تمكنت "وول ستريت" من تجاوز أرقام التضخم، التي أظهرت أعلى ارتفاع منذ نحو أربعة عقود، حيث واصلت ارتفاعها، لتسجل مستويات قياسية مع نهاية الأسبوع.
وحقق مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" أعلى مستوى ارتفاع على الإطلاق، وأعلى نسبة ارتفاع أسبوعية منذ الأسبوع المنتهي في 5 فبراير (شباط)، بحسب بيانات "رويترز".
وقد لعبت المعلومات حول تراجع المخاطر من متحورة "أوميكرون" من إعادة المستثمرين إلى أسواق المال، بعد مرحلة اتسمت بالضبابية من مدى تأثير المتحور على الاقتصادات العالمية في حال كانت خطورته تستدعي إجراءات تشددية جديدة أو إغلاق مؤقت، كما حدث عند انتشار فيروس كورونا في مارس (آذار) 2020.
ارتفاعات جماعية
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 216.3 نقطة أو 0.6 في المئة إلى 35970.99 نقطة، وزاد مؤشر "ستاندرد أند بورز" 44.57 نقطة، أو 0.95 في المئة إلى 4712.02 نقطة، وصعد مؤشر ناسداك المجمع 113.23 نقطة، أو 0.73 في المئة إلى 15630.60 نقطة.
وأنهت جميع القطاعات الـ11 الرئيسة في مؤشر "ستاندرد أند بورز" الجلسة باللون الأخضر، وكانت أكبر القفزات في قطاعي التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" إيلون ماسك، قد غرد في حسابه على "تويتر"، بأنه "يفكر في ترك وظيفته، وأن يصبح مؤثراً بدوام كامل"، وأدى ذلك إلى ارتفاع سهم شركة السيارات الكهربائية "تيسلا" 1.3 في المئة.
التضخم قياسي
كان الحديث المسيطر على الأسواق، أمس، هو الارتفاعات المتواصلة للتضخم، بعد أن أصدرت وزارة العمل تقريراً أظهر أن أسعار المستهلك ارتفعت الشهر الماضي إلى معدل نمو سنوي 6.8 في المئة، وهي أعلى قراءة منذ أكثر من 39 عاماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأت الأسواق تحتسب إمكانية رفع أسعار الفائدة في أي وقت، أي البدء بدورة اقتصادية جديدة لارتفاعات الفائدة.
وأظهر استطلاع أجرته "رويترز" لخبراء اقتصاديين أن البنك المركزي قد يرفع أسعار الفائدة الرئيسة، مما يقرب من الصفر إلى 0.25 - 0.50 في المئة في الربع الثالث من العام المقبل، تليها أخرى في الربع الرابع.
ويزيد التضخم بشكل مستمر، بسبب تحديات سلسلة التوريد المتواصلة والناجمة عن حالة الإغلاق، التي عاشها العالم خلال أزمة كورونا، والمستمرة تداعياتها حتى اليوم.
اجتماعات "الفيدرالي"
وتعطي ارتفاعات التضخم القياسية إشارات إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يمكن أن يبدأ في تشديد سياسته النقدية التيسيرية في وقت أقرب مما كان يأمله كثيرون.
ومن المتوقع أن يعقد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل اجتماعه الخاص بالسياسة النقدية لمدة يومين، حيث تترقب الأسواق أي إشارات قد تفسر اتجاهات "الفيدرالي" المستقبلية.
وتخشى الأسواق سيناريو صعود الفائدة، لأنه يعني تحول المستثمرين من أسواق الأسهم إلى أسواق أخرى ذات عوائد مضمونة، مثل الودائع أو السندات.
وكان "الفيدرالي" وضع هدفاً عند متوسط معدل التضخم السنوي اثنين في المئة، لكن التضخم تجاوز هذه النسبة، غير أن "الفيدرالي" ما زال يعتبر التضخم مرحلياً وناجماً عن مشكلات سلاسل التوريد.