بالتزامن مع الإعلان الإسرائيلي العثور على شظايا صاروخ أرض - جو أطلق من الأراضي السورية في منطقة بمحاذاة جنين في الضفة الغربية، بحثت قيادة الجيش الإسرائيلي مع رئيس أركان الجيش الألماني إبرهارد تسورن، التطورات الأمنية الأخيرة في المنطقة، بالتركيز على لبنان، وما سماه الإسرائيليون "تموضع حزب الله في المنطقة الجنوبية عند الحدود الشمالية ونشر ترسانة صاروخية"، والترسانة الصاروخية الإيرانية في سوريا، وتموضع إيران عند منطقة الحدود إلى جانب الدور الذي تقوم به روسيا في سوريا.
تزامناً، نقلت وزيرة الخارجية الألمانية، آنالينا بيربوك، رسالة دعم خلال زيارتها إسرائيل، أكدت خلالها أن بلادها تسعى بشكل مكثف إلى ضمان أمن إسرائيل واتخاذ الخطوات كافة للتضامن معها، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي، يائير لبيد، تحدث الطرفان عن أن الملف الإيراني ومفاوضات فيينا كانا محور الاجتماع بينهما، وفي لقائها مع رئيس الحكومة الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بحث الطرفان التحديات الأمنية والإقليمية، وعلى رأسها ملف البرنامج النووي الإيراني، والتحديات المحدقة بإسرائيل من قبل حدودها الشمالية.
"حزب الله" وتعزيز قدراته العسكرية
وفي وقت شكل الملف الإيراني صلب نقاش وزيرة الخارجية الألمانية مع المسؤولين الإسرائيليين، انشغلت القيادة العسكرية في استعراض تقارير أمنية أمام رئيس الأركان الألماني حول الحدود الشمالية ومخاطرها، ولم يخفِ الاسرائيليون خشيتهم، أمام ضيفهم الألماني، من خطر استمرار تعزيز الترسانة الصاروخية في الجانب الآخر تجاه لبنان وسوريا، ومع استعراض تقرير إسرائيلي ادعى تكثيف نشاط "حزب الله" عند الحدود الشمالية، اختار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، جولة في المنطقة المحاذية لبلدات الجنوب اللبناني، لإطلاع الضيف الألماني من كثب على التطورات التي تتحدث عنها تل أبيب، ووصلا تحديداً إلى المنطقة الحدودية التي كشفت فيها إسرائيل، قبل أكثر من عامين، عن أنفاق قالت إنها لـ"حزب الله" حفرها لاستخدامها لتسلل مقاتليه إلى إسرائيل وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وشمل التقرير الإسرائيلي أمام تسورن ما تتحدث عنه القيادة العسكرية في الجيش الإسرائيلي عن تعزيز نشاط "حزب الله" في مشروع الصواريخ الدقيقة ومخاطرها على إسرائيل وتهديد أمنها.
دعم سلاح البحرية
واستبقت إسرائيل جولة الجنرال تسورن إلى المنطقة الشمالية بزيارة إلى قاعدة سلاح البحرية في حيفا، حيث التعاون بين ألمانيا وإسرائيل، خصوصاً في صفقات الغواصات الحربية الألمانية، ووصل الضيف الألماني للاحتفال بالفرقاطة الألمانية "GNS BAYERN" التي رست في ميناء حيفا لنقلها إلى قاعدة سلاح البحرية في حيفا، وهناك حيث التوقعات الإسرائيلية أن يشهد المكان، في أي مواجهة مستقبلية، قصفاً مكثفاً للصواريخ واستهداف مناطق استراتيجية وحساسة، خصوصاً في خليج حيفا، حيث حاويات "الأمونيا"، التي تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن إصابتها بصاروخ قد يلحق كارثة في حيفا والمنطقة، ويعرض ربع مليون إسرائيلي للخطر.
وفي القاعدة العسكرية في حيفا، حضر إلى جانب كوخافي، قائد سلاح البحرية، ديفيد ساعر، ورئيس هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة، تال كالمان، وتناول البحث بين الطرفين "سبل حماية المناطق الاستراتيجية والحساسة والتعاون بين الجيشين الإسرائيلي والألماني بما في ذلك التدريبات وتبادل الخبرات وآليات التعاطي مع التهديدات المشتركة للدولتين"، كما قال كوخافي.
"حزب الله" والتحديات
ولم تأتِ زيارة النفق عند الحدود الشمالية، صدفة، فالأجهزة الأمنية الإسرائيلية منشغلة منذ أسابيع في بحث سبل التعامل مع التطورات الأخيرة التي يشهدها لبنان، وانعكاس ذلك على الوضع الأمني والتصعيد المتوقع بين "حزب الله" وإسرائيل، وتعتبر تل أبيب استمرار "حزب الله" في تطوير صواريخ دقيقة ومتوسطة وطويلة المدى تحدياً أساسياً وتهديداً استراتيجياً على إسرائيل قد يتعاظم خلال السنة الحالية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي التقرير الذي عرض أمام تسورن، قال الجيش الإسرائيلي إن لدى "حزب الله" مئات الصواريخ الدقيقة التي تصل إلى مسافات متوسطة وطويلة المدى، وإن الحزب يواصل جهوده لتحويل صواريخه إلى دقيقة من خلال عناصر من إنتاج إيراني توضع على رأس الصاروخ وتكسبه قدرات قيادة وتوجيه، وفي بحثها لمشروع الصواريخ الدقيقة، ترى إسرائيل أن الوضع الحالي يتطلب جهوداً فورية لتطوير المنظومات الدفاعية لدى سلاح الجو أمام صواريخ "حزب الله" الدقيقة.
تطوير الصاروخ الإيراني يزيد القلق
وفي موازاة الأبحاث في سبل التعامل مع مشروع الصواريخ الدقيقة لدى الحزب، اعتبر مسؤولون أمنيون الإعلان الإيراني عن تطوير صاروخ أرض - أرض الذي وصفه الإيرانيون بـ"الصاروخ الاستراتيجي بعيد المدى"، تحدياً وتهديداً لتل أبيب، إذ يصل هذا الصاروخ إلى إسرائيل. وينبع القلق ليس فقط من الإعلان عن هذا الصاروخ، إنما تعزيز التموضع الإيراني في سوريا وما يقدمه الجيش الروسي من دعم في سوريا، كما شكل الصاروخ الذي أطلق من سوريا باتجاه إسرائيل تحدياً جديداً لإسرائيل، إذ أدخل منطقة واسعة في حال من الخوف بعد سماع دوي الانفجارات وصفارات الإنذار في مواقع عدة في الشمال وصولاً إلى منطقة المثلث القريبة من شمالي الضفة الغربية.
كما سمع دوي الانفجارات في محيط مدينة حيفا وفي سماء مدينة جنين، وأطلقت صفارات الإنذار في معظم المناطق في الجليل أيضاً، وحسب طواقم إنقاذ إسرائيلية، فقد نشب حريق قرب البؤرة الاستيطانية "حومش" المقامة على أراضي بلدتي برقة وسيلة الظهر قرب مدينة نابلس في الضفة، جراء سقوط شظايا الصاروخ المضاد للطائرات.
والحديث عن صاروخ مضاد للطائرات ردت عليه إسرائيل في غارات لسلاح الجو استهدفت أنظمة دفاعات جوية في سوريا، ورادارات سورية وبطاريات مضادة للطائرات، وأطلقت صواريخ أرض - جو على الطائرات الإسرائيلية، وفق بيان للجيش الإسرائيلي.