هل الولايات المتحدة الأميركية دولة علمانية أم دولة دينية؟
تساؤل الجواب عنه مثير للعجب، ذلك أن دستورها علماني، أي مدني لا يضع الإيمان والمذاهب والطوائف في منطلقات الحياة العامة، ومع ذلك فإن أميركا وإن كانت علمانية الهوية، إلا أنها في واقع الحال دولة دينية الهوى، وهذا ليس مثيراً، لا سيما وأن الآباء الأوائل رأوا فيها كنعان الجديدة، وأرض الموعد الجديدة.
علامة الاستفهام المتقدمة ترددت في الداخل الأميركي الأيام القليلة الماضية، بعد الأنباء التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عما يجري داخل وكالة ناسا، وعن نوعية الموظفين الجدد الذين تبحث عن تعيينهم، والمثير أنهم ليسوا علماء فلك، ولا فيزياء، ولا علاقة لهم بالأجرام السماوية، إلا من خلال المنطلقات الثيؤولوجية والأبعاد الدوغمائية البعيدة كل البعد عن إطار عمل ناسا كأهم وكالة لاكتشاف الفضاء وارتياد مساراته الغامضة.
ما هي قصة موظفي ناسا الأخيرين، ولماذا يرتبط توظيفهم برواية قد تغير من شأن الحياة البشرية على سطح الكرة الأرضية إذا ثبت صدقها بالفعل؟
هذا ما نحاول الإجابة عنه في الأسطر التالية.
علماء أديان في خدمة وكالة ناسا
في الأيام الأخيرة من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنباء تتعلق بنية إدارة الفضاء والطيران الأميركية ناسا، توظيف نحو 24 من علماء الأديان للمشاركة في برامجها المستقبلية.
وقع الخبر على الرأي العام الأميركي والدولي كان قاسياً، ذلك أن غالبية علماء الوكالة المشار إليها من الملحدين اللادينيين واللاأدريين، فيما السبب الذي سيتم توظيفهم من أجله هو تقييم رد فعل البشر إذا عثر على حياة فضائية على كواكب أخرى خارج الأرض، وكيف يمكن أن يؤثر هذا الاكتشاف على إيمان الناس من مختلف الأديان.
الوظائف الجديدة لدى ناسا أعادت طرح أسئلة مركبة عن الفضاء الخارجي، وهل هناك حياة عاقلة فيها، وإذا كانت هناك حياة فهل لبشر مثلنا من بني آدم، أم لكائنات أخرى عاقلة ناطقة ليست من جنسنا.
ولأن الأديان لا تزال عند بضعة مليارات من البشر، وفي المقدمة منهم الشعب الأميركي، هي حاضنة مهمة وجذرية في أسلوب التفكير، ومهما قيل خلاف ذلك، فقد كان من الطبيعي أن يتم اللجوء في مرحلة البحث عن شركاء في الكون الواسع الفسيح المتسع، إلى رجال الأديان للتوقف عند طرق تفكير المؤمنين في مسألة نظراء لهم في الخليقة الممتدة وراء كوكب الأرض.
هل يعتقد الأميركيون في وجود حياة خارج كوكب الأرض؟
الثابت أنه ربما يكونون أكثر شعوب الكرة الأرضية إيماناً بهذا المعتقد، إذ إن واحداً من كل ثلاثة أميركيين يقطع بوجود كائنات فضائية عاقلة خارج الكوكب الأزرق.
أما عالم الفضاء الأميركي الشهير، دافيد وينتروب، فيشير في كتابه المعنون "الدين والحياة خارج كوكب الأرض"، إلى نتائج استطلاع رأي أظهر أن 55 في المئة من الملحدين اليوم يؤمنون بوجود الكائنات الفضائية، يليهم 44 في المئة من المسلمين، وقرابة 37 في المئة من اليهود.
هل يتعين علينا أن نتساءل وقبل أي طرح آخر عما إذا كانت هناك كائنات أخرى ذات حيوات من حولنا، أم أننا نحيا بمفردنا في هذا الكون الذي نمثل منه نقطة رمل في شاطئ مترامي الأطراف؟
ناسا تؤمن بوجود كائنات فضائية
قبل نحو عام قدمنا قراءة عن قصة الولايات المتحدة مع الكائنات الفضائية، ما بين الحقيقة والأسطورة، غير أن بعض التصريحات المنسوبة لرئيس وكالة ناسا، بيل نيلسون، التي فاه بها في مؤتمرات رسمية، تقطع بأن الرجل يرى في الأجسام الطائرة المجهولة ذات التقنيات الغريبة، مؤشراً على احتمال وجود كائنات فضائية.
