في عملية عسكرية مباغتة، تمكنت قوات "ألوية اليمن السعيد" التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني، بإسناد بري وجوي من قوات التحالف العربي، من إحراز تقدم ميداني نوعي خلال الـ24 ساعة الماضية في محافظة حجة الحدودية مع السعودية (شمال غربي البلاد) التي كانت تقع في قبضة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وتمكنت قوات الشرعية من تطويق المدينة من كافة الاتجاهات والسيطرة على معسكر "المحصام" الاستراتيجي عقب معارك عنيفة خاضتها في محيطه.
ووفقاً للمركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، فإن العملية العسكرية بدأت، صباح أمس الجمعة، من عدة محاور للتقدم في مناطق وسواحل محافظة حجة، بالتزامن مع انهيارات متتالية في صفوف الحوثيين وفرار عناصرهم أمام القوات الشرعية، بحسب رواية قوات الشرعية.
كما شن الجيش بالتزامن، قصفاً مدفعياً وصاروخياً على مواقع الميليشيات، مع تغطية جوية نفذتها مقاتلات التحالف بسلسلة غارات.
ما قيمة "حرض"؟
وتمثل مدينة حرض مركزاً إستراتيجياً لوقوعها على الحدود مع السعودية، وبها يوجد منفذ "الطوال" البري مع الرياض، وأغلق هذا المنفذ في عام 2015 بعد تحويل الحوثيين المدينة إلى قاعدة عسكرية يستهدفون عبرها مدن جنوب المملكة بالمقذوفات والصواريخ.
وتكمن أهمية المدينة كذلك في توسطها عدة محافظات يمنية، هي صعدة وعمران والحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، وهي المناطق التي تمثل العمق الاستراتيجي والمخزون البشري للميليشيات الحوثية، الأمر الذي سيجعل من خسارتها نقطة تحول قد تكون عواقبها قاسية على الحوثي.
إلى ذلك، أوضح المركز الإعلامي أن الميليشيات الموجودة في المدينة باتت محاصرة بالكامل بعد قطع خطوط الإمداد عنها.
إلا أن قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين نقلت عن قيادة الميليشيات قولها، إنها نجحت في صد هجمات القوات التي "تسللت إلى بعض المناطق في محيط مدينة حرض".
دعوة للتسليم
وقال الناطق الإعلامي في المنطقة العسكرية الخامسة، راشد معروف في تغريدة له على حسابه في "تويتر"، إن الجيش، في الأثناء، ينادي عبر مكبرات الصوت مئات الحوثيين داخل مدينة حرض لتسليم أنفسهم ولهم الأمان أو سيتم اقتحام المدينة والتنكيل بهم.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لمعسكر المحصام في وقوعه على هضبة مرتفعة مطلة على مدينة حرض من الجهة الشرقية الجنوبية، وكان يعد مقر قيادة حرس الحدود وقيادة كتائب 35 سابقاً، وقيادة اللواء الثاني حرس حدود حالياً.
وبث الإعلام العسكري في المنطقة تصريحات لقائدها اللواء الركن يحيى حسين صلاح أعلن فيها تطويق المدينة بعد السيطرة على المعسكر المطل على حرض شرقاً.
وناشد القائد العسكري جموع الحوثيين تسليم أنفسهم، تجنباً لإراقة الدم اليمني، داعياً العناصر المتحصنة في المدينة إلى الجنوح إلى السلم والعودة إلى رشدهم.
مباغتة
وفيما كان الحوثيون يترقبون تحركات عسكرية محتملة للشرعية في مناطق أخرى، ومنها مواصلة التقدم العسكري المحرز لقوات ألوية العمالقة والجيش في جبهات جنوب مأرب (شرق) الذي بدأته خلال الأسابيع الماضية، سجلت قوات المنطقة العسكرية الخامسة، الجمعة، تحركات مفاجئة على جبهات حرض بعد توقف العمليات القتالية هناك لما يقارب العام، وهي العملية التي اعتبرها مراقبون خطوة لمباغتة الميليشيات الحوثية لتشتيت قدراتها العسكرية التي ألقت بثقلها في مأرب والساحل الغربي ومحافظة تعز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يأتي هذا التطور في إطار ما يشهده مسرح العمليات العسكرية في اليمن، من تحولات نوعية غيرت مجرى السيطرة الميدانية على نحو سريع ومفاجئ لصالح الشرعية المعترف بها دولياً، لتكشف عن انهيارات عسكرية واسعة بين صفوف مقاتلي العناصر الموالية لإيران عقب أيام من طردهم من شبوة، والاتجاه لفك الخناق عن جارتها مأرب (وكلتاهما غنيتان بالنفط) التي تواجه ضغطاً حوثياً متواصلاً منذ فبراير (شباط) العام الماضي.
في مرمى النار
إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد تركي المالكي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تطلب من المواطنين اليمنيين وعموم المدنيين عدم استخدام الطرق المؤدية إلى مدينة حرض ابتداء من الساعة الثالثة فجر اليوم السبت حتى إشعار آخر.
وأضاف أن حرض تعتبر ضمن منطقة العمليات ويتم مراقبتها على مدار الساعة"، متوعداً "باستهداف أي تحركات على هذه الطرق"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس).
كما طالبت قيادة القوات المشتركة للتحالف من المواطنين اليمنيين عدم الوجود بالقرب من تلك الطرق حفاظاً على سلامتهم.
وفي وقت سابق، أفاد التحالف أن ألوية اليمن السعيد بالمنطقة العسكرية الخامسة تقدمت باتجاه مدينة حرض، فجر الجمعة، من عدة محاور وسط انهيارات وتراجع لعناصر الميليشيات، مؤكداً أنه يدعم تقدم الألوية بكافة المحاور وأن العمليات تحقق أهدافها المرحلية.
فيما بث الإعلام العسكري التابع لألوية اليمن السعيد صوراً وفيديوهات للعملية العسكرية التي انطلقت من عدة محاور باتجاه مدينة حرض والتقدم جنوباً بالساحل اليمني.
كذلك، أظهرت صور خاصة لحظة إطلاق التحالف راجمات صواريخه، نحو تعزيزات لميليشيات الحوثي مقبلة من مديرية مستبأ في محافظة حجة، بعد سلسلة الخسائر التي تلقتها، أمس، في مديرية حرض على أيدي ألوية اليمن السعيد بالمنطقة العسكرية الخامسة.
نزع الألغام
التحالف العربي طلب من المدنيين التريث للعودة لمنازلهم بمدينة حرض حرصاً على سلامتهم، مؤكداً أن القوات بدأت تطهير المدينة من آلاف الألغام الحوثية.
من جهة أخرى، أعلن التحالف تنفيذ 16 عملية استهداف ضد الميليشيات في مأرب وحجة خلال 24 ساعة.
وأضاف أن الاستهدافات في مأرب وحجة نتج عنها تدمير 9 آليات للميليشيات الحوثية وخسائر بشرية.
يذكر أن قوات الجيش كانت حققت خلال الأسابيع الماضية تقدماً ملحوظاً على الجبهات في شبوة ومأرب وحجة، أخيراً، في عملية واسعة كبدت الحوثيين خسائر فادحة.