تقرر إلغاء اختبارات كورونا للمسافرين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة، وذلك بعد ثمانية عشر يوماً من إعلان وزير النقل البريطاني أن اختبار ما بعد الوصول للمسافرين الذين تلقوا تطعيماً كاملاً "لم يعد له جدوى". واعتباراً من الساعة الرابعة من صباح 11 فبراير (شباط) الجاري، لم يعد مطلوباً من الوافدين إلى البلاد، حجز موعد لإجراء فحص "بي سي آر".
وفي تعليق على هذا التغيير، اعتبر الوزير غرانت شابس بعد ظهر الخميس الماضي أن الخطوة تُعد "لحظة مفصليةً بالنسبة إلى قطاع السفر الدولي". وأضاف، "لقد خففت المملكة المتحدة إجراءات السفر الدولية المرتبطة بـكورونا، ولديها الآن إحدى أكثر الحدود انسياباً في العالم أمام تدفق المسافرين، وذلك في رسالة واضحة مفادها أننا منفتحون على الأعمال".
ووفق وزير النقل البريطاني، "في الوقت الذي يتعافى فيه قطاع السفر عندنا بوتيرة سريعة، ونسرع الخطى نحو مستقبل نريد للسفر فيه أن يظل مفتوحاً [متاحاً من دون قيود] إلى الأبد، فإن هذه التغييرات في القواعد التي تأتي قبيل عطلة منتصف الفصل الدراسي، تشكل أخباراً سارة بالنسبة إلى العائلات والشركات وقطاع السفر".
تجدر الإشار إلى أنه منذ الإعلان الأصلي لوزير النقل البريطاني، حققت شركات الاختبار عائدات تُقدر بنحو 60 مليون جنيه استرليني (81 مليون دولار أميركي) من المسافرين العائدين إلى المملكة المتحدة.
في ذلك الصدد، رحبت الرئيسة التنفيذية لمجموعة السياحة والسفر "أدفانتج ترافيل بارتنرشيب" Advantage Travel Partnership، جوليا لو بوسعيد بتخفيف القيود، لكنها أوضحت أنه "فيما تسير الأمور بوتيرة بطيئة نحو تسهيل إجراءات السفر، ما زال هناك مقدار كبير من التعقيدات. وما زال متوجب على المسافرين مواجهة حقل ألغام من القواعد المربكة، بناءً على وجهة سفرهم، وذلك في ما يتعلق بمتطلبات الاختبار والحجر الصحي وتقديم أدلة على تلقيهم التطعيم".
وأضافت بوسعيد، "انطلاقاً من هذه المعطيات، فإننا سنواصل تشجيع المسافرين على حجز سفرهم دائماً مع أحد وكلاء السفر مباشرة، كي يمكنه أن يقدم لهم الدعم والإرشاد اللذين هم في أمس الحاجة إليهما".
وكذلك وصف الرئيس التنفيذي لجمعية السفر "أبتا" Abta مارك تانزر التغييرات التي بدأ اعتمادها، بأنها تشكل "خطوة كبيرة إلى الأمام في قطاع السفر إلى الخارج، وبالنسبة إلى المتوجهين لقضاء عطلاتهم، وإقراراً بأهمية السفر في حياة الناس وتعزيز اقتصاد المملكة المتحدة".
وذكّر تانزر بأن "قواعد السفر منعت الناس من أخذ استراحة في الخارج، لذا يجب أن تعمل هذه التغييرات على تعزيز الثقة لدى المستهلك، ما يدفع بمزيدٍ من الناس إلى التخطيط لرحلاتهم خارج البلاد وحجزها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جدير بالذكر أنه خلال 2020، رفضت الحكومة البريطانية إجراء اختبارات "كوفيد"، معتبرةً أنها غير فعالة بالنسبة إلى السفر الدولي. وفي سبتمبر (أيلول) من السنة نفسها، صرح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأن ذلك أدى إلى "تكوين انطباع أولي خاطئ في شأن السلامة لدى الوافدين، خلال ثلاثة وتسعين في المئة من الوقت، ويساورهم شعور زائف بالثقة، عند وصولهم إلى البلاد وتقدمهم لإجراء الاختبار".
في خطوة متصلة، جرى اعتماد متطلبات إجراء الاختبارات على نطاق واسع، في شهر يناير (كانون الثاني) 2021، الأمر الذي أدى إلى نشوء قطاع قُدر بمليارات الجنيهات، من الشركات التي تصنع الاختبارات.
ومنذ ذلك الحين، شرعت القواعد في التغير بشكل متكرر. ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2020، خُفض مستوى متطلبات الدخول من الخضوع لاختبار "تفاعل البوليميراز المتسلسل" PCR في فترة ما بعد وصول المسافر البلاد، إلى إجراء اختبار "التدفق الجانبي" Lateral Flow الأرخص والأسرع لجهة مدة الحصول على النتيجة. لكن في غضون أسابيع، أعيد فرض فحوص الـ "بي سي آر" واختبارات ما قبل المغادرة، إلى جانب الحجر الصحي الإلزامي، نتيجة القلق من متحورة "أوميكرون".
وتوضح الحكومة البريطانية أن كل أسرة ستوفر ما معدله 100 جنيه استرليني (135 دولاراً) في الاختبارات لدى عودتها إلى المملكة المتحدة. لكن السفر إلى وجهات العطلات الخارجية يواجه مجموعةً من القواعد المعقدة، بما فيها في كثير من الأحيان، موضوع الاختبار.
واستطراداً، ما زال متوجباً على المسافرين غير الملقحين المتوجهين إلى المملكة المتحدة، إجراء اختباري "بي سي آر" قبل المغادرة وما بعد الوصول، لكن لن يكون لزاماً عليهم بعد الآن أن يعزلوا أنفسهم مدة 10 أيام.
وكذلك يتعين على جميع المسافرين الوافدين إلى المملكة المتحدة مواصلة تعبئة نموذج تحديد موقع الركاب عبر الإنترنت، الذي جرى تبسيطه بعض الشيء بالنسبة إلى المسافرين ممن تلقوا تطعيماً كاملاً، وأصبح الآن يحتوي على 20 صفحة.
© The Independent