خلال زيارة له لجامعة فيرجينيا، بدا بيل نيلسون مكتسياً ثوب تواضع العلماء، فحين وجه له السؤال عما إذا كان هناك سكان آخرون في الكون، أجاب بالقول، "من أنا لأقول أن كوكب الأرض هو المكان الوحيد الذي يضم شكلاً متحضراً ومنظماً للحياة".
الجواب في واقع الأمر يحمل حيرة واضحة، فمن جهة يحتمل تواضع العلماء العارفين المقدرين لضآلة المعرفة البشرية في عالم لا نهائي من جهة، ولكن من جهة ثانية ربما يحمل تحايلاً على الجواب، متضمناً في طياته معلومات لا يراد لها أن تكشف على العوام، وهناك في هذا الشأن قصة شهيرة للرئيس الأميركي جون كيندي مع هذا الملف ربما نتوقف معها لاحقاً.
في قراءة معمقة للبروفيسور بارانديس تاجبخش، المتخصصة في الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة نيويورك، نقرأ كيف أنه مع تقدم علم الفلك على وجه الخصوص، وفي ظل تطوير التحليل الطيفي، استنتج الناس تدريجاً أن جميع الكواكب تقريباً في النظام الشمسي غير صالحة للسكن، وعديد من أفكارهم حول النجوم الأخرى التي تعمل بمثابة شموس للأنظمة الكوكبية من حولهم كانت مستحيلة جسدياً. في حين أن الملاحظة المزعومة لقنوات المريخ تسببت في انبهار بين الجمهور وبعض الأكاديميين، فقد أدرك الناس في النهاية أن جو المريخ الضعيف أدى لوجود الماء السائل، ومن أجل هذه المسألة كان وجود الكائنات الحية مستحيلاً.
على أن قراءة البروفيسور بارانديس، تأخذ في الحسبان ما تم اكتشافه من عوامل فضائية حتى الساعة، وعليه يبقى التساؤل، ماذا لو كانت هناك نقاط أخرى لم تصلها البشرية حتى الساعة خارج المجموعة الشمسية التي نعرفها، وهل الأمر في حاجة إلى جيل جديد من التليسكوبات التي يمكن أن تصل إلى حقيقة وجود حياة بشكل ما في نقاط أبعد مما يتصورها العقل البشري في حدود إمكانات اليوم؟
موظفو ناسا والتليسكوب "جيمس ويب"
شيء ما يستدعي الربط بين توظيف ناسا لرجال الدين ومحاولة فهم كيفية تفكير أتباعهم حال تأكدت الوكالة الأميركية، أو غيرها، من وجود كائنات فضائية في نقاط أخرى من الكون، وبين إطلاق الوكالة أكبر تليسكوب في تاريخ الإنسانية، تليسكوب "جيمس ويب" الفضائي، والمفترض أن يصل إلى أبعد نقطة في الكون استطاعت البشرية الوصول إليها.
هنا تبدو الأسئلة واسعة وأهم من الإجابات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، هل تأكدت ناسا من وجود كائنات أخرى، ولهذا تهيئ البشرية لما سيأتي به التليسكوب جيمس ويب من أنباء قد تكون صادمة بشكل أو بآخر؟
في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ومن ميناء الفضاء الأوروبي في غوايانا الفرنسية، وبالتعاون مع وكالتي الفضاء الأوروبية والكندية، أطلقت ناسا أقوى تليسكوب في تاريخ الإنسانية.
التليسكوب العملاق صمم بصورة خاصة لكي يتمكن العلماء من رؤية مناطق نائية من الكون، ورؤية أشياء من الماضي أبعد بكثير مما هو متاح الآن.
تقول د. أمبر نيكول سترون، وهي عالمة فيزياء فلكية في مركز غودار للرحلات الفضائية التابعة للوكالة الأميركية للفضاء "ناسا"، وهي أيضاً نائبة كبير علماء المشروع، "إن أكثر شيء يدعو للإثارة بشأن هذا التليسكوب الضخم والطموح الجريء، فكرة أن هناك أسئلة لم يخطر حتى على بالنا طرحها"، وتضيف، "فكرة أننا سنتعلم أشياء عن الكون سوف تفاجئنا تماماً"، هذه بالنسبة إليها هي الإمكانية الأكثر إثارة لهذا التليسكوب.
