Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شركة متبرع للمحافظين طلبت الملايين من برنامج الإجازات المدفوعة رغم أرباحها

حصري: نواب من حزب العمال يصفون استخدام "رين للمطابخ" البرنامج بـ"غير الأخلاقي"

هذا يعني أن الشركة طالبت بما لا يقل عن 3.2 ملايين جنيه من أموال برنامج الإجازات المدفوعة منذ مطلع عام 2021 (رويترز)

تكشف "اندبندنت" أن شركة يملكها ملياردير يتبرع إلى حزب المحافظين واصلت المطالبة بملايين الجنيهات الاسترلينية من برنامج الإجازات المدفوعة الممول بأموال دافعي الضرائب بعدما سجلت أرباحاً بلغت 75.3 مليون جنيه (99.64 مليون دولار).

فقد استخدمت "رين للمطابخ"، المملوكة من مالكوم هيلي، أموالاً عامة للمساعدة في تمويل تكاليف موظفيها خلال جائحة كوفيد على رغم أنها جمعت أرباحاً سابقة لاحتساب الضرائب بعشرات ملايين الجنيهات في حساباتها لعام 2020.

وجاء ذلك في حين تبرع هيلي شخصياً بـ500 ألف جنيه إلى حزب [رئيس الوزراء] بوريس جونسون في ديسمبر (كانون الأول) 2020، ما يعني أنه قدم إلى المحافظين ما يفوق 2.3 مليون جنيه منذ عام 2017، وفق سجلات اللجنة الانتخابية.

وكشف تحليل في وقت سابق هذا العام أن هيلي – الذي يعيش في ملكية تبلغ مساحتها 12 ألف فدان ويُوصَف بأنه شخص منعزل – كان أكبر المتبرعين إلى المحافظين منذ تولي جونسون رئاسة الوزراء.

وتلقت الشركة التي يملكها قطب قطاع المطابخ 15.5 مليون جنيه عام 2020 عبر البرنامج الحكومي للاحتفاظ بالوظائف، الذي أُسِّس لمساعدة الشركات المتعثرة على دفع رواتب موظفيها خلال جائحة "كوفيد-19"، وفق الحسابات الأخيرة للبرنامج.

لكن بدلاً من أن تعاني الشركة المصنعة للمطابخ خلال الجائحة، شهدت ارتفاع أرباحها السابقة لاحتساب الضرائب إلى 75.3 مليون جنيه في الأشهر الـ12 المنتهية في ديسمبر 2020، بزيادة عن 65.1 مليون جنيه حققتها العام السابق.

ولا إشارة إلى أن شركة هيلي خالفت أي قواعد، لكن نائبة عمالية وصفت استخدام الشركة للبرنامج بأنه مخالفة لـ"روحه" ووصفته بالعمل "غير الأخلاقي".

وكثير من الشركات التي طالبت بأموال من برنامج الإجازات المدفوعة خلال الجائحة إما توقفت عن ذلك حين تحملت الأزمة في شكل أفضل من المتوقع أو أعادت الأموال. وبدلاً من إعادة أموال البرنامج إلى دافع الضرائب، واصلت "رين للمطابخ" المطالبة بالمال من الخزانة العامة عام 2021، فتلقت أكثر من ثلاثة ملايين جنيه من البرنامج، وفق تحليل لبيانات هيئة الواردات والجمارك الملكية أجرته "اندبندنت".

وقالت النائبة العمالية روشانارا علي، العضو في لجنة المالية النافذة، لـ"اندبندنت": "هذا مخالف تماماً لروح برنامج الإجازات المدفوعة. من غير العادل ومن غير الأخلاقي أن تأخذ شركة يملكها ملياردير يتبرع إلى حزب المحافظين أموال دافعي الضرائب لتدفع أجور عامليها في حين أنها لا تحتاج إلى ذلك، وفي وقت يعاني فيه الملايين ويواصلون المعاناة لتلبية احتياجاتهم.

"يجب ألا يذهب الدعم إلا إلى الموظفين الذين يحتاجون إليه. وأعادت شركات كثيرة الأموال إلى الخزانة بعدما تجاوزت الأزمة في شكل أفضل من المتوقع، وكان ذلك هو الإجراء الصحيح".

