خلافات المشاهير أمر شائع، ولا تعد أنباء الشد والجذب بينهم مفاجِئة. لكن، أن تتطوّر تلك الخلافات إلى عداوات طاحنة، فهذه قصة ثالثة، وأن يكون طرفا تلك "الحرب" نجمين يقدمان على الشاشة دور الصديقين، والأحباء الأكثر إخلاصاً، فحتماً هذا أمر يصدم الجمهور، لا سيما حينما يحدث هذا في عمل تعددت مواسمه، وظلّ بطلاه معاً سنوات عدة، وظهرا نموذجين للتضحية من آجل الآخر.
ورغم كل شيء يبدو هذا محبطاً للمعجبين، الذين ارتبطوا بالعمل، وكأنّ المشاهد خُدِع بكل تلك التفاصيل التي عاشها وصدّقها من ممثلين محترفين، إذ يعتقد أنه على الأقل يمكن أن تكون العلاقة بينهما عادية وشبه لطيفة وليست معركة.
كراهية بين الأصدقاء
الأمر يتجسّد بقوة مثلاً في علاقة اثنتين من بطلتي مسلسل "Sex and the City"، الذي قُدم منه ستة مواسم كمسلسل تلفزيوني وفيلم على جزأين.
ويحكي العمل بالأساس علاقة صداقة وطيدة بين أربع نساء، يعشن بمدينة نيويورك الأميركية، ويواجهن إحباطاتهن العاطفية بدعم بعضهن بعضاً، وهن شارلوت يورك، وميراندا هوبز، وكاري برادشو، وسمانثا جونز. والأخيرتان تحديداً كانت تربطهما علاقة خاصة جداً ضمن الأحداث، وكل منهما تدعم الأخرى بشدة.
لكن، في الواقع ووراء الكواليس كان الأمر مختلفاً للغاية، حيث وصفت كيم كاترال (صاحبة دور سمانثا) علاقتها بسارة جيسكيا باركر (كاري برادشو) بـ "السامة". وفي حفلات الجوائز الكبرى كانت تجلس بعيداً عنها.
وقبل ثلاثة أعوام، كتبت سارة تغريدة تعزية في وفاة شقيق كيم، لترد عليها الأخيرة وتصب جام غضبها وتصفها بالمنافقة التي تسعى للظهور بمظهر المرأة اللطيفة الداعمة، بينما هي عكس ذلك، ووصفتها كيم بالقاسية، وأنها لا تريد أن تتذكّرها أبداً بسبب ما عانته معها في الكواليس.
كما اعترضت كيم أيضاً على تفاوت الأجور في العمل لصالح سارة، باعتبارها البطلة الرئيسة، وتوتر العلاقة بينهما كان سبباً أساسياً في توقف مشروع الجزء الثالث من فيلم "الجنس والمدينة"، وكان سبباً أساسياً كذلك في استبعاد كيم كاترال من فريق موسم جديد من العمل يحمل عنوان "And Just Like That" يتكون من عشر حلقات، وبدأ عرضه أخيراً، إذ يضم أغلب أبطال العمل الأساسيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إهانات في الكواليس
يتماهى الجمهور دوماً مع الشخصيات، ويفضّل أن تظل الهالة التي تحيط بأدوارهم على الشاشة غير قابلة للخدش، بالتالي كان صادماً للغاية ما كشفت عنه الممثلة لوسي لو أخيراً في ظهورها ببرنامج النجمة درو باريمور، إذ أكدت لوسي لو أن النجم بيل موري، الذي جسّد دور الوسيط بوسلي، في فيلم "ملائكة تشارلي" الذي عُرض عام 2000 انهال عليها في الكواليس بالشتائم، واتهمها بأنها لا تعرف شيئاً عن التمثيل، وتلفّظ بألفاظ مزعجة للغاية، وهي أشارت إلى أنها لم تقف مكتوفة الأيدي، ودافعت عن نفسها.
اللافت أنه جرى الاستغناء عن النجم الشهير في الموسم الثاني من الفيلم، بخاصة أنه دائم الشجار في الكواليس في أغلب أعماله.
ورغم الانسجام الكبير الذي ظهر على الشاشة بين أنجلينا جولي وجوني ديب في فيلم "The Tourist"، الذي عُرض عام 2010، فإنه بسبب هذا العمل نشأ جفاء طويل الأمد بين البطلين، إذ كان يعتبر ديب أن أنجلينا جولي فنانة متعالية، فيما هي اعترفت بأنه لا يهتم بنظافته الشخصية إطلاقاً، وهو أمر كان يضايقها في أثناء مشاهدهما معاً، ومع ذلك استمرا في الترويج للفيلم سوياً، لكن العلاقة الشخصية بينهما كانت متدهورة.
رومانسية مزيفة
لا تختلف القصة هنا كثيراً عن العلاقة السلبية التي تربط بين النجمين ليوناردو دي كابريو وكلير دينس، إذ قدّما قصة حبيبين مخلصين تعلق بهما الجمهور من خلال الفيلم الرومانسي الشهير "Romeo + Juliet" المعروض عام 1996، إذ كانت هناك مشاحنات في الكواليس بين النموذجين اللذين لطالما اعتبرا مثالاً للرومانسية لجيل المراهقين في التسعينيات.
وكان يرى دي كابريو زميلته في الفيلم امرأة متزمتة وغاضبة على الدوام، وهي اعتبرته إنساناً غير ناضج بالمرة، ولم تحب أبداً طريقة تعامله في الكواليس، ورفضت في ما بعد مشاركته بطولة فيلم "تيتانيك" الشهير، لتحل محلها كيت وينسلت.
ورغم أن المناوشات بين الصحافيين بيتر براكيت وسابرينا بيترسون انتهت بقصة رومانسية كوميدي في فيلم "I Love Trouble" عام 1994، لكنّ البطلين الحقيقيين نيك نولتي وجوليا روبرتس لم يطيقا بعضهما بعضاً، حتى إن النجمة صاحبة الابتسامة الجميلة وصفت شريكها في البطولة بأنه "مثير للاشمئزاز".
ليس كل ما نراه على الشاشة حقيقياً، إذ إن أكثر الحكايات رومانسية ولطفاً وراءها كواليس مزعجة تكون مصدراً لتعاسة محبي تلك الأعمال في كل الأحوال.