هل ضمن مهمات "جيمس ويب" البحث عن الحياة الأخرى خارج الأرض؟
العارفون بتركيب التليسكوب الهائل، يدركون إمكاناته فوق الطبيعية ، ويكفي النظر إلى مرآته الفلكية، فهي أكبر مرآة فلكية تم إرسالها إلى الفضاء، إذ يبلغ قطرها نحو ستة أمتار ونصف، ولهذا فإنها ستستغرق أسبوعين لكي تنفتح في الفضاء.
يحتاج "جيمس ويب" الذي بلغت تكلفته 10 مليارات دولار إلى 30 يوماً لكي يصل إلى نقطة الرصد التي تم اختيارها له، والتي تبعد مسافة 1.5 كيلومتر من الأرض، ولن يكون جاهزاً للعمل قبل ستة أشهر، وبعدها ستتمكن الوكالة الأميركية الأشهر من رؤية أول صور يتم التقاطها.
صمم تليسكوب "جيمس ويب" لرؤية جزء من الكون لا نستطيع رؤيته من خلال تليسكوب خارق آخر هو "هابل" الذي غير الطريقة التي ننظر بها إلى الكون.
ما الذي سوف يلتقطه "جيمس ويب"، وهل ضمن أهدافه رؤية كائنات مغايرة للبشر في مواقع أو مواضع لم تطالها العيون التليسكوبية حتى الساعة؟
الثابت أن "جيمس ويب" سوف يرى الكون بالأساس من خلال الأشعة تحت الحمراء، ويلتقط الضوء الذي لا تراه العين البشرية، فيما قدرة سابقه هابل على الرؤية بالأشعة تحت الحمراء محدودة.
ووفقاً لناسا فإن الأطوال الموجية الأكبر ستمكن "جيمس ويب" من التقاط صور لمرحلة تقرب أكثر من بداية الوقت، والبحث عن تشكيلات المجرات الأولى التي لم يتم رصدها إلى الآن.
سيكون باستطاعة "جيمس ويب" أن يساعد في البحث عن دلائل لوجود مظاهر للحياة على كواكب أخرى، لأنه سيكون باستطاعته اختراق ورؤية الجزئيات الموجودة في الغلاف الجوي للكواكب الأخرى ومعرفة ماهيتها.
هل فكرة البحث عن الحياة المزعومة من ضمن أهداف "جيمس ويب"؟
عند البروفيسور سترون، "أنه لا يمكن الجزم بأن "جيمس ويب" ضامن للعثور على دلائل تؤكد وجود مظاهر للحياة، لكن سيكون خطوة كبيرة في كل الأحوال في طريق البحث عن كواكب صالحة للعيش في مجرة درب التبانة".
وفي كل الأحوال فإن الذي يبحث عن كواكب صالحة للحياة للبشر، ربما تقابله أجرام وكواكب أخرى بها أشكال مختلفة من الحياة التي نعرفها أو التي لا نعرفها.
لماذا الحاجة إلى علماء اللاهوت والفقه؟
ويبقى التساؤل، لماذا الحاجة إلى علماء أديان حال وجود كائنات أخرى ذات أشكال حياة يمكن أن يعثر عليها "جيمس ويب"، هذا إن لم يكن لدى ناسا، أو وكالات أميركية أخرى مغرقة في السرية، معلومات عن كائنات فضائية بالفعل؟
الجواب نجده لدى رجل الدين البروفيسور أندرو دافيسون، أستاذ علم اللاهوت في جامعة كامبريدج ومؤلف عديد من الكتب في العلوم اللاهوتية، وله سابق تعامل مع وكالة ناسا يعود إلى الفترة ما بين عامي 2016 و2017، ولم يكن وحده بل كان في صحبة 23 عالم لاهوت في برنامج رعته ناسا في مركز الاستقصاء اللاهوتي في جامعة برينستون الأميركية الشهيرة، ما يعني أن تواصل الوكالة الفضائية مع رجال الدين ليس حديثاً كما يتخيل البعض.
يقول دافيسون إنه وزملاؤه قاموا بفحص الكيفية التي من المحتمل أن تستجيب بها كل من الأديان الرئيسة في العالم، إذا تم إعلامهم بوجود كائنات فضائية.
