بعد خمسة أشهر من تعليقها، استؤنفت المحادثات الدولية في شأن البرنامج النووي الإيراني، الاثنين، بفيينا في ظل أجواء اعتُبرت "إيجابية" على الرغم من استمرار وجود عقبات عدة أمام إحياء الاتفاق المبرم عام 2015.
واستمر الاجتماع الذي استهلّ جولة المباحثات الجديدة ما يزيد قليلاً على ساعتين في قصر كوبورغ بالنمسا، حيث أبرم الاتفاق. وقال الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا الذي يرأس المفاوضات، إنه على الرغم من "الظروف الصعبة، فإن ما رأيته اليوم يدفعني لأن أكون إيجابياً للغاية".
وأوضح أن "الخبراء سيواصلون العمل خلال الأيام القليلة المقبلة بشعور بالإلحاح لإحياء اتفاق 2015، لكنه رفض إعطاء موعد نهائي لأن المسائل المطروحة (معقدة)".
ويوجد قسمان في المحادثات، وهما التزامات طهران النووية، ورفع العقوبات الأميركية. وأكدت إيران "عزمها على التوصل إلى اتفاق عادل"، مشيرة إلى "جو مهني وجاد" في المحادثات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن هدف الولايات المتحدة هو عودة إيران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي.
وأعاد البيت الأبيض، الاثنين، تأكيد أنه "يعطي الأولوية للدبلوماسية" في الملف، لكن المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي حذّر قبل وصوله إلى فيينا، من أنه في حال أبدى الإيرانيون "تقاعساً (...)، فعندئذٍ لن نكون بالطبع مستعدين للجلوس مكتوفي الأيدي".
وأضاف لإذاعة "ناشيونال بابلك راديو" الوطنية العامة الأميركية في وقت سابق من الأسبوع، "إذا كانوا ماضين في تسريع وتيرة برنامجهم النووي (...) فلن نقف مكتوفي الأيدي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مبعوث الصين: على أميركا رفع العقوبات
من جانبه، قال المبعوث الصيني إلى المحادثات النووية الإيرانية، إن على الولايات المتحدة رفع جميع العقوبات التي لا تتماشى مع اتفاق إيران النووي، بما في ذلك تلك العقوبات التي تطبق على الصين.
وقالت بعثة الصين الدائمة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى على "تويتر"، "شدد السفير وانغ تشون في اجتماع اللجنة المشتركة اليوم لخطة العمل الشاملة المشتركة على أن الحوار والمفاوضات الطريق الصحيح الوحيد لتسوية القضية النووية الإيرانية، ويجب على الولايات المتحدة رفع جميع العقوبات غير المتماشية مع خطة العمل الشاملة المشتركة ضد إيران وأطراف ثالثة، منها الصين". وخطة العمل الشاملة المشتركة هي الاسم الرسمي لاتفاق 2015.
ماكرون يدعو إيران إلى استئناف التزاماتها النووية
وجدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوته لإيران إلى الانخراط "بشكل بنّاء" في المحادثات النووية، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، وفق ما أفاد قصر الإليزيه.
وأشار ماكرون إلى أن هدف باريس هو "عودة إيران إلى الاحترام الكامل لجميع التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق"، وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية.
وأضاف الإليزيه، أن الرئيس الفرنسي "شدد على ضرورة أن تنخرط إيران بشكل بنّاء في هذا الاتجاه حتى تقود المحادثات إلى عودة سريعة إلى الاتفاق".
وشدد ماكرون خلال اتصاله مع الرئيس الإيراني المحافظ أن على طهران أن "تعود من دون تأخير إلى احترام جميع التزاماتها وواجباتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تستأنف بسرعة التعاون الذي يمكن الوكالة من أداء مهمتها".
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قد انسحب من الاتفاق الذي أدى إلى رفع عقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية. وأعاد ترمب فرض عقوبات على إيران التي وسعت بعد ذلك نطاق عملها النووي تدريجياً.