تزامناً مع انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 53، تسلّط المتاحف المصرية الضوء على أبرز وأشهر تماثيل الكاتب المصري، وأدوات الكتابة في مصر القديمة، كنوع من الاحتفاء بالكتاب وتقدير الكتابة.
وتعرض المتاحف في القاهرة والمحافظات المختلفة أجمل وأبرز 10 تماثيل للكاتب المصري مع التعريف بها، وتقدّم معلومات عنها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وخصص المُتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، إلى جانب عرض تمثال الكاتب، فاترينة كاملة تضم مجموعة متنوّعة من الأدوات، التي استخدمها المصري القديم في الكتابة، ومنها 40 بطاقة مصنوعة من العاج، كُتب عليها باللغة المصرية القديمة، التي تعد أول محاولات الكتابة في مصر القديمة، وترجع إلى عام 3150 ق. م، إضافة إلى 6 أختام من الطين، و11 ختماً أسطوانياً.
كما تضم بردية جنائزية مكوّنة من عدة أجزاء، كُتب عليها باللغة الهيراطيقية، تعبّر عن حياة المتوفي في العالم الآخر، وقطعة من الحجر الجيري (أوستراكا) نُقش عليها أحد أروع قصص الأدب المصري القديم لشخص يدعى سنوهي، وكان خادماً للملك أمنمحات الأول، ويرجع تاريخها إلى عصر الأسرة الـ 12 من الدولة الوسطى خلال عهد الملك أمنمحات الأول.
أشهر التماثيل
ويعدّ تمثال "كاتب القاهرة"، المعروض في المتحف المصري بميدان التحرير بالقاهرة، من أشهر تماثيل الكاتب المصري. إذ يمثل أيقونة تماثيل الكتبة، ورمزاً مهماً من معالم فن النحت المصري، وهو مصنوع من الحجر الجيري الملوّن، ويرجع تاريخه إلى عصر الأسرة الخامسة بالدولة القديمة، وعُثر عليه في سقارة عام 1893.
بينما يعرض المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط تمثال اﻟﻜاتب "ﺣﻌﺒﻰ"، وهو المشرف الإداري على معبد اﻹﻟﻪ آﻣﻮن - رع ﺑﺎﻟﻜﺮﻧﻚ، جالساً وﻣﻤﺴـﻜﺎً ﺑﺒﺮدﻳـﺔ ﺗﻌﻜـﺲ وﻇﻴﻔﺘﻪ ﻛﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﻛﺘﺒــﺔ اﻟﻤﻌﺒﺪ، والتمثال مصنوع من حجر الكوارتزيت ويرجع تاريخه إلى عصر الأسرة 19 من اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ.
أما متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية فيعرض تمثال الكاتب "تب- إم- عنخ"، الذي كان يحمل عديداً من الألقاب، منها لقبا الوزير ورئيس القضاة، وذلك إما في عهد الملك أوناس أو الملك بيبي الثاني، والتمثال مصنوع من الجرانيت الوردي، وعُثر عليه في سقارة، ويرجع تاريخه إلى الدولة القديمة.
وفي متحف الأقصر يوجد تمثال الكاتب "أمنحتب بن حابو"، وهو مصنوع من الجرانيت، ويصوّر الكاتب أمنحتب بن حابو جالساً مائلاً برأسه قليلاً إلى الأمام، وبين يديه بردية مبسوطة يُمسك بطرفها بيده اليسرى، وعلى قاعدة التمثال رموز من الكتابة المصرية القديمة.
ويعرض متحف الغردقة تمثال الكاتب "رع – حتب"، ويصوّر الكاتب جالساً ويده اليسرى مبسوطة، واليمنى تقبض على لفة البردي، وتظهر تفاصيل الوجه واضحة، وتحديد العين باللون الأسود، وعلى قاعدة التمثال كتابات بالخط الهيروغليفي، والتمثال مصنوع من الجرانيت الوردي، ويرجع تاريخه إلى عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة.
وفي متحف مطار القاهرة الدولي يوجد تمثال الكاتب "بر سن"، الذي شغل عديداً من المناصب، منها المشرف على السجلات الملكية والجبانة الملكية بسقارة، ويصوّر الكاتب جالساً على قاعدة يرتدي النقبة الملوّنة باللون الأبيض، وباروكة الشعر السوداء، بين يديه ما يمثل ورقة البردي يُمسك حافتها بيده اليسرى واليد اليمنى تبدو وكأنه يمسك الريشة متأهباً للكتابة، وهو مصنوع من الحجر الجيري الملوّن، وعثر عليه في الجبانة الغربية من عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مكانة مرموقة
عن قيمة ومكانة الكاتب والكتابة في مصر القديمة يقول حسين عبد البصير، عالم الآثار ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، لـ "اندبندنت عربية"، "حظيت وظيفة الكاتب في مصر القديمة بتقدير واحترام كبيرين، وعدّت من الوظائف العليا في البلاد، وكانت وضعية جلوس الكاتب المصري الشهيرة من الأوضاع التي حرص على أن يتمثلها الملوك والأمراء والأشخاص ذوو المناصب العامة في الدولة، فمنهم من وجدت له تماثيل في وضعية الكاتب، مثل حور محب وزير الدفاع في عهد توت عنخ أمون، فكان شيئاً يضيف مكانة للشخص أن يجري تمثيله في وضع الكاتب".
ويضيف عبد البصير، "تعددت وظائف الكاتب المصري، واختلفت أدواره، فكان هناك كاتب للملك وآخر للمعابد، وكاتب للقرابين، وكاتب في الحروب والمعارك يوثّق الأحداث، كما كان من مسؤوليات الكتبة بشكل عام تعليم الأمراء والأشخاص ذوي المكانة الرفيعة في المجتمع، فكان نشر الثقافة والتعليم من الأدوار المنوطة به في المجتمع المصري".
روعة فن النحت
وعن تعدد أشكال تماثيل الكاتب، يقول عبد البصير إنها "تعكس روعة فن النحت في مصر القديمة، كلها تمثل قطعاً فنية فريدة من نوعها، سواء الموجودة في المتاحف المصرية أو خارجها، ومن أشهر تماثيل الكاتب المصري الموجود في متحف اللوفر، فهو واحد من أجمل التماثيل بكل تفاصيله، ويعد من القطع المهمة في المتحف".
ويضيف، "استخدم المصري القديم أدوات متعددة للكتابة، تطوّرت على مر العصور، لكن أشهرها أوراق البردي والأحبار المختلفة، إذ استخدم الحبر الأسود للنصوص العادية، والأحمر للمهمة، أو التي يريد إبرازها، مثل العناوين أو التفاصيل الدقيقة في النص، كما كان لإله الكتابة في مصر القديمة، وهو الإله (جحوتي) أهمية كبيرة، وكان يصوّر على هيئة الطائر أبو منجل".