تترقب أسواق النفط اجتماع منظمة أوبك وحلفائها، اليوم الخميس، للاستقرار على سياسة واضحة إزاء التعامل مع مستجدات السوق، وسط تقلبات سعرية مرتفعة، والإفراج عن الاحتياطيات النفطية، ودراسة التداعيات المصاحبة لتفشي المتحورة الجديدة من كورونا.
وبحلول الساعة (10:07 بتوقيت غرينتش) غيرت أسعار النفط اتجاهها الهابط، لترتفع أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم فبراير (شباط) 2.37 في المئة، أو 1.63 دولار، ليسجل 70.5 دولار للبرميل.
بينما ارتفع خام غرب تكساس الأميركي تسليم يناير (كانون الثاني) 2.58 في المئة، أو 1.69 دولار، إلى 67.26 دولار.
وفي الشهر الماضي، سجلت الأسعار أكبر انخفاض شهري منذ بداية كورونا، بعد أن أثارت المتحورة الجديدة "أوميكرون" المخاوف من حدوث تخمة في المعروض النفطي.
كما فقدت أسعار النفط العالمية أكثر من عشرة دولارات للبرميل منذ الخميس الماضي، عندما أصابت أنباء ظهور "أوميكرون" المستثمرين بالصدمة.
ويعترض تكتل "أوبك+"، الذي يضم المنتجين الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، على المطالب الأميركية بزيادة إنتاج النفط لدعم الاقتصاد العالمي.
إرجاء القرار
أرجأت "أوبك" الأربعاء إصدار أي قرار بشأن سياسة الإنتاج إلى اجتماع تحالف "أوبك+" الأوسع نطاقاً، والمقرر له، الخميس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانتهى الاجتماع من دون أن يتخذ أي قرارات بشأن الإنتاج على أن تستمر المناقشات في اجتماعات "أوبك+"، وانطلقت اجتماعات "أوبك" وحلفائها، في وقت سابق، التي تستمر على مدى يومين لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستضخ مزيداً من النفط في السوق.
ويعمل التحالف تدريجياً على إنهاء تخفيضات الإمدادات القياسية البالغة عشرة ملايين برميل يومياً، ولا تزال هناك تخفيضات بنحو 3.8 مليون برميل يومياً سارية، ومن المقرر أن يعلن التحالف سياسة الإنتاج خلال يناير وما بعده، وإذا ما كان سيتم أي تعديل في خطة زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً، إذ من المنتظر أن يتم عقد الاجتماع الـ35 للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف منتجي "أوبك+" ثم يعقبه افتراضياً الاجتماع الوزاري الـ23 للتحالف.
زيادة محتملة ضمن خيارات أخرى
وقال مصدر في "أوبك+" إنه من المرجح أن يناقش وزراء المجموعة وقف زيادة مزمعة في إنتاج النفط في يناير كأحد الخيارات المطروحة خلال محادثات اليوم، وسط حالة عدم اليقين بشأن تأثير الجائحة في الطلب العالمي على النفط.
وقال المصدر لـ"رويترز"، "تسببت متحورة أوميكرون والتدخل الأميركي في سوق النفط في خلق وضع غامض" في إشارة إلى خطة واشنطن للسحب من احتياطياتها النفطية بهدف كبح الأسعار التي بلغت أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات في أكتوبر (تشرين الأول).
وعمد التجمع منذ أغسطس (آب) إلى إضافة 400 ألف برميل أخرى يومياً من الإنتاج إلى الإمدادات العالمية كل شهر، في إطار تقليصه تدريجياً التخفيضات القياسية المتفق عليها في عام 2020.
ومع ذلك، أدت السلالة الجديدة إلى تعقيد عملية صنع القرار، إذ يتوقع مراقبون أن "أوبك+" قد توقف هذه الإضافات مؤقتاً في يناير في محاولة لإبطاء نمو المعروض.
وتتسارع وتيرة انتشار المتحورة "أوميكرون" لتكون بصدد أن تصبح السلالة السائدة من فيروس كورونا في جنوب أفريقيا بعد أقل من أربعة أسابيع من اكتشافها لأول مرة هناك. وباتت الولايات المتحدة أمس الأربعاء أحدث دولة تسجل حالة إصابة بـ"أوميكرون" داخل حدودها.
وقالت روسيا والسعودية، وهما من أكبر الدول المنتجة في "أوبك+"، قبيل اجتماعات هذا الأسبوع، إنه ليست هناك حاجة إلى أن يقوم التحالف برد فعل غير محسوب، لتعديل سياسة الإنتاج، لكن بعض المحللين أشاروا إلى أن "أوبك+" قد تعلق خططاً لإضافة 400 ألف برميل يومياً للإمدادات في يناير المقبل.