تحولت نشرة أخبار كورونا التي تصدرها وزارة الصحة الموريتانية يومياً إلى مقياس حقيقي لمدى انتشار الفيروس في بلد تخطت الإصابات فيه حاجز 40 ألفاً منذ ظهور الجائحة في مارس (آذار) 2020. النشرة التي يتابعها الموريتانيون بقلق متزايد خوفاً من صدور قرارات تؤثر في حياتهم قد تصل حد إغلاق المجال الجوي للبلاد في حالة إذا ما بلغت الأرقام مستويات كارثية.
أسبوع الحالات الحرجة
سجلت المصالح الصحية الموريتانية، الجمعة، خضوع 31 شخصاً للعناية المركزة بفعل إصابتهم بفيروس كورونا، ووصفت الوزارة حالتهم الصحية بالحرجة التي تتزايد في العاصمة نواكشوط، بعد ظهور "أوميكرون" في سجل الفحوصات التي يجريها المواطنون بشكل يومي.
ويرى محمد يحيى أبه، رئيس المنظمة الموريتانية للمساعدة والتضامن الاجتماعي ودعم حماية البيئة OMASSAPE الفاعلة في مجال التوعية، أن "التسيير الاستراتيجي لخطة تصدي (أوميكرون) يتطلب سرعة في التحرك تُضاهي نظيرتها في انتشار المتحورة مقارنة بتفشي كوفيد-19". وطالب في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، "بالاستعانة بكل الفاعلين من أجل محاصرة أوميكرون بتشديد الإجراءات الاحترازية والتلقيح والتشخيص الجيني وتعميم الفحوصات الضرورية".
إصابة الرئيس وتعليق سفر الوزراء
زاد خبر إصابة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الأسبوع الماضي بكورونا من مخاوف الموريتانيين من الفيروس الذي نغص عليهم حياتهم منذ عامين؛ وقالت الرئاسة في بيان مقتضب، صدر في الرابع من يناير (كانون الثاني)، "إن الرئيس أجرى الفحوصات بعد إصابته بزكام"، مشيرة إلى "أن لديه أعراضاً خفيفة". قبل أن تعلن الرئاسة الموريتانية مساء الأحد، خبر شفائه من كورونا؛ حيث أظهرت فحوصه نتائج سالبة أكددت خلوه من الفيروس.
وتزامن إعلان إصابة الرئيس بالفيروس وتعليق الحكومة اجتماعها الأسبوعي، إذ أصدر الوزير الأول الموريتاني محمد ولد بلال، تعميماً بتعليق سفر جميع الوزراء والمسؤولين الحكوميين للخارج، إثر انتشار فيروس كورونا في البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفق مصادر إعلامية موريتانية، "فإن التعميم يشمل جميع الوزراء والمسؤولين الحكوميين، كما تم تعليق مهامهم إلى الخارج حتى إشعار آخر".
ويلاحظ رئيس تحرير منصة تواتر الموريتانية أحمد الفاضل في تصريح خاص، "تراجع أنشطة الحكومة التي هي أساس الأخبار في موريتانيا"، ويرجع ذلك إلى "العودة القوية لمتحورة أوميكرون التي خيمت على نشاطاتها، كما أن دعوات التغطية الإخبارية التي كانت تصدر من المرافق العمومية تراجعت هي الأخرى".
لجنة كورونا في انعقاد دائم
في هذه الأثناء عقدت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة "كوفيد" اجتماعاً من بعد، أقرت فيه جملة من الإجراءات، بينها حظر كل التجمعات وإغلاق قاعات الحفلات، وطالبت اللجنة محافظي الولايات بتكثيف التوعية ضد مخاطر الوباء، وتعبئة فرق متنقلة لمراقبة التقيد بالإجراءات الاحترازية. وأوضحت "أنها في حالة انعقاد دائم وتُصدر تقييمها في اجتماع كل 48 ساعة"، ويرأس اللجنة الوزير الأول وبعضوية وزراء الصحة والداخلية والنقل والمالية.
مخاوف عودة المدارس
عودة التلاميذ الموريتانيين للدراسة بعد انتهاء عطلة الفصل الدراسي أثارت تعجب المواطنين وزادت من مخاوفهم على صحة أبنائهم؛ بخاصة أن تعميم وزارة التعليم الذي يُحدد موعد العودة إلى المدارس سابق هذه الموجة القوية لـ"أوميكرون"، إذ صدر قبل شهر من الآن، ولم يُراعِ مستجدات الوباء في البلاد؛ وضجت وسائط التواصل الاجتماعي في موريتانيا بدعوات لمراجعة قرار الوزارة وتأجيل الدراسة.
أرقام عن الفيروس في موريتانيا
تُظهر البيانات التي نشرتها وزارة الصحة الموريتانية هذا الأسبوع؛ بلوغ مجموع الإصابات النشطة في البلاد 6563 إصابة، بينها 6497 من دون أعراض، وتستأثر العاصمة نواكشوط بالنسبة الأعلى من الإصابات النشطة، إذ بلغت نسبة الحالات فيها 71.42 في المئة.
ووفق آخر إحصاءات الوزارة للوضعية العامة للحالة الوبائية في موريتانيا، "بلغ إجمالي الإصابات بكورونا منذ ظهور الجائحة 47 ألفاً و36 شخصاً. وأوضحت أن الوفيات بلغت 881 وحالات الشفاء 39592".