أعلنت القوات الكردية في شمال شرقي سوريا أنها استعادت الأربعاء، 26 يناير (كانون الثاني)، "السيطرة الكاملة" على سجن في مدينة الحسكة، منهيةً بذلك هجوماً شنه عليه تنظيم "داعش"، هو "الأكبر والأعنف" له منذ ثلاث سنوات.
وأكد بيان لقوات سوريا الديمقراطية، "تتويج حملة ’مطرقة الشعوب‘ العسكرية والأمنية بالسيطرة الكاملة على سجن الصناعة بالحسكة من قبل قواتنا واستسلام جميع عناصر" التنظيم.
وتقدمت القوات الكردية، الأربعاء، "ببطء" داخل سجن تحصن فيه عناصر مسلحون من تنظيم "داعش" منذ ستة أيام في شمال شرقي سوريا، وذلك تزامناً مع اشتباكات متقطعة في محيطه، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشارك أكثر من مئة من مسلحي التنظيم الموجودين داخل السجن وخارجه، في هجوم منسق بدأ، مساء الخميس الماضي 20 يناير، على المرفق الذي تشرف عليه الإدارة الذاتية الكردية في مدينة الحسكة، في عملية تعد "الأكبر والأعنف" منذ إعلان القضاء على التنظيم في سوريا قبل ثلاث سنوات.
وتعمل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على استعادة السيطرة الكاملة على المنطقة.
وتواصل "قوات سوريا الديمقراطية" وقوات الأمن الكردية (الأساييش) الأربعاء، وفق المرصد، "عمليات التمشيط والتفتيش ضمن مهاجع في السجن" ومحيطه، حيث دارت ليلاً اشتباكات متقطعة بين الطرفين.
وأوقعت الاشتباكات المستمرة منذ الخميس الماضي، داخل السجن وفي محيطه 181 قتيلاً، وفق آخر حصيلة للمرصد، 124 منهم من عناصر التنظيم و50 من القوات الكردية، إضافة إلى سبعة مدنيين.
ظروف المعركة
ويتحصن السجناء المسلحون وبينهم عدد من مسلحي التنظيم الذين تمكنوا من الدخول خلال الهجوم، في القسم الشمالي من السجن، بينما تضم أقسام أخرى سجناء من التنظيم ممن شاركوا في العصيان واحتجاز عدد من حراس السجن والعاملين فيه. وتعمل القوات الكردية على التقدم تباعاً في تلك الأقسام.
وبحسب المرصد، أسفرت عمليات التمشيط والمداهمة عن تحرير 32 من العاملين في السجن منذ الإثنين (24 يناير)، وكان عدد منهم ظهروا في شريط فيديو بثه التنظيم على حسابات لمتشددين إثر شنه الهجوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأحصى مسؤول المكتب الإعلامي في "قوات سوريا الديمقراطية" فرهاد شامي في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء 25 يناير، تسليم "أكثر من 850 إرهابياً من المعتقلين الذين نفذوا العصيان وكذلك من المهاجمين أنفسهم" منذ بدء الهجوم.
مفاوضات جارية
وتوجه القوات الكردية نداءات إلى عناصر التنظيم من أجل "الاستسلام الآمن" وفق شامي، رافضاً الحديث عن "تفاوض" معهم.
إلا أن مدير المرصد رامي عبد الرحمن أكد، الأربعاء، أن قيادياً سورياً في صفوف التنظيم يتولى التفاوض مع الجانب الكردي لإنهاء حالة التمرد وتأمين الطبابة لعدد كبير من جرحى التنظيم.
وتلقى الخطوة، وفق عبد الرحمن، معارضة "الدواعش" الأجانب.
وقال مسؤول كردي رفيع، إن "الموضوع منته عسكرياً"، موضحاً أن "سبب التريث في الهجوم هو وجود أطفال قصر وللخروج بأقل الخسائر البشرية".
ويعد سجن الصناعة في حي غويران من بين أكبر مراكز الاعتقال التي تشرف عليها الإدارة الذاتية. وكان يضم قرابة 3500 مقاتل من التنظيم، من بينهم نحو 700 فتى، غالبيتهم ممن تم القبض عليهم خلال آخر المعارك التي خاضتها "قوات سوريا الديمقراطية" ضد التنظيم قبل دحر "داعش" في عام 2019.
وجددت الإدارة الذاتية الكردية مطالبتها المجتمع الدولي بالتدخل سريعاً لتقديم الدعم من أجل الحيلولة دون إعادة تنظيم المتشددين لصفوفهم.
وقال مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية عبد الكريم عمر لوكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء، إن "هذه القضية مشكلة دولية وليس بإمكاننا مواجهتها وحدنا".
وطالب عمر المجتمع الدولي بـ"دعم الإدارة الذاتية لتحسين الظروف الأمنية والإنسانية للمحتجزين في مراكز الاعتقال والموجودين في المخيمات المكتظة".