع القطاعات ومعظم الأسهم وخصوصاً أسهم البتروكيماويات والطاقة، تزامناً مع هبوط أسعار النفط، والتي أثرت في نفسية المتعاملين بعد الارتفاعات القياسية أخيراً، وزادت السوق من حدة تراجعها بعد كسر الدعم، مما دفع المتعاملين إلى البيع لوقف الخسارة وجني الأرباح.
حركة تصحيح
من جانبه، علق المحلل المالي السعودي محمد الشميمري بأنه "من الطبيعي أن تكون هناك حركة تصحيح لمؤشر السوق السعودية اليوم، لا سيما أن الهبوط أتى بسبب دخول الأسهم القيادية في مرحلة جني أرباح، وفي صدارتها أسهم قطاع البنوك والراجحي تحديداً، ذو الوزن النسبي الكبير في المؤشر".ولفت الشميمري إلى أن التراجع دفع "تاسي" إلى التخلي عن مستويات مهمة من الناحية الفنية، وتزامن ذلك مع نزول أسعار النفط تحت مستوى 80 دولاراً بعد أنباء عن تخوفات بعودة إغلاقات كورونا، وخصوصاً في بعض الدول الأوروبية، حيث أعلنت النمسا عودتها لضوابط الإغلاق الخاصة بالجائحة وكذلك تفكر ألمانيا."
اتجاه هبوطي
بدوره، أكد المحلل المالي والاقتصادي عبدالله الجبلي أن هبوط أسعار النفط الأسبوع الماضي واستكمال الأداء الهبوطي في مطلع تعاملات الأسبوع الحالي دفعا مؤشر "تاسي" السعودي للتراجع إلى مستوى بالقرب من 11 ألف نقطة، وهي القمة التي وصل إليها عام 2008، وهو عام الأزمة المالية العالمية، وإذا حاول المؤشر الثبات فوقها فسيعود إلى مستوى 11700 نقطة، وإن لم يستطع ذلك فسيتراجع إلى مستوى 10600 نقطة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى ذلك، قال المحلل الفني في أسواق المال والأسهم بدر الدرزي، إن الهبوط والتصحيح كان مستحقاً للسوق السعودية خلال الجلستين الماضيتين، ليأتي ذلك بالتزامن مع تراجع جماعي في أداء بورصات الخليج، متوقعاً أن تستمر أسواق المال في المنطقة بالتذبذب إلى أن تبدأ رحلة الصعود مرة أخرى مطلع العام المقبل.
جني أرباح
وفي السياق نفسه، قال رئيس قسم التحليل الفنى فى شركة عكاظ لتداول الأوراق المالية أحمد أبو اليزيد، إنه من الطبيعي أن تحدث عملية جني أرباح في السوق السعودية بعد رحلة صعود استمرت قرابة تسعة شهور، استطاع المؤشر خلالها الارتفاع بنسبة قاربت 82 في المئة، من 6602 نقطة إلى 12000 نقطة. وأوضح أبو اليزيد أن صعود المؤشر جاء بدعم ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى 86 دولاراً للبرميل، ثم بدأت أسعار النفط في التراجع، ومن هنا بدأت السوق تشهد تراجعات لأنها ترتبط ارتباطاً طردياً قوياً مع النفط، وكذلك تأثرت السوق من التوترات الجيوسياسية في المنطقة.