زعم نائب عن حزب المحافظين البريطاني أن غزواً روسياً لأوكرانيا "حتمي ووشيك". وجاء ذلك بعد إشارات مسؤولين أميركيين تفيد بأن الروس قد أرسلوا مجموعة من العملاء للتمركز بشكل مسبق من أجل القيام بعملية "راية كاذبة" [خطوة يقصد منها توفير ذريعة لهجوم ما بعد تحميل الجهة المستهدفة مسؤولية القيام به] بغرض تبرير غزو أوكرانيا.
ولفتت جين ساكي، الناطقة باسم البيت الأبيض، إلى أن الكرملين كان يمهد لهجوم ما عن طريق حملة تضليل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصور كييف على أنها الجهة المعتدية.
وقال توبياس إلوود، وهو رئيس لجنة الدفاع التابعة لمجلس العموم البريطاني، الذي كان يتحدث يوم الجمعة، "أخشى أن غزو القوات الروسية حتمي ووشيك، ونحن سمحنا بذلك [اللوم علينا]".
وأضاف، "سنحت لنا الفرصة لوضع معدات عسكرية كافية وقوات أيضاً في أوكرانيا من أجل جعل الرئيس بوتين يفكر مرتين [يتراجع عن] بمسألة الغزو [قبل شنّه]، إلا أننا أخفقنا ولم نقم بذلك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع إلوود "يعرف الرئيس بوتين فقط ما الذي سيفعله تالياً، لكن الأسبوع المقبل يبدو محورياً".
وأضاف، "لقد حشر نفسه في زاوية، وبعد أن رفض حلف الناتو الرضوخ لتهديداته، يبدو أنه لم يبقَ أمامه سوى خيار واحد".
من جانبها، دعت ليز تروس وزيرة الخارجية البريطانية، في تغريدة نشرتها يوم السبت، موسكو إلى "وقف العدوان". وكانت تروس قد دانت إلى جانب الدول الأعضاء في حلف الناتو الحشد العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا.
وقالت الوزيرة، إن "روسيا تشنّ حملة تضليل الغرض منها زعزعة استقرار أوكرانيا جارتها التي تتمتع بالسيادة، وتبرير غزوها".
وأضافت، "على روسيا أن توقف عدوانها، وتخفف التصعيد وتشارك في مباحثات مُجدية".
وكان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، قد قال إن موسكو لن تنتظر إلى أجل غير مسمى في انتظار نزول الغرب على طلباتها، أي تقديم الولايات المتحدة وحلف الناتو ضمانات لها بأن التحالف العسكري [حلف شمال الأطلسيي] لن يتوسع شرقاً. وذكر أنه يتوقع ورود رد مكتوب الأسبوع المقبل.
وأضاف أن نشر "الناتو" قواته قرب حدود روسيا وقيامه بمناورات هناك، يشكلان تحدياً أمنياً يجب أن يعالج بشكل فوري.
وأردف لافروف الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي، "لقد نفد صبرنا. لقد فاقم الغرب، مدفوعاً بالغطرسة، التوترات في انتهاك لالتزاماته ومخالفاً للحس السليم".
ونشرت وزارة الدفاع الروسية شريطاً مصوراً لدبابات وأسلحة محملة في القطارات. ووصفت موسكو المناورة بأنها جزء من تدريبات على اختبار سلاح مدفعية طويلة المدى.
ورأى روب لي، وهو محلل عسكري يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له بأن "من المرجح أن يكون هذا تغطية للوحدات التي يجري تحريكها باتجاه أوكرانيا".
وفي اليوم نفسه، تم شن هجوم سيبراني كبير ضد أوكرانيا، استهدف ما يزيد على 12 موقعاً إلكترونياً حكومياً، فيما وجه قراصنة روس تدور الشبهات حولهم تحذيراً إلى الأوكرانيين جاء فيه "اشعروا بالخوف [لترتعد أوصالكم]، وانتظروا الأسوأ".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية "نتيجة لهجوم بعملية قرصنة ضخمة، توقف موقع وزارة الشؤون الخارجية الإلكتروني والمواقع الإلكترونية لعدد من الوكالات الحكومية الأخرى بشكل مؤقت عن العمل. إن المتخصصين لدينا يعملون على إعادة عمل أنظمة تكنولوجيا المعلومات إلى سابق عهده".
ودان جوزيب بوريل، كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، صباح الجمعة الماضي، الهجوم السيبراني موضحاً أن الكتلة الأوروبية ستدعم كييف.
وقال بوريل للمراسلين في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في برست الفرنسية، "سنقوم بحشد كل مصادرنا من أجل مساعدة أوكرانيا على التصدي لهذا الهجوم السيبراني. ومع الأسف، كنا نعرف أن ذلك قد يحصل".
وتابع، "من الصعب القول [من هو وراء الهجوم]. ولا أستطيع أن ألقي باللوم على أحد لأنني لا أملك دليلاً، غير أننا نستطيع أن نُخمّن".
© The Independent