وخلال كل من الأشهر الثلاثة الممتدة بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار)، طالبت "رين للمطابخ المحدودة" بما بين مليون جنيه وجنيه و2.5 مليون جنيه، وكذلك بما بين 250 ألف جنيه وجنيه و500 ألف جنيه في أبريل (نيسان). وخلال هذه الفترة، دفع البرنامج 80 في المئة من رواتب الموظفين الموضوعين في إجازات وصولاً إلى سقف يبلغ ألفين و500 جنيه شهرياً. ولم تتقدم الشركة بأي مطالب بين مايو (أيار) وأغسطس (آب).

والأرقام مفصلة في بيانات نشرتها هيئة الواردات والجمارك الملكية حول البرنامج، الذي انتهى العمل فيه في 30 سبتمبر (أيلول) بعدما أسسه وزير المالية ريتشي سوناك في مارس 2020 في بداية الجائحة.

وهذا يعني أن الشركة طالبت بما لا يقل عن 3.2 مليون جنيه من أموال برنامج الإجازات المدفوعة منذ مطلع العام – على رغم أن الرقم قد يكون أعلى بكثير لأن بيانات الهيئة لا تتوافر إلا في نطاقات.

وتبين حسابات "رين للمطابخ" أيضاً أن الشركة دفعت إلى مديريها ما مجمله 1.5 مليون جنيه عام 2020، ونال الأكبر حصة 186 ألفاً و636 جنيهاً. وظهرت الأرقام في أحدث حساباتها المقدمة إلى "بيت الشركات" ["سجل الشركات"] والمنشورة في 25 يونيو (حزيران).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والشركة، التي تصنع مطابخ جاهزة وتوفرها، واجهت انتقاداً من اتحاد "يونايت" – الذي يضم أعضاء يعملون في الشركة – في بداية الجائحة خلال مارس من العام الماضي بسبب صرفها مئات الموظفين.

وفي ذلك الوقت، أفادت "رين" بأنها "توقعت حصول تقلص في النشاط الاقتصادي بسبب فيروس كورونا وحددت أعضاء في الفريق كان أداؤهم متدنياً واتخذت خطوات لتقليص عدد العاملين وفق ذلك".

وحول التفاصيل الخاصة ببرنامج الإجازات المدفوعة، قال المسؤول الإقليمي في "يونايت"، مايك ويلكنسون: "إن وقاحة "رين للمطابخ" غير مفاجئة. لقد بدأت الأمور تسوء مع "رين" حين سارعت إلى التخلص من موظفي صالات العرض عن بداية الإغلاق".

وأضاف: "ولن يكون من المفاجئ أن تعمد "رين"، بتوجيه من المالك مالكوم هيلي، إلى اغتنام الفرصة لاستخدام أموال دافعي الضرائب لدعم ثروته الكبيرة بالفعل".

و"رين للمطابخ" تابعة لـ"مجموعة البيع بالتجزئة الغربية المحدودة"، التي يُعَد مالكوم هيلي الطرف النهائي المتحكم بها.

وأُدرِج مالكوم وشقيقه إدي، الذي تُوفِّي في أغسطس، باعتبارهما يملكان 2.2 مليار جنيه حين صُنِّفا في المرتبة الـ75 في أحدث قائمة بالأغنياء لدى "صنداي تايمز" – بزيادة 200 مليون جنيه في الثروة مقارنة بالعام الماضي. ويعيش مالكوم هيلي في ملكية وارتر بريوريتي الواقعة قرب يورك والتي اشتراها في قابل 48 مليون جنيه عام 1998.

ولم ترد "رين للمطابخ" على طلبات للتعليق.

وقال ناطق باسم وزارة المالية: "وفر برنامج الإجازات المدفوعة شريان حياة لأكثر من مليون شركة في مختلف أرجاء المملكة المتحدة وحمى حوالى 12 مليون وظيفة – ومررت الشركات المال كله الذي تلقته من البرنامج إلى موظفيها.

"ولن نعتذر عن القيام بكل ما في وسعنا خلال هذه الصدمة الاقتصادية غير المسبوقة لدعم الشركات المؤهلة؛ ونتيجة لعملنا ينمو الاقتصاد، ويزيد عدد العاملين عنه في أي وقت مضى، وتراجع معدل البطالة لتسعة أشهر على التوالي".

ولم يرد حزب المحافظين على طلب للتعليق.

© The Independent

المزيد من تقارير