ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن روسيا تستعد لشن هجوم على أوكرانيا يشارك فيه ما يصل إلى 175 ألف جندي اعتباراً من العام المقبل، مؤكدة بذلك مخاوف لدى كييف من هذا الاحتمال، ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير طلب عدم كشف هويته، أن موسكو تستعد لإطلاق "100 كتيبة مكونة من مجموعات تكتيكية بقوة تقدر بنحو 175 ألف رجل، إلى جانب دبابات ومدفعية ومعدات أخرى".
ونقلت "واشنطن بوست" عن وثيقة عسكرية أميركية، أن القوات الروسية تقوم بالتموضع في أربعة مواقع مختلفة بخمسين مجموعة قتالية تكتيكية.
ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، رفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التعليق على معلومات تتعلق بالاستخبارات، لكنها قالت إنها "قلقة جداً من الأدلة على خطط لروسيا لتحركات عدوانية ضد أوكرانيا"، وقال المتحدث باسم البنتاغون اللفتنانت كولونيل توني سيميلروث، "نواصل دعم تخفيف التوتر في المنطقة وإيجاد حل دبلوماسي للصراع في شرق أوكرانيا".
اتصال بين بايدن وبوتين لبحث الأزمة
في الأثناء، قال كل من الكرملين ومصدر أميركي مطلع، السبت 4 ديسمبر (كانون الأول)، إن الرئيس الأميركي بايدن سيجري اتصالاً عبر الفيديو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء.
وقال المصدر الأميركي إن الزعيمين يعتزمان بحث مخاوف الولايات المتحدة من الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية إلى جانب قضايا أخرى.
وقال الكرملين لـ"رويترز"، السبت، إن الجانبين سيناقشان أيضاً العلاقات الثنائية وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال قمة الزعيمين في جنيف في يونيو (حزيران).
وسيناقش بايدن الاستقرار الاستراتيجي وقضايا إلكترونية وإقليمية. ولم يتم الكشف عن التوقيت الدقيق للمكالمة.
وقال المصدر الأميركي، السبت، إن بايدن سيؤكد مخاوف الولايات المتحدة من الأنشطة العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، ويجدد دعم الولايات المتحدة لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
ومن جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن واشنطن ملتزمة بضمان أن يكون لدى أوكرانيا ما تحتاج إليه لحماية أراضيها.
وأضاف أن هناك مجالاً كبيراً أمام الدبلوماسية والقيادة للعب دور في قضية أوكرانيا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن عزز الضغط على روسيا، مؤكداً أنه يعد "مبادرات" للدفاع عن أوكرانيا في حالة حدوث غزو، عقب تمركز القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، موسكو من "تكلفة باهظة" ستدفعها في حال حدوث تصعيد، وحث نظيره الروسي على إيجاد مخرج دبلوماسي من هذه الأزمة.
حشود عسكرية
وكان وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف قال في وقت سابق الجمعة أمام البرلمان، مستشهداً بتقارير للاستخبارات، إن روسيا حشدت أكثر من 94 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، وربما تستعد لهجوم عسكري واسع النطاق في نهاية يناير (كانون الثاني).
وأضاف ريزنيكوف، "أوكرانيا لن تقدم على أي تصرف استفزازي، لكنها مستعدة للرد إذا شنت روسيا هجوماً".
وحذرت أوكرانيا وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي من تحركات القوات الروسية بالقرب من حدودها هذا العام، الأمر الذي أثار المخاوف من تحول صراع محتدم في شرق أوكرانيا إلى حرب مفتوحة.
احتمالات التصعيد
وتابع ريزنيكوف، "استخباراتنا تحلل كل التصورات بما فيها الأسوأ. وتشير إلى أن احتمال تصعيد واسع النطاق من جانب روسيا قائم. والوقت الأكثر ترجيحاً سيكون بحلول نهاية يناير".
وواصل، "التصعيد تصور محتمل، لكنه ليس حتمياً، ومهمتنا هي منعه. يتعين أن نجعل ثمن التصعيد غير محتمل للمعتدي".
وحثت أوكرانيا حلفاءها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع على إعداد حزمة عقوبات قاسية لردع روسيا ومنعها من شن هجوم.
وتتهم موسكو بدورها أوكرانيا والولايات المتحدة بزعزعة الاستقرار، وتشير إلى أن كييف ربما تستعد لتنفيذ هجوم في شرق أوكرانيا، وهو ما تنفيه كييف بقوة.
من يقدم الضمانات: روسيا أم أوكرانيا؟
وصرح وزير الخارجية الأوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم الجمعة، بأن كييف ترفض رفضاً قاطعاً أي التزام بالتخلي عن خطتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأي "ضمانات" أخرى تطالب بها روسيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال دميترو كوليبا، على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ستوكهولم، "إن وعداً من هذا النوع ليس خياراً". داعياً الولايات المتحدة وحلفاءها إلى رفض المطالب التي قدمتها موسكو لـ "خفض التوتر على الحدود الأوكرانية".
وقال، "أرفض هذه الفكرة بأن علينا تقديم ضمانات بشأن أي أمر كان لروسيا. أصر أن روسيا هي التي عليها أن لا تواصل عدوانها ضد أي بلد".
وأشار دميترو كوليبا إلى أنه من "غير الوارد" أن تتخلى أوكرانيا عن سعيها للانضمام لحلف شمال الأطلسي، وهو أمر تقدمت بطلب من أجله عام 2008، ولم يبت بعد. مشدداً على أن الدستور الأوكراني ينص على انضمام كييف إلى الحلف والاتحاد الأوروبي.
وخلال لقاء في ستوكهولم، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بـ"ضمانات أمنية" بشأن حدود روسيا.
كييف لن تعترف
وتطالب موسكو على وجه الخصوص بتجميد تقدم حلف الأطلسي شرقاً، بعدما انضم جزء كبير من أوروبا الشرقية إلى الحلف في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي.
ودعا كوليبا حلفاء بلاده الغربيين إلى عدم إبرام اتفاق من هذا النوع مع موسكو. محذراً من أن كييف "لن تعترف به قط".
وأكد "لدينا قاعدة ذهبية في السياسة الخارجية الأوكرانية، لا يتم إبرام قرار بشأن أوكرانيا من دون مشاركة أوكرانيا. إذا توصل أي طرف كان، حتى ولو كان من أقرب حلفائنا، إلى اتفاق متعلق بأوكرانيا من وراء ظهرنا، فلن نعترف بهذا القرار".
ومن المقرر أن يناقش الرئيس الأميركي جو بايدن الملف الأوكراني مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قريباً بعد سبع سنوات من ضم موسكو شبه جزيرة القرم، وسيطرة انفصاليين مؤيدين لروسيا على جزء من شرق أوكرانيا.