وفي بيان تم نشره على مدونة كلية اللاهوت في جامعة كامبريدج، قال دافيسون، إن أبحاثه تركز في الغالب على السؤال الأكثر أهمية، وهو ما إذا كان المرء سيستجيب لاحتمال الحياة في مكان آخر من حيث وجود عديد من الكائنات الأخرى، والعهدة على صحيفة "ذا هيل" الأميركية.
يفتح دافيسون المجال واسعاً للتفكير في الفرضية التي تبحث ناسا من حولها، وعنده أن التفكير في عقيدة الخلق، يقود إلى قضايا فرعية عديدة مثل التعددية والتنوع، وهل الخلق قد اقتصر فقط على الكائن البشري بحسب ما تخبر الكتب السماوية، وبخاصة كتب الأديان التوحيدية.
يعد دافيسون كتاباً جديداً يحمل عنوان "علم الأحياء الفلكي والعقيدة المسيحية"، من المقرر نشره العام الحالي 2022، ومن بين أهم الأفكار الواردة فيه القول إن "عدداً كبيراً من الناس سيلجأ إلى تقاليد دياناتهم للحصول على إرشادات إذا ما تم اكتشاف كائنات فضائية على كواكب أخرى".
والشاهد أنه إذا كان البروفيسور وينتروب قد توقف مع إيمانيات الأديان التوحيدية بوجود كائنات فضائية، فإن السؤال الحيوي، ماذا عن العالم الآسيوي حيث المذاهب الوضعية؟
يزعم وينتروب أن الأديان الآسيوية هي الأكثر إيمانا بالكائنات الفضائية، استناداً إلى إيمانها بما يعرف بـ"العوالم المسكونة"... فهل يعني ذلك أن الأميركيين ومن جانب خفي يخشون من أن يكون تواصل الآسيويين مع الفضائيين أسرع وأقرب، الأمر الذي يمنحهم مزية في مواجهة الأحلام الأميركية بالهيمنة والسيادة على العالم المعاصر بشكله الحالي والاستقبالي؟
مرصد الفاتيكان وحقيقة الملفات السرية
منذ عصر النهضة الأوروبية في القرون الوسطى، وخلافاً لما هو مزعوم عن الدور الظلامي للكنيسة الكاثوليكية، ومحاربتها للعلم والعلماء، واتخاذ قصة العلاقة مع غاليليو تكئة لمهاجمة المؤسسة الرومانية الكاثوليكية، جرى الاهتمام حتى قبل أن توجد الولايات المتحدة الأميركية بالأبحاث الفضائية، وهي حديث يحتاج إلى قصة مطولة.
تأسس المرصد الفاتيكاني عام 1891 على يد البابا ليو، وفي وقت كان يظن فيه العوام، أن الكنيسة تعارض العلم، ولعل ما لا يعلمه كثيرون هو أن نظرية بيغ بن تم تطويرها على يد راهب كاثوليكي فرنسي، جورج لومتر.
طور علماء الفلك من الرهبنة اليسوعية، مشروعاً لرصد ودراسة الفلك، يجمع بين الدين والعلم، وتقع اليوم مسؤولية المرصد على العالم اليسوعي غاي كونيولمانغو، الذي يعد العقل المفكر وقائد جهود الكنيسة الكاثوليكية لتمويل بحوث فلكية مهمتها الرئيسة دراسة ما يدور في السماء والإجابة عن أسئلة لطالما حيرت البشرية من نوعية لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين؟.
هل لدى الفاتيكان معلومات بعينها عن الفضائيين؟
الجواب صعب وليس يسيراً، غير أنه وفي كل الأحوال يمكن القطع بأن مكتبة الفاتيكان وأرشيفها السري، ربما تحوي من الكتب واللفائف والبرديات كثيراً من الحديث في هذا المجال.
أحد رجال الدين الكاثوليك، الذين يعدون من أمراء الكنيسة، الكاردينال كونرادو بالدوتشي، قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، علق بالقول، إن تجربته على الأقل أخبرته أن وجود كائنات ذكية في الكون أمر لا مفر منه.
وربما فعل بالدوتشي ذلك بصفته مطارداً وخبيراً في علم طرد الأرواح الشريرة، وقد كتب بموافقة البابا يوحنا بولس الثاني، كتابين عن الشيطان، وأدلى بتصريحات علنية حيث ذكر ما يلي، "يجب التأكيد على أن اللقاءات مع الأجانب ليست شيطانية، وهذه ليست بسبب التدهور النفسي، فهذه ليست حالة امتلاك كيانات، لكن هذه الاجتماعات تستحق الدراسة بعناية".
