أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء 25 يناير (كانون الثاني)، أنه مستعد لفرض عقوبات على نظيره الروسي فلاديمير بوتين شخصياً إذا شنت القوات الروسية هجوماً على أوكرانيا.
وخلال زيارة قام بها الرئيس الأميركي إلى متجر صغير في واشنطن سألته صحافية عما إذا كان وارداً بالنسبة إليه أن يفرض عقوبات على بوتين شخصياً، فأجاب بايدن "نعم. يمكن أن أنظر في ذلك".
وأضاف بايدن أنه قد يحرك على المدى القريب بعضاً من 8500 جندي أميركي وُضعوا في حالة تأهب.
لكن بايدن أكد عدم وجود نية لإرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا، لكنه حذر روسيا مجدداً من عقوبات مشددة في حال أمرت موسكو بمهاجمة جارتها.
وقال بايدن للصحافيين "لا توجد نية لنشر قوات أميركية أو تابعة لحلف الأطلسي في أوكرانيا".
أسلحة اقتصادية
وفي وقت سابق الثلاثاء، شهرت واشنطن الأسلحة الاقتصادية التي تعتزم استخدامها ضد موسكو إذا ما اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا، في حين قرعت روسيا طبول الحرب بإطلاقها مناورات عسكرية على أبواب جارتها الغربية.
وحذر مسؤول أميركي رفيع من أن بلاده لن تتوانى عن فرض عقوبات قاسية على روسيا، تشمل قيوداً على صادرات معدات التكنولوجيا المتقدمة الأميركية، مطمئناً حلفاء واشنطن الأوروبيين إلى أن أي استخدام من جانب موسكو لصادراتها من النفط والغاز كـ"سلاح" سيأتي بنتائج عكسية.
وقال المسؤول لصحافيين طالباً عدم الكشف عن هويته "نحن على استعداد لفرض عقوبات تحمل تداعيات هائلة" تتجاوز الإجراءات السابقة التي طُبقت عام 2014 بعدما اجتاحت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف "ولَّى زمن الإجراءات التدريجية"، مؤكداً أنه في حال غزت روسيا أوكرانيا مجدداً "فسنبدأ من أعلى سلم التصعيد".
وتطرق المسؤول الأميركي إلى المخاوف السائدة في أوروبا من أن ترد روسيا على أي عقوبات عبر تقليص صادراتها من الطاقة إلى القارة العجوز التي تعتمد عليها بشدة، بالقول إن موسكو ستؤذي نفسها أيضاً في حال أقدمت على خطوة من هذا القبيل.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يبحثون في الأسواق العالمية عن مصادر بديلة للطاقة للتخفيف من تداعيات أي نزاع، في وقت تعاني فيه أوروبا في الأساس ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير خلال الشتاء.
تحذير بيلاروس
وفي السياق ذاته، حذرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، بيلاروس من رد انتقامي في حال ساعدت حليفتها روسيا على غزو أوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس "لقد أوضحنا لبيلاروس أنها في حال سمحت باستخدام أراضيها في هجوم ضد أوكرانيا ستواجه رداً سريعاً وحاسماً من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا".
وتابع برايس، "في حال حصل غزو انطلاقاً من بيلاروس، إذا تمركزت قوات روسية بشكل دائم على أراضيها، قد يتعين على حلف شمال الأطلسي أن يجري إعادة تقييم لطريقة انتشار قواتنا الخاصة في الدول المحاذية لبيلاروس".
ورئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو حليف للرئيس الروسي بوتين، وقد قمع احتجاجات حاشدة مناهضة له طعنت بشرعية فوزه بولاية رئاسية جديدة.
وقدأعلن لوكاشنكو، في ديسمبر (كانون الأول) 2021، عن مناورات عسكرية مشتركة بين بلاده وروسيا، ما دفع بالولايات المتحدة إلى التحذير من خطر دخول أسلحة نووية إلى البلاد.
ماكرون: روسيا ستدفع "ثمناً باهظاً"
حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، من أن روسيا ستدفع "ثمناً باهظاً جداً" إذا شنت هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، مشيراً إلى أنه سيجري الجمعة مباحثات هاتفية مع نظيره الروسي في مسعى لنزع فتيل هذه الأزمة.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين إنه "إذا حصل هجوم، سيكون هناك رد، والثمن (الذي ستدفعه روسيا) سيكون باهظاً جداً".
وأضاف أن فرنسا وألمانيا "متحدتان" في الدعوة إلى خفض حدة التوتر على الحدود بين روسيا وأوكرانيا، وذلك بعد التكهنات التي سرت بشأن موقف برلين من هذه الأزمة، واحتمال أن يكون أكثر ليناً من سائر الدول الأوروبية بسبب الروابط الاقتصادية بينها وبين موسكو.
وقال ماكرون "ندعو إلى تخفيف حدة التوتر، وأريد أن أعبر أيضاً عن مدى اتحاد ألمانيا وفرنسا في هذا الموضوع".
وإذ شدد الرئيس الفرنسي على "أننا نحضر بالتوازي رد فعل مشتركاً وإجابة في حالة حصول عدوان" روسي على أوكرانيا، أكد أن القوى الغربية "متحدة تماماً" إزاء هذه الأزمة.
لكن ماكرون لفت إلى أن "الحوار" يجب أن يستمر مع روسيا، مشيراً إلى أنه سيجري محادثات هاتفية مع بوتين صباح الجمعة.
وقال "سأجري صباح الجمعة محادثة (هاتفية) مع الرئيس بوتين لتقييم مجمل الوضع"، لافتاً إلى أن هذه المحادثة ستتيح لسيد الكرملين الفرصة لتقديم "توضيح" بشأن ما تعتزم روسيا فعله في أوكرانيا.
من جهته قال شولتز "نتوقع من روسيا خطوات واضحة تسهم في تهدئة الوضع. كلنا متفقون على أن عدواناً عسكرياً سيؤدي إلى عواقب وخيمة".
كما حذر المستشار الألماني من أن موسكو ستدفع "ثمناً باهظاً للغاية" إذا انتهكت وحدة أراضي أوكرانيا.
وفي المؤتمر الصحافي اتهم ماكرون روسيا بأنها تتصرف كـ"قوة عدم توازن" من خلال سلوكها ليس في أوكرانيا فحسب بل أيضاً في بيلاروس والقوقاز ومولدافيا.
وقال الرئيس الفرنسي إن الوضع مقلق ويتطلب من أوروبا أن تظل موحدة وأن تُعد "رداً مشتركاً".
لكن سيد الإليزيه أوضح أن "هذا يعني أيضاً أنه يجب علينا أن نجري حواراً توضيحياً مع روسيا، لأنني أعتقد أن هذا الحوار ضروري لمحاولة إزالة جوانب الغموض".