قال وزير الدفاع اليمني، الفريق محمد المقدشي، إن القوات المسلحة والمقاومة الشعبية بدعم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، "تمثّل اليوم المشروع العربي في وجه مخططات التوسع الفارسية والأطماع الاحتلالية في اليمن"، مؤكداً أن "الأمة العربية تخوض اليوم معركة قادسية جديدة على أرض اليمن"، في إشارة إلى الدور الإيراني في الحرب الجارية ضد الحكومة الشرعية ودعمها الميليشيا الحوثية.
جاء ذلك خلال تفقده مع وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أمس الأربعاء، الخطوط الأمامية للجيش والمقاومة الشعبية في المنطقة العسكرية السابعة، (بمحافظة مأرب) للاطلاع على سير العمليات القتالية ضد ميليشيا الحوثي التي تواصل هجومها الضاغط على مأرب، الذي دخل شهره العاشر، في محاولة للسيطرة على المدينة النفطية.
ولا تعترف إيران بدعم الحوثيين في المعارك القائمة، لكن ضبطت بين فترة وأخرى أسلحة إيران مهربة في طريقها إلى اليمن وسط رفض طهران، كما أوفدت سفيرا إلى صنعاء للتعامل مع الحكومة غير المعترف بها دوليا. وقد أعلن تحالف دعم الشرعية أن الحوثيين يستخدمون أسلحة إيرانية في اعتداءتهم على الأحياء المدنية في السعودية.
تلافي الخسائر
وفي مسعى لتلافي الخسائر الميدانية التي تكبدتها قوات الجيش في عدد من مديريات محافظتي شبوة ومأرب المتجاورتين، أخيراً، أكد وزير الدفاع، "قدرة الجيش على تغيير المعادلات وفرض الخيارات الوطنية وتلبية تطلعات اليمنيين في استعادة حقهم وحرياتهم واستقلال أرضهم وبناء مستقبلهم المنشود"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
مواجهة فارس
ولفت وزير الدفاع إلى أن "الشعب اليمني والأمة العربية يعولون على الجيش والمقاومة في تحرير صنعاء وكل التراب اليمني من الشرور الإيرانية"، مؤكداً ثقته "بتحقيق النصر وتهاوي المشروع الفارسي".
قطع الأذرع الإيرانية
وعلى وقع الغارات الجوية التي تغطي سماء مأرب لمنع تسلل الأنساق الحوثية التي لا تتوقف عن مهاجمة المحافظة الاستراتيجية، أشاد كل من المقدشي والإرياني بـ"جهود ومواقف الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ومساندتهم الدائمة العمليات العسكرية، ووقفتهم الأخوية إلى جانب الشعب اليمني وحكومته لاستعادة دولته وسلامته وسيادته، وقطع الأذرع الإيرانية المتربصة بأمن اليمن، ومواجهة أطماع فرض الهيمنة على المنطقة وتهديد المصالح الحيوية العالمية".
"أداة رخيصة"
وفي اللقاء الذي ضم قادة الألوية والوحدات القتالية وقيادة المقاومة، قال الإرياني إن ميليشيات الحوثي "هي مجرد أداة رخيصة لتنفيذ مخططات أسيادها في طهران والضاحية" الجنوبية لبيروت، في إشارة إلى حزب الله.
وأضاف أن "المعركة التي نخوضها اليوم هي من أقدس وأنبل المعارك في تاريخ اليمن، وليست معركة قبيلة أو محافظة أو حزب أو فئة، بل معركة كل اليمنيين وكل العرب"، داعياً كل الأحزاب والمكونات والقيادات السياسية والوطنية والإعلاميين "لتقدير تضحيات المقاتلين في الميدان وتوحيد الجهود ورص الصفوف في هذه المعركة المصيرية".
سياسي بموازاة العسكري
وبموازاة الحشد العسكري، طالبت الشرعية اليمنية بممارسة "ضغط سياسي" على ميليشيات الحوثي من خلال "إدراجهم على قوائم الإرهاب الدولية".
وفي سلسلة تغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال الوزير الإرياني إن حديث قيادات جماعة الحوثي المسلحة عن تصعيد عسكري ضدها مثير للسخرية والشفقة، إضافة إلى كونه تأكيداً لانكسار مخططاتها، وهزائمها المذلة، وحالة الهلع والخوف التي تنتابها.
وأضاف أن "اليمنيين والعالم كله بات يدرك موقف ميليشيا الحوثي الرافض للسلام، وتقويضها كل جهود التهدئة ووقف إطلاق النار تنفيذاً للإملاءات الإيرانية، ومضيها في نهج التصعيد السياسي والعسكري وبالأخص في جبهات محافظة مأرب، واستمرار هجماتها الإرهابية على الأعيان المدنية في المناطق المحررة والجارة".
وقال إن "المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي مطالبون بإدراك هذه الحقائق، وتقديم دعم حقيقي للحكومة الشرعية في معارك استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وممارسة أقصى الضغوط السياسية على ميليشيا الحوثي، وإدراجها في قوائم الإرهاب الدولية، وفرض العقوبات المشددة على قياداتها". وترفض إيران تهم تزويدها الحوثيين بعتاد عسكري، إلا أن التحالف العربي والحكومة اليمنية أعلنا مرات عدة استهداف خبراء إيرانيين وتابعين لحزب الله، كما يعلن النظام الايراني ووكلاؤه في المنطقة عن دعمهم الاعلامي والسياسي الصريح للمليشيا الحوثية.
