هل تنجح مبادرة بارزاني في حل الأزمة السياسية بالبيت الشيعي؟

أطلق رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، الإثنين 31 يناير (كانون الثاني)، مبادرة لمحاولة حلحلة الأوضاع وتقريب وجهات النظر بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي تصدرت كتلته السباق الانتخابي في الانتخابات المبكرة التي أقيمت في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقوى "الإطار التنسيقي" للسير قدماً في تشكيل الحكومة الجديدة.

وأرسل بارزاني رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وزعيم تحالف "السيادة" خميس الخنجر إلى محافظة النجف للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مقر إقامته بالحنانة في النجف الأشرف.

وتشير المصادر السياسية إلى أن هناك لقاء قريباً سينعقد في العاصمة بغداد يجمع الزعماء والقيادات السياسية الشيعية بحضور ممثلي المكونين السني والكردي، وسط تساؤلات هل تنجح مبادرة بارزاني في حل الأزمة السياسية في البيت الشيعي؟

وأكد تحالف "السيادة"، بزعامة خميس الخنجر، والذي يضم قوى سياسية سنية، أن مبادرة بارزاني، سوف تحقق النجاح في حل الأزمة السياسية.

نتائج مرتقبة للمبادرة

وقال القيادي في التحالف أمجد الدايني، في تصريح صحافي، إن "مبادرة بارزاني جاءت من أجل إيجاد انفراج للأزمة السياسية التي يشهدها العراق، ونعتقد أن هذه المبادرة سوف تلاقي نجاحاً في القريب العاجل"، مضيفاً أنه "سيكون هناك اجتماع موسع للقوى السياسية كافة (الشيعية، والسنية، والكردية)، لإيجاد حل حقيقي للأزمة السياسية في القريب العاجل"، وتابع القيادي في تحالف "السيادة" أننا "نعتقد أن المشهد سيكون هو الأقرب للمشهد السياسي الذي كان عليه خلال سنة 2018، أي بمعنى تكون القوى السياسية منقسمة إلى قسمين، ثم تشكيل حكومة جديدة تضم كل الأطراف السياسية".

مجموعة من الأهداف

في الأثناء، رأى الباحث السياسي نبيل جبار العلي أن "مبادرة بارزاني لها مجموعة من الأهداف، منها ترطيب الأجواء الشيعية، واستمالة القوى السياسية السنية، تحالف عزم - تقدم، والطرف الشيعي البارز، الكتلة الصدرية، قبيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الذي يسعى رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني لفوز مرشحه هوشيار زيباري"، وقال، "يحاول بارزاني إعادة التفاهمات للعملية السياسية بين الفرقاء السياسيين وإقناع الجميع بضرورة العودة لمبادئ تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب وفق مبدأ الاستحقاق الانتخابي والاستحقاق المكوناتي المتعلق بمشاركة المكونات".

تأثير كبير

واعتبر الباحث السياسي صالح لفتة، أن "بارزاني يمتلك تأثيراً كبيراً على جميع الأطراف السياسية العراقية، ومبادرته ستكون أساساً لتجاوز الخلافات أو تقليلها للحد الذي تصبح به من السهولة حلحلتها أثناء تشكيل الحكومة أو قبلها"، ورجح لفتة أن "العائق الوحيد أمام مبادرة بارزاني هو الخلاف الكبير بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من جهة ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي من جهة أخرى"، وفسر لفتة الخلافات في البيت الشيعي بأنها "تتركز بين هاتين الشخصيتين ومتى تفاهما أو قبل أحدهما بالآخر، سيدخل الشيعة ككتلة واحدة في جلسة مجلس النواب المقبلة لاختيار رئيس الجمهورية، وكلاهما لهما علاقات قوية مع القادة الكرد، ويسعى الأكراد لتقريب وجهات النظر بينهما لتنتهي بحلول وسطية ستسمح بمشاركة الجميع في الحكومة من دون أن يكون هناك نصر لطرف على الطرف الآخر، أو تهميش أي طرف، ووضع فيتو على مشاركته في الحكومة، أما أطراف الإطار الأخرى فمرحب بهم من قبل مقتدى الصدر للمشاركة في الحكومة قبل هذه المبادرة".

أيضاً مبادرة بارزاني لها هدف آخر، لا سيما ضمان دعم الشيعة موحدين لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني لرئاسة الجمهورية وضمان استقرار سياسي في الفترة المقبلة لحلحلة بعض الملفات العالقة بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم، والابتعاد عن خلق جبهة معارضة ربما تكون معرقلة للقرارات والمطالب التي يريدها الكرد في الفترة المقبلة سواء من الحكومة أو البرلمان، وفقاً للفتة.

الفرصة الأخيرة

بدوره، وصف الباحث السياسي علي البيدر المبادرة التي تقدم بها بارزاني بتوجيه وفد لزيارة زعيم التيار الصدري بأنها تمثل الفرصة الأخيرة لحل الأزمة السياسية الخانقة التي يمر بها العراق والعملية السياسية، وذكر البيدر في تصريح صحافي، أن "تلك المبادرة سوف تجنب العراق الدخول في معترك فرض الإرادات المتبادلة وتجنب البلاد العديد من المشاكل على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية"، مضيفاً، "هي مبادرة منطقية تتمثل في إرضاء الجميع بناء على استحقاقهم الانتخابي"، وتابع أن "بارزاني يمتلك العلاقات المناسبة والطيبة التي تؤهله لطرح هكذا مبادرات وبما يصب في خدمة الصالح العام على مستوى العراق"، مؤكداً أنها "ستأتي بنتائج إيجابية سوف تتبين خلال وقت قصير".