أظهرت أرقام حديثة صادرة عن "المكتب الوطني للإحصاء" في المملكة المتحدة Office for National Statistics (ONS)، أن البلاد واجهت في الفترة التي سبقت عيد الميلاد، نقصاً في مسكنات الأوجاع "باراسيتامول" وطيور الديك الرومي.
بيانات "المكتب الوطني للإحصاء" التي أعطت صورة عن توافر المنتجات على رفوف المتاجر البريطانية في الفترة الممتدة ما بين 17 ديسمبر (كانون الأول) والـ20 منه، كشفت أن ما نسبته 24 في المئة من طيور الديك الرومي المجمدة لم تكن متوافرة، أو كان المخزون منها منخفضاً، في وقت بلغت نسبة عدم توافر أدوية "باراسيتامول" 25 في المئة.
يشار إلى أن القيّمين على القطاع كانوا خلال الأشهر الأخيرة يلقون باللوم في جزء كبير من مشكلة إمدادات اللحوم خلال موسم الأعياد، على النقص في الجزارين المهرة. تضاف إلى ذلك عوامل أخرى تسببت في حدوث النقص على مستوى البلاد، تمثلت في المشكلات التي واجهتها سلسلة التوريد نتيجة اتفاق الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي ("بريكست")، والفوضى الناجمة عن تطبيقات الوباء pingdemic (مصطلح يدمج كلمتي "وباء" و"تنبيه إلكتروني" لتطبيق إلكتروني يشعر الأفراد باحتمال الإصابة بالعدوى( خلال فصل الصيف.
وكانت "رابطة مصنّعي اللحوم البريطانية" British Meat Processors Association (BMPA) قد أعلنت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، عن احتمال أن يتم هذا العام شحن طيور الديك الرومي من دول الاتحاد الأوروبي قبيل فترة الأعياد، منبهة إلى وجود تهديد للمروحة المعتادة من الخيارات المتاحة، وذلك نتيجة النقص في عدد الموظفين الذي تسبب به انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ومفاعيل وباء "كوفيد - 19".
رئيس "مجلس الدواجن البريطاني" British Poultry Council (BPC) ريتشارد غريفيث، حرص الشهر الماضي في معرض تعليقه على مسألة النقص في إمدادات الديوك الرومية، على تأكيد أنه سيحظى بـ"طائر كل من يريد واحداً". لكنه أشار في المقابل إلى أن الخيارات ستكون أقل.
جاء ذلك في الوقت الذي خففت الحكومة البريطانية من حدة قوانين الهجرة في سبتمبر (أيلول) الماضي، من خلال توفير أكثر من 5 آلاف تأشيرة دخول لعمال أجانب، من أجل مساعدة قطاع الدواجن في المملكة المتحدة على تجاوز مشكلة الطلب في فترة عيد الميلاد.
وقال غريفيث: "لقد تمكّنا من تنظيم تدفق المنتجات في مقابل تقليص تنوعها، فيسهم ذلك في تلبية [حركة الطلب] الحجم الإجمالي. وسيكون هناك تركيز على الطيور الكاملة، وقطع لحوم العجل أو الضأن الكاملة أو الضلعية، التي تكون ببساطة جاهزة للشواء أو الطهي.
وأشار "المكتب الوطني للإحصاء" إلى أنه فيما كانت مواد استهلاكية كالبيرة والفواكه الطازجة والخضروات من بين المنتجات المتاحة على نطاق واسع خلال موسم الأعياد في المتاجر، كانت مسكنات "أيبوبروفين" وعلب هدايا الشوكولاتة المختلفة، من بين المواد التي واجهت بعض أكثر حالات النقص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لورا هوي، محللة مالية في شركة "هارغريفز لانسداون" Hargreaves Lansdown، أكدت أن العثور على مسكنات الألم مثل "باراسيتامول" وأيبوبروفين"، بات أكثر صعوبة مع اقتراب موسم الشتاء البارد، وذلك بسبب التفشي السريع لمتحوّرة "أوميكرون". وقالت إن هذا النقص "طرح أيضاً مشكلة في مرحلة مبكرة من انتشار الجائحة، في وقت يتهيأ الناس لمواجهة الأسوأ".
أما في ما يتعلق بالمشكلات التي تواجهها سلسلة التوريد والتي تنعكس على توافر طيور الديك الرومي في المتاجر، فأكدت هوي أن النقص في مواد معينة شكّل مصدر قلق للمستهلكين في الفترة التي تسبق عيد الميلاد.
وقالت إنه "في إطار رد الفعل على هذه المشكلة، شاهدنا فترة تسوّق ممتدة قام خلالها الناس بتخزين المواد التي يعتبرونها ضرورية للاحتفالات، في مرحلة مبكرة. وكانت طيور الديك الرومي المجمدة تختفي من الثلاجات بحيث تصدرت منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) بشكل منتظم، قائمة المنتجات ذات الإمدادات المنخفضة.
وأشارت المحللة إلى أنه "مع اقترابنا من اليوم الكبير، لم يكُن مفاجئاً نظراً إلى اندفاعة المستهلكين، أن يكتشف الباحثون أن ما يقرب من ربع عدد طيور الديك الرومي المجمدة في المتاجر قد انخفض، أو بات غير متوافر".
وخلصت إلى القول إنه "مع مواصلة الرياح المعاكسة الناجمة عن الجائحة العصف بالسوق، فمن المحتمل أن يستمر النقص وارتفاع الأسعار في السنة الجديدة". لكنها رأت أنه "يمكن التخفيف من حدة مشكلات التخزين على رفوف المحال إلى حد ما، إذا بدأ المستهلكون يقلصون إنفاقهم على السلع بغية التكيف مع ارتفاع التضخم".
© The Independent