ثمار توحيد الصف
وفيما تواصل ميليشيات الحوثي ضغطها المسلح لتضييق الخناق على محافظة مأرب من جهاتها الجنوبية تقابلها استماتة لقوات الجيش والمقاومة الشعبية للدفاع عن آخر مناطق نفوذ الحكومة الشرعية شمالاً، لفتت السواحل الغربية للبلاد أنظار اليمنيين مجدداً بعد تحقيق القوات المشتركة انتصارات نوعية في عدد من مديريات محافظة الحديدة المطلة على مياه البحر الأحمر بعد قرابة ثلاثة أعوام من توقف العمليات العسكرية على تخوم مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، إثر توصل الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي إلى اتفاق "ستوكهولم" الذي نصت أبرز بنوده على "وقف إطلاق النار في الحديدة، وانسحاب القوات العسكرية لكل الأطراف" أواخر عام 2018، برعاية من الأمم المتحدة.
وحققت القوات المشتركة هناك تقدماً ميدانياً تجاوز مناطق الحديدة إلى عمق المرتفعات الشرقية للبلاد في كل من محافظتي تعز وإب.
ولهذا، ثمَّن مجلس الوزراء اليمني في اجتماع عقده بالعاصمة المؤقتة عدن، الأربعاء، الدعم والإسناد العسكري المقدم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، لمساندة الشعب اليمني في المعركة الوجودية والمصيرية ضد مشروع إيران الدموي والتخريبي، الذي يستهدف أمن واستقرار اليمن والمنطقة ويهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وأثنى على الانتصارات التي تحققها القوات المشتركة في جبهات جنوب الحديدة وغرب تعز ضد ميليشيا الحوثي، وآخرها تحرير كامل مديرية حيس، ومناطق في مديريتي جبل راس والجراحي، إضافة إلى مواقع في مديرية مقبنة غرب تعز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد المجلس، في بيان صادر عن الاجتماع، أن "هذه الانتصارات هي ترجمة لدعوات توحيد الصف الوطني وتوجيه المعركة نحو عدو اليمنيين والعرب جميعاً والمتمثل في ميليشيا الحوثي".
كر وفر
يأتي هذا فيما تتواصل المعارك العنيفة على أطراف مأرب التي تعد أهم المعاقل العسكرية والسياسية والاقتصادية للحكومة الشرعية، في مناطق ذنة والجوبة والبلق والروضة والعمود وأم ريش والخشينة، متخذة أسلوب "الكر والفر"، عقب أسابيع من إحداث الميليشيا خرقاً عسكرياً فادح الكلفة نحو "محافظة السد" التاريخية من جهاتها الجنوبية عبر بيحان وحريب والعبدية والجوبة، انطلاقاً من محافظة البيضاء.
والثلاثاء الماضي، نقل المركز الإعلامي للجيش اليمني عن قيادات ميدانية في الجيش قولها، إن الميليشيات دفعت المئات من عناصرها إلى حتفهم في مواجهات هي الأعنف، مؤكدة أن الحوثيين تكبدوا خسائر بشرية كبيرة، إضافة إلى تدمير آليات عسكرية واستهداف تعزيزات كانت في طريقها إلى جبهتي ذنة وأم ريش.
ومنذ فبراير (شباط) الماضي، تشهد جبهات مأرب معارك متواصلة، مع استمرار ميليشيات الحوثي في حشد معظم قواتها في محاولة للسيطرة على كامل المحافظة الغنية بالنفط، الواقعة على بعد 120 كيلومتراً شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش نحو مليوني نازح، في ظل مقاومة شديدة من الحكومة اليمنية والمقاومة الشعبية.
مواصلة الزحف
من جهة أخرى، أكد الحوثيون الأسبوع الماضي أنهم سيواصلون محاولة التقدم نحو مدينة مأرب على الرغم من الخسائر البشرية والمادية الكبرى في صفوفهم.
وقال المتحدث باسم الجناح العسكري للجماعة الموالية لإيران، يحيى سريع، بحسب ما نقلت عنه قناة "المسيرة" المتحدثة باسم الميليشيا، "إذا كان العدو يعتقد أن طيرانه الحربي سيحد من تقدم قواتنا أو يكسر من عزائم جنودنا ومجاهدينا فهو يتوهم".
وتحدث عن عمليات هجومية نفذتها قواته في محيط مأرب أدت إلى "مقتل وإصابة وأسر 1840 في صفوف العدوان، بينهم 550 قتيلاً و1200 مصاب و90 أسيراً".
نزوح لا يتوقف
وتسببت العمليات العسكرية في مأرب في سقوط المئات من الضحايا المدنيين، إضافة إلى تجدد موجات كبيرة من النزوح القسري للسكان المحليين نحو مناطق بعيدة عن المواجهات في ظل فقر متفشٍّ وظروف إنسانية صعبة، وسط مخاوف دولية متزايدة من سقوط ضحايا آخرين مع تصاعد وتيرة الهجوم الحوثي على المدينة التي يقطنها أكثر من مليوني شخص، وفقاً لإحصاءات رسمية.
وتدور الحرب في اليمن بين الحكومة الشرعية التي يساندها منذ عام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين انقلبوا على السلطة والدولة وسيطروا على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها من بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
وما زال نحو 3.3 مليون شخص نازحين، بينما يحتاج 24.1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مراراً أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.