تخطط الصين لتشديد القواعد الخاصة بالإدراج في الخارج للشركات الناشئة سريعة النمو في البلاد، كجزء من حملة تنظيمية استمرت لأشهر للسيطرة على قطاع التكنولوجيا.
وبموجب الإرشادات المقترحة سيطلب من الشركات التي تأمل بيع الأسهم بالخارج التسجيل لدى هيئة تنظيم الأوراق المالية في البلاد، والتي ستراجع خطط الإدراج الخاصة بها والتنسيق مع الوكالات الأخرى لضمان امتثالها للقوانين الصينية، مثل أمن البيانات.
وستعمل المقترحات على تمكين السلطات من منع الشركات الإدراج في الخارج إذا اعتقدت أن مبيعات الأسهم ستهدد الأمن القومي الصيني، وستحظر أيضاً الشركات من تقديم عروض الأسهم الدولية إذا كانت لديها نزاعات داخلية أو قضايا أخرى لم تتم تسويتها.
وتأتي الإجراءات الجديدة التي وردت في ورقة استشارية من هيئة الأوراق المالية والتنظيم الصينية بعد شهور من عدم اليقين في شأن سياسة المجموعات الصينية المدرجة في الخارج، والتي أثرت في أسعار أسهمها.
وكان أحد المؤشرات الرئيس التي تتبع المجموعات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة انخفض بنسبة 45 في المئة هذا العام.
وأدت الحملة الصارمة التي شنتها الصين على قطاع التكنولوجيا إلى القضاء على قيمة نحو ست من شركات التعليم المُدرجة في نيويورك، في حين اضطرت شركة "ديدي" التي تعتبر واحدة من أكبر شركات النقل في العالم، وتخدم أكثر من 493 مليون مستخدم عبر آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا وأميركا اللاتينية، قامت باستدعاء سيارات الأجرة للإعلان عن شطبها من الأسواق الأميركية هذا الشهر بعد ضغوط حكومية غير مسبوقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تشديد أميركي والشركات الصينية المهيكلة ككيانات
وفي الوقت نفسه، وضعت السلطات الأميركية أيضاً مطالب تقضي بالكشف بصرامة أكبر عن الشركات الصينية القادمة إلى نيويورك.
يذكر أنه قد تم إدراج عدد قليل من شركات التكنولوجيا الصينية في نيويورك أو هونغ كونغ منذ أن بدأ المنظمون تحقيقاً في أمن البيانات في "ديدي" هذا العام. يقول مينغ ليو من "بروسبيكت أفينيو كابيتال" لـ "فايننشال تايمز"، "بشكل عام تكون النغمة أكثر اعتدالاً مما توقعنا، لذا أشعر بالارتياح التام". وأضاف، "مع وجود قواعد واضحة يمكن أن تبدأ عمليات الاكتتاب العام ببطء".
وتوضح القواعد الصادرة عن منظم الأوراق المالية أن الشركات الصينية المهيكلة ككيانات ذات مصالح متغيرة (VIEs) ومتوافقة مع القانون، يمكن إدراجها في الخارج بعد التسجيل.
وتعتبر الكيانات ذات المصالح المتغيرة (VIEs) هياكل قانونية تم استخدامها على مدى عقدين من قبل مجموعات التكنولوجيا الصينية، بما في ذلك قادة الصناعة "بابا" و"تينسينت" للتحايل على قيود الاستثمار الأجنبي الصارمة في البلاد والحصول على مليارات الدولارات من المستثمرين الدوليين.
وكانت الصحيفة ذكرت سابقاً أن الوزارات الصينية تعد قائمة سوداء لتقييد المستثمرين الأجانب من استخدام هياكل الكيانات ذات المصالح المتغيرة للوصول إلى القطاعات الحساسة.
وقالت هيئة تنظيم الأوراق المالية إنها ستسعى إلى الموافقة على خطط إدراج الشركات في غضون 20 يوم عمل، ولكنها قد تحتاج إلى وقت إضافي للحصول على تعليقات من الوزارات الأخرى.
وقالت الهيئة التنظيمية في بيان، "تهدف هذه السياسة إلى دعم الشركات التي تستخدم أسواق رأس المال الخارجية لجمع الأموال بطريقة متوافقة وتلتزم بالقانون". وأضافت الهيئة التنظيمية أنها "ستبذل قصارى جهدها لتخفيف عبء التنظيم".
وستنطبق القواعد على الشركات الصينية التي تبيع الأسهم للمرة الأولى، إضافة إلى الشركات التي تستخدم شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة للوصول إلى أسواق رأس المال الخارجية أو تقديم عروض ثانوية.