ويضيف، "من المعقول الاعتقاد والقدرة على تأكيد وجود الأجانب (الكائنات الخارجية)، ولا يمكن الاستمرار في إنكار وجودها، لأن هناك كثيراً من الأدلة عنها وعن الأطباق الطائرة".
هنا ينفتح الباب واسعاً على قصة تكاد تكون مخفية، لا يدري بها غير الراسخين في العلم، وهي تعاون وكالة الأمن القومي الأميركي مع مرصد الفاتيكان لبلورة رؤية تجمع ما بين الشؤون اللاهوتية والقضايا الاستخبارية.
لكن على طرف آخر، نجد مديراً سابقاً للمرصد، الأب خوسيه فونيس، الأرجنتيني، يشكك في إمكانية أن يلتقي البشر يوماً ما مع المخلوقات الفضائية.
يقول الأب الأرجنتيني في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، "إن اكتشاف أي كوكب جديد مثل الكوكب كيبلر 542-بي المشابه للأرض الذي رصدته وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) يشكل نبأ ساراً، لكن حتى الآن لا توجد أي أدلة على وجود مخلوقات ذكية عليه ووجود حياة أصلاً".
وأضاف، "في حال ثبت وجود مخلوقات ذكية في كواكب أخرى، فإن ذلك لا يتعارض أبداً مع الإيمان المسيحي".
وفي كل الأحوال ومن عند الكاردينال بالدوتشي إلى الأب فونيس، فإن هذه تمثل آراء شخصية في ظل عدم صدور موقف رسمي من الفاتيكان حول هذه الأمور.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
علماء يقرون وآخرون يحذرون
قبل أن يقضي نحبه في 14 مارس (آذار) 2018، حذر العالم الإنجليزي الشهير ستيفن هوكينغ، أبرز علماء الفيزياء النظرية وعلم الكون، من التواصل مع الغرباء في الكون الكبير، الأمر الذي يطرح تساؤلاً مهما للغاية، هل قطع هوكينغ بوجود تلك الكائنات ورأى من بعيد أن الاتصال بها والتواصل معها قد يكون مدمراً لمستقبل الجنس البشري، بخاصة إذا كانت كائنات شريرة لا تحمل الخير للبشر، كما عرضت أفلام "هوليوود"؟
لا يبدو أن الرجل قد قطع المسألة قطعاً، فيما تباينت الآراء بين العلماء، فعلى سبيل المثال ادعى أحد الباحثين السابقين في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، أن "الكائنات الفضائية موجودة"، وأن هناك عديداً من الحكومات تكتمت على هذا الموضوع.
وقد زعم كيفن كنوث، الذي يعمل أستاذاً للفيزياء في جامعة ألباني في نيويورك، أن هناك كثيراً من الأدلة تدعم وجود الأجسام الطائرة الغربية والفضائيين في عالمنا.
حديث كنوث، يقودنا إلى القصة التي تدور حول الرئيس الأميركي المغدور جون كيندي، الذي كانت الوكالات الاستخبارية الأميركية تطلق عليه رمزاً سرياً، باسم "لانسر"، وكيف أنه طلب الملفات السرية لتعامل أميركا مع الفضائيين، ولهذا يرجح البعض أن الأمر كان سبباً مباشراً في اغتياله.
أما أول بريطانية ذهبت في رحلة إلى الفضاء، البروفيسورة هيلين شارمان، فقد صرحت في يونيو (حزيران) عام 2020 لصحيفة "أوبزيرفر" البريطانية بأن "الكائنات الفضائية موجودة بيننا في مكان ما في هذا الكون، وأنها موجودة لا شك في ذلك"، وكررت "هناك أشكال مختلفة تماماً من الحياة بين مليارات النجوم"، وأضافت شارمن، وهي كيميائية تعمل حالياً في كلية إمبريال كوليدج في لندن، أنه على الرغم من أن أجسام الكائنات الفضائية لا تتكون من النيتروجين والكربون كأجسام البشر، إلا أنها موجودة على سطح الأرض، لكننا لا نستطيع رؤيتها.
غالباً يمكن اعتبار توظيف (ناسا) لرجال دين، حلقة جديدة من الحلقات التي تنشر الضباب حول مشروعات الولايات المتحدة في الفضاء، وفي كل الأحول ربما يكون عام 2020 عام تحقيق بعض من تنبؤات العرافة البلغارية الشهيرة بابا فانغا، عن تواصل الفضائيين مع الأرضيين.