تعمل أجهزة الإغاثة الأميركية بشكل حثيث بحثاً عن ناجين محتملين من أعاصير مدمرة ضربت ست ولايات أميركية وخلفت 94 قتيلاً على الأقل وعشرات المفقودين وأضراراً كبرى في المدن.
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن موجة الأعاصير بأنها "إحدى أكبر" العواصف في التاريخ الأميركي، وقال بايدن متأثراً في تعليقات متلفزة "إنها مأساة" متعهداً بتقديم الدعم للولايات المتضررة مضيفاً "وما زلنا حتى الآن لا نعرف عدد الخسائر في الأرواح والنطاق الكامل للأضرار".
وكانت أعداد كبيرة من عناصر أجهزة البحث والإنقاذ تساعد المواطنين في هذه الولايات وسط الدمار ليلاً.
منطقة كارثة كبرى
وأعلن بايدن، الأحد، 12 ديسمبر (كانون الأول)، ولاية كنتاكي منطقة كارثة كبرى بعد أن اجتاحت سلسلة من الأعاصير المدمرة الولاية، الجمعة، ما يمهد الطريق للحصول على مزيد من المساعدات الاتحادية، وذلك بحسبما قال مسؤول في الإدارة الأميركية.
وطلب حاكم ولاية كنتاكي آندي بشير رسمياً هذا الإعلان، الأحد، بعد أن دمرت الأعاصير مدينة مايفيلد الصغيرة ومصنعاً للشموع.
وقتل أكثر من 80 شخصاً في ولاية كنتاكي فقط معظمهم عاملون في مصنع شمع في مايفيلد، وفق ما أعلن حاكم الولاية إندي بيشير، الأحد، مؤكداً بذلك تسجيل عشر وفيات إضافية.
"مفطور القلب"
وقال بيشير لشبكة "سي أن أن"، إنه مع استمرار توقعات الطقس السلبية "سيتجاوز الرقم المئة" قتيل. في الأثناء، قضى ستة أشخاص على الأقل في إيلينوي جراء انهيار مستودع لشركة أمازون كان داخله قرابة مئة موظف.
وقال قائد فوج الإطفاء في إدواردسفيل جيمس وايتفورد للصحافيين "تأكدنا من خروج 45 شخصاً من المبنى بسلام... وستة قتلى". وهناك مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا في المستودع.
من جانبه، قال مدير شركة "أمازون" جيف بيروس، إنه "مفطور القلب" بسبب الخسائر البشرية.
توقع الأسوأ
وعمل عناصر الإنقاذ في الموقعين، طوال ليل السبت الأحد، لكن تعليقات حاكم كنتاكي المتشائمة تشير إلى أن على سكان الولاية توقع الأسوأ.
وأوضح بيشير أنه من بين 110 موظفين كانون يعملون بدوام ليلي في مصنع الشمع "أنقذ نحو 40 منهم، ولست متأكداً إن كان سيتم إنقاذ المزيد". وأضاف "أصلي من أجل ذلك، لكنها ستكون معجزة" إذا تم العثور على المزيد من ضحايا المصنع أحياء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التعامل مع الكارثة
وبينما يحاول الأميركيون التعامل مع الكارثة، تدفقت التعازي. وقال البابا فرنسيس، إنه يصلي من أجل "ضحايا الإعصار الذي ضرب كنتاكي".
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية إلى بايدن "في روسيا، نشاطر ألم هؤلاء الذين فقدوا أقرباءهم. نأمل تعافي الجرحى وتجاوز تداعيات الكارثة".
وهزت الكارثة العديد من الأميركيين، بمن فيهم مسؤولون شهدوا أعاصير وعواصف كبيرة أخرى. وأكد إندي بيشير، السبت، أن "هذ أسوأ إعصار في تاريخ كنتاكي، وأكثرها تدميراً، وأكثرها دموية".
وتابع أن "الدمار لا يشبه أي شيء رأيته في حياتي، وأجد صعوبة في وصفه بالكلمات". وينتظر وصول مديرة وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية دين كريسويل إلى كنتاكي، الأحد.
وقطع الإعصار الذي ضرب كنتاكي على الأرض أكثر من 200 ميل (320 كلم)، وهي إحدى أطول المسافات منذ بدء تسجيل مسار الأعاصير.
وكان أطول إعصار أميركي تم تتبعه هو عاصفة امتدت 219 ميلاً في ولاية ميسوري عام 1925 وحصدت أرواح 695 شخصاً.
بلدة تحولت إلى ركام
وقالت رئيسة بلدية مايفيلد كاثي أونان، إن البلدة الواقعة غرب كنتاكي تحولت إلى "ركام". وأضافت أونان في تصريح لشبكة "أن بي سي"، الأحد، "هناك دائماً أمل" للعثور على ناجين بين المفقودين، وأردفت "نأمل في حدوث معجزة في الأيام المقبلة".
ووصف المسؤولون البلدة التي يبلغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة بأنها "أرض يباب"، إذ سويت المدينة بالأرض وانهارت منازل ومبان تاريخية وجردت جذوع الأشجار من أغصانها وانتشرت سيارات مقلوبة في الحقول.
ولا يزال من الممكن رؤية بعض زينة عيد الميلاد على جوانب الطرق.
وقال ديفيد نورسورثي (69 عاماً) في مايفيلد، إن العاصفة اقتلعت سقف منزله فيما كانت العائلة مختبئة في ملجأ. وأضاف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "لم نشهد مثل هذا الأمر في السابق".
من بين مظاهر قوة العواصف، أخرجت الرياح قطاراً مؤلفاً من 27 عربة عن مساره قرب إيرلينغتون بولاية كنتاكي، وجُرفت إحدى العربات إلى أعلى تلة على ارتفاع 75 ياردة، وسقطت أخرى على منزل، ومن حسن الحظ أنه لم يصب أحد.
وأفادت تقارير أن العدد الإجمالي للأعاصير في المنطقة بلغ 30. وقتل 14 شخصاً على الأقل في ولايات أخرى طالتها الأعاصير، بما في ذلك القتلى الستة في مستودع أمازون في إيلينوي.
وقتل أربعة أشخاص في ولاية تينيسي وشخصان في أركسناو وشخصان في ميزوري. وضربت الأعاصير ميسيسيبي أيضاً. وأعلن الرئيس بايدن عزمه زيارة المناطق المتضررة.